الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معمارية الخطاب الشعري في ديوان -هسيس الدهشة- للشاعر أحمد بهيشاوي

ربيعة العربي

2011 / 9 / 6
الادب والفن


معمارية الخطاب الشعري في ديوان: هسيس الدهشة للشاعر أحمد بهيشاوي (1)
ربيعة العربي

إن هذا الديوان كلما حاولت شرحه أجده يشرحني
و كلما حاولت اقتحامه أجده يهدم أسواري و يقتحمني


تسعى هذه الورقة في مقاربة معمارية القصيدة في ديوان " هسيس الدهشة" للشاعر المبدع أحمد بهيشاوي، و ذلك ارتكازا على محورين أساسيين:
- تحديد رؤيا العالم التي تحكمت في بنية الديوان ، و ذلك من خلال محاورة البنية التصورية التي تشكل الخلفية المؤسسة لها.
- ضبط الآليات التي وظفها الشاعر في نقل هذه الرؤيا إلى القارئ ، و ذلك انطلاقا من تحليل المستويات اللغوية الموظفة فيه و ضبط أنماط التعالقات القائمة بينها.
تؤطر هذين المحورين استراتيجية أساسية تتمثل في محاولة الكشف عن البنى الكبرى التي تنضوي قصائد الديوان في إطارها و توضيح عناصر التلاحم و الاتساق الضابطة لها . نتوخى من خلال هذه الاستراتيجية تقديم دراسة تحليلية تفكيكية لمجمل القصائد التي تضمنها الديوان ، من منطلق أن التفكيك يمكننا من الحفر داخل هذه القصائد و تحديد مجموعة من المبادئ و الأبعاد المشكلة لها. لذلك سنعتمد مقاربة تعددية تتيح لنا الاستفادة من مداخل متنوعة و مختلفة، من شأنها أن تمدنا بأدوات تحليلية لفهم و تأويل الأنسجة الداخلية للخطاب الشعري عند الشاعر أحمد بهيشاوي . تركز هذه المداخل على البناء الداخلي للديوان و الآليات اللغوية الموظفة فيه ، و كذا محاولة استكناه القوانين التي تضبط مختلف التعالقات التي نشأت منها و عبرها قصائد الديوان ، معتمدني في ذلك ما أشار إليه محمد مفتاح (1985 : 11) بقوله:

" إن النص الشعري لا يحيل على واقع خارج عنه يتبث صدقه أو كذبه على ضوئه و إنما له واقعه الداخلي. فصدقه مستمد من ذاته ليس من خارجه فاللغة تولد اللغة و اللغة تحيل على اللغة."

1- بنية الديوان و رؤية العالم
1-1- قراءة في عنوان الديوان:
يحمل الديوان عنوان " هسيس الدهشة" و قد ورد مركبا إضافيا متشكلا من مكونين "الهسيس" و "الدهشة" . يرتبط الهسيس عموما بخوالج النفس و بالخفي من الكلام .جاء في لسان العرب :
- هس يهس هسا حدث نفسه.
هس الكلام :أخفاه
الهسيس الكلام الذي لا يفهم.
و جاء في القاموس المحيط
- هسه دقه و كسره
- الرجل يهس حدث نفسه.
الهسيس الفتيت و الكلام الخفي.
- الهسهاس الدهش راعي يرعى الغنم الليل كله أو الذي لا ينام ليله عملا.
- الهسيس أيضا هو المشي بالليل.
إذن إذا اعتمدنا البعد اللغوي في تحليل هذه الكلمة نلحظ أنها تحمل دلالات مترابطة ، و هي دلالات لا تخرج في مجملها عن الدلالة العامة التي هي الإخفاء و عدم الإفصاح . تتعمق هذه الدلالة إذا ما نظرنا إلى جهة الربط التي أقامها الشاعر بين "الهسيس" من جهة و "الدهشة" من جهة أخرى . إذا عدنا إلى التعريف اللغوي نجد أن الدهشة مأخوذة من الدهس ، و الدهش حسب التعريف الوارد في لسان العرب هو ذهاب العقل من الذهل و الوله ، و قيل من الفزع و نحوه دهش الرجل بالكسر إذا تحير و هو المعنى نفسه الذي نجده يتردد في القاموس المحيط حيث دهش تحير أو ذهب عقله من ذهل أو وله.
إذا انطلقنا من هذا التعريف لنقف عند الدلالة التي يود الشاعر التعبير عنها نجد نوعا من التداخل بينها ، فالدهشة عند الشاعر وليدة الإشراقات الناتجة عن المعارج في عوالم الدلالات الخفية التي شكلت التجربة الشعرية المؤسسة للديوان ، و إذا نظرنا إلى العنوان من حيث تركيبه نجد أنه جمع بين الهسيس و الدهشة جمعا يجعل هذين المكونين يصبان في اتجاه واحد هو تخصيص الهسيس بالدهشة(1) و بالتالي تعليله ، فالهسيس إذن مرده هذه الدهشة التي قد اعترت الشاعر و هو يغوص في المعنى و قد تعتري المتلقي و هو يتلقى هذا المعنى. إن الشاعر يلح في أن يكون هذا التلقي خفيا و مترويا لكي لا تتجاوز الدهشة حدود الإمكان ، فكأنه يريد من خلال هذا الديوان أن يفتح لنا عوالم تبهر و تذهل، لكنه يختار أن يكون هذا الفتح همسا لا يصل إلا إلى المتلقي دون سواه كما يختار في الآن ذاته ألا يظهر من أسرار هذه العوالم إلا شذرات، و ذلك في إطار ثنائية مدهشة بدورها تجمع بين الإظهار و الإخفاء . سنرى من خلال قراءتنا لنصوصه الشعرية كيف تحكمت هذه الثنائية في حبك النسق العام لخطابه الشعري.
يتضمن الديوان 38 قصيدة أولها بعنوان "حروف" إعلانا من الشاعر عن أن خطابه هو عبارة عن حروف . من سمة الحروف أنها محدودة العدد إن اختيار هذا العنوان ليس اختيارا اعتباطيا، بل هو امتداد لما عبر عنه في عنوان الديوان من منطق التقابل بين الحروف المشكلة للديوان و التي هي عبارة عن دوال. و نحن نعرف أن الدوال حسب تصور دو سوسير هي صور سمعية صوتية لا يمكن أن تملك حضورا إلا بقرنها بالدلولات التي هي عبارة عن صور ذهنية . تختزل كل المدلولات هنا في المعنى الذي يود الشاعر نقله إلى المتلقي. باستحضار هذه الثنائية يمكن أن نقيم معمارية لقطبي هذا التقابل على النحو التالي:
- الحروف= [+ معرفة]،[+جمع]،[+ قابل للعد]،[+ منته]،[ يدل على طرف الشيء].
- معنى=[+نكرة]،[+ مفرد]،[+ غير قابل للعد]،[- منته]،[يدل على اللامتناه].
و هو التقابل الذي يطالعنا به الشاعر في القصيدة الأولى حيث يقول:

الحروف
أزهار هذا البستان

و من ثمة يكون محيط الحروف محددا في المكان الذي هو البستان في هذه القصيدة ، بينما المعنى غير محدد في مكان. يقول في قصيدته الثانية التي تحمل عنوان سدور:

سادرا...
في معنى لا متناه...
أعرج إلى اللانهائي

فقد استعمل الشاعر كلمة "لا متناهي" مرتين، و التكرار هنا جاء لتأكيد المعنى و تقويته في ذهن المتلقي. نرى هذا المعنى يتكرر بصيغة أخرى في قوله في نهاية القصيدة:

أنثره
في الأكوان

فالشاعر أحمد بهيشاوي يريد أن يعمق منظوره للمعنى الذي يود ايصاله إلى المتلقي و يلح على أنه واسع و غير قابل للحصر.
يمكن أن نستحضر في قراءتنا لهاتين القصيدتين تقابلا آخر يسعفنا في فهم البنية العامة المتحكمة في مسارات الديوان. إنه التقابل بين الكل و الجزء، حيث يحيل الكل على المعنى اللامتناهي الذي غرف منه الشاعر قصائده، بينما يحيل الجزء على المعنى الجزئي الذي يسعى الشاعر في أن ينقله إلينا. إن هذا التقابل حاضر في القصيدتين معا اللتين يفتتح بهما الديوان و يمكن أن نوضحه من خلال المعادلة التالية :
- كلمة"الرحيق" الموجودة في القصيدة الأولى موازية للمعنى المتضمن في القصائد(جزء).
- كلمة "الورود الحاضرة في ذهن القارئ بفعل التداعي(2) توازي المعنى اللامنته الذي تعبر عنه القصيدة الثانية.
يوازي هذا التقابل الذي نلمسه على مستوى المضمون التقابل الذي يمكن أن نلاحظه على مستوى الشكل ، حيث نجد أن الشاعر قد وظف في القصيدة الأولى جملتين اسميتين للدلالة على الثبات و الحلول في مكان محدد ، و بالتالي على القابلية للحصر و الاستيعاب، بينما وظف في القصيدة الثانية جملا فعلية . تستعمل الجمل الفعلية عادة للدلالة على الحركة و التنقل، و بالتالي عدم القابلية للحصر في موضع محدود . أضف إلى ذلك توظيفه لأفعال تعبر عن الحيوية و الحركة المتكررة في الزمان و المكان :أعرج - أقتحم-أقطف- أنثر ، و هي كلها افعال متعدية لم تقتصر على مكون واحد و في هذا أيضا نقل لدلالة التعدد و التجاوز و الاستمرارية.
هذا من زاوية الاختلاف القائم بين القصيدتين الأليين، أما إذا نظرنا إلى زاوية الائتلاف القائم بينهما ، فسنلاحظ أن الجامع بينهما متعدد أيضا ، إذ من بين ما يؤالف بينهما طبيعة الجمل التي أتت بسيطة غير مركبة و التي صيغت وفقا للبنية الرتبية الأصلية في اللغة العربية أي فعل فاعل مفعول باستثناء الجملة الأخيرة في القصيدة الأولى التي نلاحظ فيها تبئيرا للمكون "النحلة" في قوله:

وحدها النحلة
تعشق الرحيق...

أما الأفعال في كلتا القصيدتين، فقد أتت بصيغة المضارع . من المعروف أن الفعل المضارع يدل على الحال أو الاستقبال ، و هي سمة تضفي تعزيزا لقصد الشاعر فالمعنى الذي يود نقله له بداية تتحدد بزمن الكتابة، و يمكن أيضا أن نقول إنه يحيل على زمن القراءة الذي يمكن أن تكون له بدايات متعددة بتعدد المتلقين و بالتالي تتكرر البدايات إلى ما لا نهاية في الزمان و المكان و تتعدد طبقا لذلك التأويلات. أما فيما يخص نهاية الكتابة فهي بدورها غير محددة و لا يمكن ربطها بالانتهاء من نظم الديوان أو الانتهاء من قراءته. يمكنني أن أعلل منظوري هذا بمسألتين اثنتين استوقفتاني في الديوان:
أولهما توظيف الشاعر لنقاط الحذف توظيفا متكررا من بداية الديوان إلى آخره ، و ذلك في إشارة منه إلى أن ما لم يفصح عنه هو أكثر بكثير مما أفصح عنه .
ثانيهما استعماله لجمل بسيطة من حيث تراكيبها مختزلة شديدة الاختصار من حيث مضامينها ، مما يثير الانتباه إلى مساحة البياض التي أبى إلا أن تكون واسعة ممتدة ايحاء منه إلى أن الأبيض هو لون الضوء ، لون البهاء و الإشراقات التي تشكل إحدى البنى الكبرى الأساسية التي يعبر عنها الديوان .إن مساحة البياض في الديوان هي أكبر من المساحة التي تحتلها الحروف، و كأن الشاعر يريد أن يقول لنا من خلال التقابل بين هذين اللونين الابيض و الاسود الذي استعمله كإيواية للتبليغ ، إن قصائده بكل ما فيها من تعابير و استعارات و ايحاءات هي عاجزة عن أن تعبر عن المعنى العميق الساكن في دواخله. إن المعنى عند الشاعر هو ذاك المجهول المسكون بالأسرار . إنه بعيد المنال، و هو فضلا عن ذلك يقتضي منا أن نعرج معه بكل ما تحمل كلمة "المعراج" من دلالة دينية و ايحاءات صوفية لكي"نقتحم غياهبه"-حسب تعبيره- إن ما يؤكد هذا التصور هو كون الشاعر لا يرغب في أن ينقل إلى المتلقي معاني كثيرة و إنما يريد أن ينقل معنى واحدا عميقا أعمق من الأكوان التي ينثره فيها بكل ما تحتويه من ماهيات و من كينونات متعددة و لا متناهية.
إذن نستخلص أن القصيدتين الأوليين هما امتداد للعنوان الذي اختاره الشاعر للديوان و شرح له، إذ يمكن عد القصيدة الأولى تقديما للديوان و القصيدة الثانية تقديما للشاعر، أما المتلقي فهو يظل في قراءته و تأويله متنقلا بين الدوال و ما تختزله من مدلولات، و في هذا دعوة من الشاعر إلى أن فهم القصائد يستوجب منا تجاوز بنياتها السطحية لسبر بنياتها العميقة، و هذا ما يجعلنا نلمس التلاحم القائم بين القصيدتين معا لدرجة يمكن عدهما قصيدة واحدة، بل عنوانا للديوان كله : عنوانا يعبر عن الدال و المدولول اللذين هما وجهان لعملة واحدة. غير أن الشاعر يمعن في التفريق بينهما ، و ذلك لكي يؤكد من خلال هذا الفصل غياب التوازي بينهما على اعتبار أن الدال محدود و قابل للحصر بخلاف المدلول الذي هو غير محدود و غير قابل للحصر . إن هذا من شأنه أن يفتح خطابه على فضاءات متعددة بؤره اادلالية. إنه يحاول تقزيم الدال من أجل المدلول. إن الشاعر مسكون بالمعى الخالد في الزمان و المكان و لا قيمة للدال إلا من حيث هو حامل له ،و لا قيمة للدال إلا عند لحظة التشكل و الحضور.

1-2- البنيات الكبرى المؤطرة للديوان
يفتح الشاعر للمتلقي من خلال هذا الديوان أبواب واسعة للمعنى العميق الذي يسكنه و يعرج به إلى سماوات شتى، يغيب فيها السر ليحضر البوح و يظهر التجلي. إنه يدعو بدءا من القصيدة الثالثة المعنونة ب"إشراقات البهاء" إلى ولوج عالمه المفعم بالدهشة من هذا المعنى العميق الذي لا تسعف في نقله الحروف، و إنما ما ينقله هو إشراقات تأتي كالوميض. و الواقع أن أغلب القصائد إن لم يكن كلها عبارة عن إشراقات ، و هذا ما سنحاول الوقوف عليه من خلال البحث في الآليات التي شكلت مسيج هذا الديوان.من ضمن هذه الآليات التي سنعتمدها تفكيك الخطاب إلى قضايا جزئية و ترتيبها ترتيبا سلميا حيث ترتب حسب أهميتها من جهة و حسب أوجه التقابلات التي تربط بينها من جهة أخرى، بشكل يمكننا من حصر البنيات الصغرى و ضبط المحاور الاساسية و أشكال انتظامها . مبتغاي من وراء ذلك تشكيل البنية المعمارية للديوان، و من ثم تخطي هذا المستوى لحصر البنية التصورية العامة التي تحكمت في نسجه. تحقيقا لهذا المبتغى سأقوم بتحليل المعجم الذي استقى منه الشاعر قصائده .
أول ما يمكن ملاحظته و أنا أطالع الديوان أن المعجم الموظف يحيل على محاور متعددة . غير أنها في العموم تصب في منحى واحد . تنتظم هذه المحاور على النحو التالي:

1-2-1- محور السر/ الإخفاء يتجلى هذا المحور من خلال توظيف الشاعر لجملة من الألفاظ نسوقها كالتالي:
أصيخ- هسيس الدهشة- هسيس الروح- وسن البوح- الخدر- تشي- سديم الفقدان- غيمة- مساء كسيف- يمحو من الذاكرة- دلجة الصمت- وهاد روحك- مرافئها النائية- تستكنه سر تحولات أشرعتك الشاردة -في بحور التيه- شقوق غفوتك- سنبلة عمياء- المتاهة العمياء- توارت عيناه وراء الأتربة- نسي قدميه- الظل المسكون- تاهت عنه كل الأرصفة- دروب الخطو المطفأة- ينزوي في مقهاه البعيد- المدى أمام عينيه احتجب- رحم العيون في الغسق- أنا الغائب - يمحو - النسيان - غفوة أضاعت- فقد و تيه- أرسم ..وجع الغموض- أبسط أهداب بوحي-عند كل غياب - يأتي الغروب فيمحي- يسكن القلب في الرجع البعيد...البعيد- دولاب- أشياء مهملة رسبت في أعماق النفس- إغفاءة- أغلق دولاب أيامي- يبتلعنا المساء- لوثة الأفول- آمال تتساقط رمادا- المحاجر- يستبيح الغياب- نامت- يمحو- شحوب الأشجار- جفون الأطلس تنام - سفر - ظماء- بلا مرافئ- أبحث عنك - بين ماء و دخان - يرحل السفر- المقبرة - وراء أسوار المدينة المغلقة تنام طفولة مهملة- الجدار الخلفي- ضمور- رجلاه حافيتان - فتور - وأد الندى- الحلم الدفين - رحيل - رحل الأصدقاء و ماتوا- هجر الربيع قلوبنا- نضب السؤر- رحلنا في نعش صمتنا- حتى البدر أضعناه- المساء- في أيامنا ضغن- اغترب الكفن- مات البحر- أضعنا الطريق- انتحرت الفصول- هجرت النوارس- هدأة الليل- أركن - عزلتي- يمحو- وشاح البوح- رغبة نائية- ضياع - هرب - محاجر نسيت- تجتر أحلامنا رمادا- يتيه مني المدى- سر الصمت- التيه-الفقدان- طريقي الغائبة- ظلال روحك- أمحو- تبديد هذا السراب- فراق- كل مساء- كل ليلة- ينتهي يوم- تمضي السنون- يموت الأب- يذبل الوجد- تقطع الأغصان- يقتل الأنوثة- يبدد الغيوم- خرجت أمنا- انتظرنا رجوعها- ما عادت- سر الرمل- أنشد أسراره- الشارد- بداخلك- ترحل بعيدا- أكفان المساء- تخبو- إغفاءة المساء الطويلة- سديم بوار- شردت- عن نهايتها- وهم الرمل - مبحوح - أبواب الذبول- سواحل الصمت- أضاعوا- أطفأ الهباء- براري اغتراب- عتمة النهايات- إني لا أرى- سر النهر منتهى مداه سر الرمل- سر البحر- صمت- مهاوي الأزمنة- مضت فراشات- مضت عصافير- أطبقت الوردة جفونها- نامت - سطوة الرماد- رميم الكلام- مطفأة- يمحو- تبدد- في أعماقنا يمحو.

1-2-2- محور الضوء/الظهور:
نلمس هذا المحور باستقراء جملة من الألفاظ التي وظفت في هذا الديوان منها:
بهاء الروح- إشراقات البهاء- ترفل بالبهاء- كؤوس وميضة- شفافة- الكلام - الذاكرة- ألق- أطلت خاطرة ندية - تنثر- صحو و ريف- يمحو...النسيان- أشعل- قناديل البوح- أنثر وميضي- تجليات عرف- قابضا على الضوء- ودق الانبثاق- ألقك لا يخبو- يحلم بنجومه تتدلى عناقيد عنب تنثر في حقول عينيه ومض البريق- ليت حدقة الصباح تنير في الروح اللهب - محراب الألق- رؤيا- سواد بهوها- مع الومضة الأولى - لمحة الوميض- إفاقة - أفتح شرفات الأيام - أقرأ أحوال طقسي- ألق البدر- يشع بحضورك- يومض سراديب التيه- البسمة- تشع- تولد المسافات- بدر الوفاء- ترنو لنور الشمس- و هذا الصباح- استفاقت - رأت عيونها- صدغاه بارزان- شمس الأصيل- في أحداقنا- البدر- في أعيننا- بدرنا الجميل- تثمل الأقمار- وميض- بوابات إشراق- ومض المسافات- الضوء- في عيوني- طمي النهار- ومض- أشجار البوح- شاهد- بهاء الوجد- يأتي يوم- النار- لو أنك ترى ما أرى- القمر- رؤى- الشمس- الفجر - ترنيمات التجلي- بهاء الماء- الفجر - لحظات اشتعال- جناح الشمس- لصوتك خيوله و الصهيل- وجهك يشع- رؤاه- الجمر- جمر المنتهى- أحداق العصافير تنير- أنت البهي- حدق بعيدا- تر- أولد مرتين مع الشمس و القمر- سنبل الصحو- شهوة وجودك- أرى - ومض المسافات- ألق الإنسان - يبرق الأمل في عيونها- المرايا- أظهر لي.

هوامش
1- يحضرني هنا ما عبر عنه مصطفى ناصف (1995 : 49) بقوله:" إن الذي تؤديه الكلمات أكثر حرية و خصبا و تفاوتا مما تزعم الكتب المنتشرة و هذا الخصب الحر أو الحرية الخصبة مصدرها التلاقي المستمر بين الكلمات، بحيث يصبح ما ينتج عن هذا التلاقي مختلفا عن الإضافة الوهمية الخارجية التي نعتبرها مهمة الكلمة أو دلالتها".
2- هنا أستند إلى مفهوم التداعي على اعتبار أنه من ضمن الآليات التي يمكن اعتمادها في عملية التحليل البلاغي . يشير صلاح فضل (2003 : 26) إلى أن حقول التداعيات هي التي تسمح بعملية الانزلاق أو الاستبدال.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة