الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس الانتقالي : إقصائية وفقدان مصداقية

منى الصويد

2011 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


من منا لم يترنم بهذه الكلمات قاطعا على نفسه وثيقات عهدها خاصة ذلك الرعيل الذي رددها كل صباح ، فإذا به ذات صباح مشئوم يردد كالببغاء بدلا منها كلمات ولدت من رحم الهزيمة ، ربما يبرر بها في قرارة نفسه نكثه بغليظ مواثيقه بالتحالف مع عمه زوج الأم الجديد رغم انفها- ليبيا – و أنوف كل أهلها .
هذا الرعيل و لأسباب مختلفة تتراوح بين إدمان السلطة وأضواءها وبين صحوة متأخرة جدا لضمير أو هربا من سفينة بدأت في الغرق شغل جله مقاعد الصدارة في المجلس الانتقالي ومكتبه التنفيذي وما تفرع عنهما من إدارات ولجان شكلت بطريقة لم نعرفها حتى في العهد غير المأسوف عليه درجة أن الشخص الواحد رئيسا للجنة وعضو في أكثر من لجنة أخرى – لقلة الكوادر البشرية بالطبع - ولكن ما علينا فقد بلعنا الأمر على مضض لاعتبارات يعرفها القاصي قبل الداني و لكن وفاء لهذا الوعد فأننا نتوجه إلى أعضاء المجلس الانتقالي مطالبين بالشفافية التي كل اللسان مطالبا بها .
ألم نطالب بمعرفة مصير الأموال التي سيلت منذ أشهر و كم الأموال التي وجدت بمصرف ليبيا المركزي و أين صرف ما صرف منها و ما مصير ما بقي إن بقي شئ أليس من حق الشعب و واجب المجلس الانتقالي إصدار تقرير دوري عن مصروفات المجلس ومكتبه إلى جانب المبلغة المستلمة والمصروفة و أوجه صرفها.
صحيح إن الوقت متأخر ولكن مازال هناك وقت للاستدراك خاصة في ظل ما أسفر عنه مؤتمر أصدقاء ليبيا الأخير بباريس من الإفراج علي مبالغ كبيرة من الأموال الليبية المجمدة قيل أنها تبلغ 15 مليار دولار قد تصل إلى الإفراج عن كل تلك الأموال المجمدة بالخارج خاصة في ظل ما لمح إليه السيد رئيس المجلس من وجود فساد مالي في بعض أجهزة المجلس والسؤال المؤرق إذا حدث فساد في ظل موارد مالية وسيولة محدودة فماذا سيحدث عندما تسيل هذه الأموال.
أين وعد المجلس الانتقالي بتشكيل لجنة للتحقيق في مقتل اللواء عبد الفتاح يونس – قائد الجيش الوطني – و التي حسب ما قيل أن اللجنة الإدارية ثبت لديها تقصير المكتب التنفيذي و على ضؤ هذا التقرير فقد أقيل هذا المكتب شكليا لان قرار الإقالة لم ينفذ رغم مرور ما يقارب الشهرين على صدوره الأمر الذي اعتبره البعض نوعا من التخدير لتداعيات مقتل اللواء .
أين الشفافية في الإعلان الدستوري و خاصة من القائمين على إعداده و لماذا تخرج علينا السيدة سلوى الدغيلي بصفتها رئيسا للجنة القانونية قائلة مرة عبر الإذاعة المرئية بان مسودة الإعلان عرضت على مؤسسات المجتمع و وافقت عليها إجماعا و صحفيا لم تتردد قد إنملة في أن تضيف أن ثورتنا هي أول ثورة تأخذ موافقة الشعب على إعلانها الدستوري , لا نعلم أي شعب تعني ؟! هل هو الشعب الذي خرج مطالبا المجلس الانتقالي بإقالتها و السيد عبد الحفيظ غوقة أم هو شعب أخر لا نراه و تراه هي ؟
و في الموضوع ذاته أين الشفافية في تعامل المجلس الانتقالي مع الشعب عندما اجتمعت أكثر من 46 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني و التنظيمات السياسية و المستقلين مطالبين بتعديل ما لحق الإعلان من مثالب مخجلة و ما شابه من عوار والمطالبة بإقالة السيدة سلوى الدغيلي و زميلها السيد عبد الحفيظ غوقة .
أين الوسيلة الرسمية التي يعلن المجلس من خلالها عن نشاطاته و قراراته التي نعلمها من خلال وسائل إعلام أجنبية في الغالب تقدمها وفقا لما يخدم أجندتها , أين مجلة المجلس التي لا يجدها إلا مرتادي فنادق الخمس نجوم ؟! أما نحن الذين لا نعرف معنى للنجوم الخمس فليس مهما أن نعلم بهذه القرارات و نلم بتلك النشاطات .
أين حرص المجلس الوطني الانتقالي على أمننا و سلامتنا كما يؤكد في الشريط الإخباري للإذاعات الأجنبية عندما يستباح مبنى المخابرات الليبية و ما به من وثائق تمس امن الدولة و أسرارها من قبل مراسلي الإذاعات الأجنبية الذين هم في الغالب عملاء لمخابرات دولهم أو لمن يدفع أكثر و تعرض تلك الوثائق عبر وسائل الإعلام إلا إذا كان الأمر مقصود لحاجة في نفس يعقوب قضاها .
أين الشفافية فيما بات يتردد على ألسنة أعضاء المجلس الانتقالي من حديث عن العفو و المصالح للمنشقين أخيرا عن حكم أسرة القذافي أليس من حقنا أن نعلم مدى المقصود بهذا المصطلح هل يعني أن نقول لهم لقد عفونا عنكم بما أرقتموه من دماء وما سلبتموه من أموال .
نعم نحن لا نريد الانتقام كما قد يتبادر إلى ذهن السيدة كلينتون ولكننا فقد نحتاج إلى العدل ومن حقنا أن نرى هذه القيمة التي كانت إحدى شعارات ثورتنا تتحقق على ارض الواقع .
هل من العدل في شيء أن نقول لأولئك اللذين ولغوا كالكلاب المسعورة في دماءنا اذهبوا انتم الطلقاء ، هل من العفو أن ندع أولئك اللذين تنعموا بأموالنا و شيدوا بها قصورا و لا قصور ألف ليلة وليلة في حين نعاني من الذلة والمهانة للحصول على ابسط حقوقنا .
و ألف علامة استفهام مؤيدة بأخرى تعجب تتزاحم في فكري تحتاج إلى إجابة ولكنني أقف اليوم هنا وحسبي أن اظفر بإجابة ولو عن شيء مما سألت إني إذا لذات حظ عظيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استدراك وتصحيح عنوان
منى الصويد ( 2011 / 9 / 7 - 09:46 )
حدث اثناء قص هذا الموضوع خطأ فادح لعله لم يغب عن فطنة القارئ الكريم تمثل في عدم وجود علاقة بين العنوان والمتن ومرجع ذلك الى لصق عنوان مقال اخر محل العنوان الصحيح لهذا المقال وهو ( خذي منا وثيقات العهود اننا ياليبيا لن نخذلك ) لذا وجب التنبيه

اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ