الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفسدون في الفن

قاسم حسن

2011 / 9 / 5
الادب والفن


أسدل شهررمضان الستارهذا العام مبشرا بخيروايجابي للدراما العراقيه التي بالرغم من قلتها لكنها اكثر نوعية وأطور استخداما واكثر بذخا من أي وقت مضى ... وعندما نذكر الدراما لابد لنا ان نشيد ونحترم تلك الطاقات المبدعه من هذا الجيل والذي قبله من الفنانين المبدعين والجميلين الذين ابلوا بلاءا حسنا في اداءهم المميز في كافة المجالات منها الانتاج والاخراج والتمثيل ... والخ من مقومات العمل التلفزيوني او المسلسل التلفزيوني .. مبتعدا عن الظروف المحيطة بالعمل ... واهمها المكان ... ويبدو ان بذخ الانتاج كان قد ذلل من هذه الصعوبات ... حيث رأينا ان البعض من هذه المسلسلات .. الاجتماعية والسياسية منها او التي تتصدى لاعمال تاريخية او متناولة فترة من فترات او تاريخ العراق الحديث ... ومنها المربك في تناوله للقضايا ومنها المَغرِض وكذلك منها من يريد ان يشوه بعض الفترات ومنها من يمجد بعضها .... لااريد الخوض في هذا الموضوع ولكن اشاره لابد منها كي لايبخس حق من تصدوا وتعبوا وحاولوا ان يظهروا الدراما العراقيه بما هي على سابق عهدها مع الفارق الكبير في الادوات والتقنيات والتطور الكبير في تكنولوجيا الانتاج الفني ... بالرغم من تخلف العراق( الرسمي) عنه سنين طويله ...أن الدراما التلفزيونية العراقية ( في رمضان موسم الدراما التلفزيونيه والذي كما يبدو أصبح السوق الأروج في هذا الوقت بالذات) ..كانت متميزة وحققت إنجازا جيدا قياسا بالدراما المصرية والسورية ..بالرغم من وجود مسلسلات سيئة ومسيسه ومصنوعة بشكل مستعجل ...
ولكــــن ...
وبخصوص البرامج الترفيهية او التهريجية وهي التي لاتتعدى عن وصفها بذلك ...وهنا الطامة الكبرى ..والتي تعد من الحالات المؤسفة جدا وتشكل انحدارا سيئا وهزيلا لمبرمجي ومنتجي هذه ( المسلسلات ان صحت تسميتها بذلك ) نتمنى أن تتخلى عنها بعض القنوات الفضائية العراقية ... حيث وكما يبدو أن ابطال هذا النوع من التهريج والترفيه من الممثلين والمخرجين هم انفسهم ابطال بما سمي بالمسرح التجاري إبان الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي في العراق ..والذين لم يجدوا مكانا للعمل أو من المستعجلين على جمع المال على حساب ضمائرهم وانسانيتهم ورسالتهم الفنية التي لم ولن يقدروها جيدا .. حيث نقلوا تلك التجربه الهزيلة الى بعض الفضائيات .. التي وجدت فيهم طعما للهزالة والاستهزاء من البشر .... المتلقي
بعد اغلاق تلك المسارح التجاريه او عزوف الجمهور عنها
وماتبثه تلك القنوات الفضائية العراقية من برامج تصفها بـ( الفكاهية ) أن تلك البرامج هي الطامة الكبرى والحلقة الأضعف في حلقات منهاج الفضائيات الرمضاني وهي بحاجة الى وقفة ماسة وحازمة ومراجعة حادة...لأن درجة التسطيح فيها وصلت حدا لايمكن السكوت عليها لأن مستوى تلك البرامج بدأ بالتردي يوما بعد يوم ووصل الى مرحلة الانحدار الكامل في الوقت الذي بدأت فيه الفضائيات العربية بالارتقاء بمستوى هذا النوع من البرامج ....
العراق اليوم في زمن شائك ومعقد وصعب .. ومن المفترض بفناني العراق أن يعكسوا الصورة الحقيقيه للعراق وفنه وابداعات فنانيه كي يستقبلهم هذا الشعب الجريح .. ومثل الفنان العراقي كالطبيب المعالج الذي عليه ان يجد الدواء المناسب من شحته .... وكي يقنع ويقتنع .. بأن الفن والفنانين هم من أجله .. وكي يكسبوا وده ( اي الشعب) خاصة وهو في محنة كبيره ... فثقته بالسياسي معدومه وكذلك برجل الدين ... الذي طالما تهجم وتطاول على الفن والفنانين ... فلم يبق في عراق اليوم غير هذا المتنفس والمنابر الاعلامية المتمثله بالتلفزيونات لتنير درب العراقيين وتوجههم التوجيه (على الاقل) القويم ...
الم تكن وظيفة الفن والفنان ان تحترم الانسان وارادته مثلا ...؟؟
لقد كانت التفاهة والسطحية حاضرة في الأزمنة السابقة ولعبت دورا كبيرا في حياة المجتمع ، لكن اليوم وفي هذا الزمن هناك سطحية مدعومة ماديا واعلاميا ويتم نقلها من مكان لآخر بسرعة البرق ، وفي ظل ثورة المعلومات التي غيرت وجه العصر لايمكن لفكرة أو معلومة جدية أو عميقة أو تافهة وسطحية إلا أن تعبر الحدود وتصل إلى كل بيت أو مكان مهما كان بعيدا أو نائيا ...

في الموسيقى والغناء:

كانت الأغنية العاطفية العراقية سببا في سمو المشاعر والأحاسيس وبعيدة عن خدش مسامع الناس والعري والارتجال وكان المستمعبن لايستمعون الى الأغنية من اجل شكل المطرب أو المطربة أو الفيديو كليب ( كما يسمى هذه الايام ) أو جسد هذه المطربة أو تلك ... بل كان السماع للكلمة والموسيقى ..حيث غنى غالبية المطربين للشمس والقمر والنجوم والبحر والأنهار والبساتين والطبيعة لمجملها ... كما كانت الأغنيات تفوح منها روائح الحب والحنين وسهر الليالي...بالاضافة الى الاغاني الدينية والاناشيد والتراتيل التي كانت تذكر الناس بخالقهم وبربهم وبعظمة رسولهم الكريم ...
يقول ( إفلاطون) إذا اردت أن تعرف حضارة بلد ما أو شعب ما ... يمكنك الاطلاع على موسيقاهم والاستماع الى اغانيهم وبهذا المعنى.. كان للاغنية التعبير الصادق والمرآة التي تدلل وتعكس تقدم الشعوب والأمم وتحضُرها لأنها ( أي الاغنية) أساسا لها مساس قوي بالجانب النفسي والشعوري الفطري لدى هذه الشعوب والامم ..
وكانت الاغنيه ولازالت ( لو استخدمت بمكانها الصحيح) سلاح كباقي الاسلحة الفتاكة بيد الشعوب ودليلنا في ذلك استخدام غالبية شعوب العالم لبعض الاغاني والموسيقى في الاحتجاجات والمعارضات والثورات عبر التاريخ ولازالت شعوبنا العربية في ربيع ثوراتها تستخدمها بشكل تحريضي ادىويؤدي دورا كبيرا وحاسما في غالب الاحيان ترددها الناس وتنتشر بشكل سريع كما ارادوا لها صانعيها ومؤلفيها ... اذن لايمكن الاستهانة ابدا بدور الاغنية في هكذا مجالات ... وهي كما يقال متعددة الاستخدام والاهداف.

وغالبا ما كانت الاغنية سببا في قيام التمردات والثورات ضد الظلم والاستبداد والحكام المتسلطين على شعوبهم والاحتلالات ومن جانب آخر كانت الأغنية سببا فعالا في السمو الانساني والرقي بالروح البشرية .. وأذواقهم ...
عربيا كان اصوات السيد درويش وام كلثوم وعبد الحليم حافظ ... وغيرهو وعراقيا كانت اصوات المطربين في الخمسينات والستينات وحتى السبعينات من القرن الماضي ولازالت يتذوقها الناس ويستمعون اليها .. برغبتهم دون ان تبثها اذاعة او تلفزيون بحجة او اخرى .. كانت اغاني عفيفة اسكندر وسليمه مراد والحان الاخوان الكويتي ورضا علي وفي فترة ما حسين نعمه وياس خضر وو الكثير الكثير غيرهم وحتى الذين غيبوا من الساحة الفنية بحجة أو أخرى لعدم امتداحهم لانظمة فاسده كانت اغانيهم تنتشر ... على بسطاء الناس نظرا لحسها الفني الراقي وكلماتها المعبرة عن طموحاتهم ... أمثال كمال السيد وكوكب حمزة وسامي كمال وجعفر حسن وانوار عبد الوهاب وغيرهم ... حيث كانت اغانيهم سببا في هجرتهم وتغييبهم ...

أما الآن وفي هذه الثورة التكنولوجية والعولمة وسرعة الأتصالات وكثرة الفضائيات (الفائضة عن الحاجه) نرى الغالبية من المطربين الذين عبثوا ويعبثون بذائقة الناس في كلمات اغانيهم التي لاتمت بصلة الى الذوق البشري نراهم يغنون ( لو صحت التسميه اغاني) وموسيقى ليس لها علاقة بموسيقانا ولاتراثنا ولاحتى أذواقنا ... يقتحمون الناس صباح مساء بموسيقى وكلمات لاتمت الى الذوق بصلة ... وبحجة دون اخرى انهم يزرعون السرطانات بدلا من استئصالها ... وتساهم في ذلك عدة جهات ومنهم من اصحاب الربح السريع على حساب البشر والشعوب ... وهاهم يغنون للخيار والباذنجان والبصل والطماطة بدلا من القمر والنجوم والليل والبحر والانهار والطبيعة الخلابة ... والحب والحنين هذه المواضيع التي هي من صلب المشاعر البشرية وأحاسيسهم....ألا يدل ذلك على الانحدار والتراجع في اذواق الناس والتلاعب بمشاعرهم وإفسادهم ... فهؤلاء وأمثالهم هم المفسدون في الفن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب