الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من غير الممكن أنسنة البشر

واثق الجلبي

2011 / 9 / 6
الادب والفن


لم يعد بالإمكان أن ننتقي مكانا غير هذه الأرض حيث إستوطنت فيها مشاعر الكراهية ورفض الآخر ، وكأن كل الكلام عن السلام يطير مع الهواء ليموت قرب آذان السادة الكبار الذين ورّثوا الحرب ووظفوا كل شيء من أجل إستمرار الخذلان والإطاعة ..
لم تكن منهجية الرفض المبنية على أبجديات الإنتصار إلا مشاعرا لحفنة من المهزومين من جرّاء المواجهة غير المتكافئة بين الوحوش الكاسرة والطيور الأليفة التي تحلم بخلق مساحات ممكنة للعيش وللحلم ولشيء من حقيقة مفادها أن الإنسان كائن حي ليس له حياة في السجون.
إيحاءات العيش المستمرة هي التي تجعل من الحياة على هذه الأرض ممكنة ولو بأقل مقادير التنفس الملوث فللطائر الجناح وللعقل التحليق..
إذا كان لا بد من الموت فالفكرة أجمل شيء يمتلكه العقل البشري لإخضاع كل المستحيلات التي يواجهها إلى مادة ولود من الأفكار والمثل وحتى المجابهة التي تحدث في أغلب الأحيان ويكون فيها الإنسان الطرف الخاسر .
ليس هنالك من مجال للحلم المعدي ولكن للكوابيس الطعم الأكبر في الفوز على جميع الأحلام الفلسفية والبسيطة التواقة للنهوض بالإنسان إلى حيث مصافّه مع الحقيقة الكلية.
الفوقية، التحتية، كلها ملاءآت نستر بها عورات أحلامنا غير القادرة على إيصال المفاهيم المنطقية للآخرين ...ما هذه الكذبة التي يعيش فيها العالم ؟ طفولة الشعوب وغيرها من الأكاذيب الكبيرة التي حجمت العقل وأقفلت عليه باب الحوار مع نفسه والذوات الأخرى.
لم يعد بالإمكان أفضل مما كان للبشرية حيث لا يمكن للبشرية أن تؤنسن نفسها ..مع شديد الأسف كانت وللآن مستمرة على هذه الأباطيل غير المقنعة للعقل الذي يبحث عن الحقيقة التي ضيّعها أغلب الأقدمين وتبعهم المحدثين.
إيقونات جوفاء ومساحات لم يسبرها العقل كلها كانت مخفية ومغيبّة عن الوعي والإدراك بسبب الصراعات البشرية والأطماع المخيفة والدماء التي غطّت وجه الحقيقة من قبل مصاصي الثقافة والمتجلببين بغطاء الدين من الذين ضيعّوا إنسانيتهم وراء الوصول لسراب يحسبه الظمآن ماء.
لقد ضيّع الإنسان نفسه وغيّب عنه العقل لفترات طويلة وهو إلى الآن لم يدرك ما سببية العيش وما هي فرص البقاء وحتمية الإستمرار ..
من هنا لم يجد الإنسان ما يطمئن به دقائق شعوره المفرط بحب الأساطير وتلوينها بألوان الزيف والخداع ومرض السيطرة وحب التملك وتبرير كافة الشهوات التي غاب عنها العقل وإنتصر فيها الظلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية ملؤها الشوق والمحبة الخالصة
عبدالله صقر ( 2011 / 9 / 6 - 23:22 )
الى العزيز والصديق الانسان واثق بك نحن فى زمن كله محسوب علينا وهذا الزمن نحن أدة فيه للطغاة وأصحاب النفوز وأصحاب السطوة , نحن ترس فى ألة يملكها غيرنا , نحن عبرى طريق لا نملك إلا الكلمة , وجاء علينا أيام كنا نخاف أن نتفوه بها من أصحاب السطوة الذين هم يسمون بالطغاة العتاة , ياعزيزى إنى أرى من خلال كلام الرائع الذى يملآه كثير من الفلسفة المرغوبة , شيئ من الاحباطات الكثيرة وهذا لم أعهده فى كتاباتك التى حين أرأها أشعر بسعادة أبدية , وليكن لديك قناعة بأن هذا العالم ليس عالمنا نحن , بل هو عالم لآناس أكثر جسارة , أكثر سطوة , أكثر دكتاتورية , نحن ياعزيزى لا نملك إلا أنفسنا البريئة التى هى لازالت حبيسة السون الدنيوية , نحن طلقاء لكن لازلنا سجناء الأنفس , والسجان يمرح ويهنأ وينعم بخيراتنا , إنها إرادة لا نملها ولن نملكها فى يوم من الآيام , لآن السجان يملك سوط وسيف ومشنقة , هذا هو إيمانى بأن الطغاة لم ولن يسمحو لنا بالحرية مادامت هناك أنظمة فاسدة . لك كل أحترامى وشوقى لسعادتكم الذى غاب عنا عدة أيام ولعله خيرا .


2 - إنسان
واثق الجلبي ( 2011 / 9 / 7 - 10:02 )
تحية حب ومودة
شكرا جزيلا على كل مشاعرك الصادقة والواثقة ومتابعتك التي تنم عن ذوق راق وشعور غاية في اللطف

اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح