الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته...ج2

ليث الجادر

2011 / 9 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


اكثر من كونها تعتمد على اسس خلافات فكريه فقد كان بالامكان اتهام تروتسكي بخيانة الثوره وليس فقط الارتداد عنها وكان يمكن ان يتم ذلك من خلال محكاة تداعيات مفترضه لمشروعه استنادا الى مقاييس ميزان القوى من وجهة جانبها الواقعي المباشر كان من الممكن جدا اتهامه بانه عميل مبطن للنظام الراسمالي ولقد تم هذا فعلا..لكن وارتباطا بتاييد هذا الموقف يكون التساؤل عن علاقة لينين المريبه والضبابيه بالمانيا اثناء قيام الثوره وارد جدا ..وان كان بالامكان من ان يجيب المعترضون على ان ذلك بكونه يقع في خانة مفهوم تقاطع خط المصالح ؟؟ اذن في هذه الحاله يجب ان نتخذ موقف القائل بان الامور تقيم بنتائجها ونتيجة الاعتراض التروتسكيه اثبت صحته لكنه لم يثبت قدرته كقيمه بديله بمعنى ان الخلل في الصياغه وتوقيت الطرح وليس في المحتوى او في الشكل وليس في المضمون.. ذلك لان مبدا الثوره الدائمه الذي صاغه ماركس لم يكن قابلا للتحوير فهو كان يعالج نموذج ثوره ديمقراطيه بينما ثورة اكتوبر كانت اضافه لهذا الوصف تجتاحها ثوره طبقيه ذاتيه وتتربع في هرمها الفئه الاكثر ثوريه ووعيا في تاريخ الانسانيه قاطبة ...هذه الفئه وبزعامة الماركسيين كانت من المفترض تاخذ دور الثائر الدائم الذي يحل محل الشيوعين او العمال الالمان في ثورة 1848 اللذين خاطبهم ماركس وهذا بالفعل ما بدا بالقيام به المناضل تروتسكي حينما قاد الحركه المعارضه لتوجهات ستالين عام 1923الا انه كان متاخرا جدا لان ذلك كان من المفترض ان يتم قبل هذا تاريخ بكثير واذا سمحنا لانفسنا من ان نجاوز شرط معايشة التفصيليه للموضوع الواقعي فاننا نحدد ذلك التاريخ المفترضه ليكون محصورا بين 5اب 1917 حينما انتخبه عمال بتروغراد رئيسا لسوفييتهم والى التاريخ الذي قاد فيه مفاوضات معاهدة بريست-ليتوفسك ومطالبته اثناء رفضه لشروط المانيا بانتهاج (سياسة اللاحرب واللاسلم )... كان تطبيق هذا المبدا السياسي على الصعيد الخارجي وحده الكفيل بان يضع القياده الثوريه في حال ثورتها الدائمه التي كانت من المفترض ان تعمل على تمحيصها من ادران البرجوازيه الجديده والبيروقراطيه الحزبيه لكن عدم مضي تروتسكي قدما في هذا الاتجاه بسبب اقتناعه براي القيصر الشيوعي لينين والذي كان في ذلك الحين مدفوعا بكل قواه من اجل الوقوف بوجه الجيش الابيض ومؤامره الخارجيه ..ومن ثم قبوله اي(تروتسكي) لمفوضية الدفاع وتبنيه مهمة بناء الجيش الاحمر بهذه الروحيه قد جعله في موقف الجمود الثوري يقابله موقف الاندفاع الثوري الذي يشترط تمكين روحية الثقه بالثوره وحتم صمودها اولا وانتصارها ثانيا وليس الارتعاد من الجيش الابيض ومن افعال جنرلاته امثال دنكين وعبقريته العسكريه وبالتالي يتم استدراج الثوره من قبل القوى المضاده الى حيث تريد ...كان بقاء موسكو او بطرسبورغ وحدها في حال الثوره الدائمه كفيلا بان يلغي كل موازين القوى مهما مالت الى كفة الجيش الابيض فقوة الثوره الراسخه بوعي الثوار لا تحدها امكانيات السلطه الجغرافيه ..كان لينين بحاجه الى ان يتذكر ذلك وان يتذكر بان التاريخ الذي لا يغفر له تهاونه عن السيطره على السلطه هو وجدان الثوار الواعين لمعنى الاشتراكيه وليس في وجدان غيرهم وان كانوا ثوار او انصارا للثوره كان على لينين والبلاشفه ان يتيقنوا اكثر وان يمضوا اكثر في معرفة حقيقة انهم وبفطنه ماركسيه استطاعوا من ان يزجوا الفلاحين في الثوره بعد ان نقلوهم من الصف الاول الى صف الانصار وكانت قبل ذلك ملامح الثوره برجوازيه ديمقراطيه تتكأ على غضب وحقد هؤلاء الفلاحين ...وهذا بالفعل ما يذهب اليه خصوم البلاشفه اللذين يرددون الى اليوم بان ثورة اكتوبر كانت انقلابا على ثورة الفلاحين او سرقة لها وبافتراض اننا اضطررنا ان نوافقهم هذا الراي فهذا لا يعني على الاطلاق الاساءه الى ثورية البلاشفه بل ان ذلك في جوهره يعمق درجة وعيهم الماركسي وقدرتهم الخلاقه لنصل الى تقييم انهم اجرء ثوار عرفتهم الانسانيه كما اننا الان حينما نقول كان (يجب ان يفعل لينين كذا وكذا ) فاننا بذلك لا نؤشر الى سلبيته الثوريه بل نعتمد على عرضه هو للماركسيه ونؤشر بذلك الطموح بما هو اكثر ايجابيه ....بالمقابل كان على التروتسكيه ان تعي بصوره اكثر نضوجا حقيقة تاريخية الثوره التي بتحققها انتفت ماهية الماديه التاريخيه الكلاسيكيه بتحول الوعي الفكري الى شرط ثوري وعنصرا في معادلتها كما ان المستوى الذي باتت تتمحور فيه افعال القوانيين العليا وتهيمن فيه على مسار وحركة المجتمع الانساني قد انشطر الى مستويين يحكم اولهما الحتم المادي ..ويدور في فلك الثاني انعكاس هذا الحتم كوعي قابل بعد الثوره للاستقدام ..الذي يتخذ اشكالا عده كونه يمثل المفهوم الخاص للثوره وليس معناها الشامل العام بمعنى ان التغيير الحقيقي الذي يقع في محيطه الخاص اصبح ممكنا مشروطا وليس جزءا من صيرورة الثوره الحتم والتغيير الشامل لمفهوم المجتمع الانساني ..وهذا الحال الذي عبرنا عنه بوصفه (الشيوعيه الصعبه) التي نستطيع من ان نتلمس بوادر الاتجاه اليها في حاضرنا اكثر من اي وقت مضى من زمن تاريخنا الانساني الذي نعرفه ..واجمالا وكحكم اولي فان التروتسكيه كانت تبدو متناقضه وقلقه لكونها اولا كانت تفتقد الى نسق في الطرح والتقييم ومالت ثانيا الى انتهاج الاسلوب الفلسفي في عرض مواقفها بينما كان الاتجاه اللينيني اتجاها مبدعا في تركيب نسق اطروحاته وسلاسة عرضها ..كانت شفافه بما يكفي بعد انتصار حركة الثوره لان تمرر نشاط (المؤامره الثوريه )بكل ماتعنيه الكلمه من معنى ...لقد بدانا بقولنا ان ثورة اكتوبر شطرت التاريخ الانساني الى شطرين شطر ماقبلها وشطر ما بعدها ويحق لنا ايضا ان نقول بان لينين بعد فرضه اتجاهه على سير احداث الثوره قد شطر بنية الوعي الاشتراكي الى ماقبله والى ما بعده وان اعادة قراءة التروتسكيه يمثل جزءا محوريا لتشكيل وعي الاشتراكيه في مرحلة ما بعد لينين ...ان هذه القراءه يجب ان تبدأ باستذكار خطاب ماركس الذي وجهه الى العصبه الشيوعيه في عام 1850 حول ثورة 1848 في المانيا والذي عرض فيه رؤيته لما يجب ان يقوم به الشيوعيون باعتبارهم قادة العمال وممثليهم (( لقد راينا كيف سيصل الديمقراطيون الى الحكم في الحركه القادمه وكيف سيجبرون على اقتراح اجراءات ذات طابع اشتراكي نوعا ما وقد يسال سائل ماهي الاجراءات التي يجب ان يقترحها العمال بالمقابل ؟ لا يستطيع العمال طبعا ان يقترحوا اجراءات ذات طابع شيوعي مباشر منذ بداية الحركه لكن بامكانهم ان يقوموا بما يلي 1- عليهم ان يجبروا الديمقراطيين البرجوازيين على الاجهاز على النظام الاجتماعي القديم بان يفتحوا فيه اكبر عدد ممكن من الثغرات وعلى عرقلة خط سيره المنتظم وعلى توريط انفسهم بالاضافه الى وضع اكبر عدد ممكن من وسائل الانتاج بين ايدي الدوله كوسائل النقل والمصانع وسكك الحديد
2- على العمال ان يدفعوا باقتراحات الديمقراطين التي لن تكون ثوريه بل اصلاحيه ليس الا الى اقصى الابعاد محولين اياها الى هجمات مباشره على الملكيه الفرديه فمثلا عندما تقترح البرجوازيه الصغيره شراء سكك الحديد والمصانع على العمال ان يطالبوا بان تصادر الدوله سكك الحديد والمصانع هذه لكونها ملكا للرجعيين راسا وبدون تعويض اذا اقترح الديمقراطيون ضريبه نسبيه على العمال ان يطالبوا بضريبه تصاعديه معتدله واذا اقترح الديمقراطيون انفسهم ضريبه تصاعديه على العمال ان يصروا على ضريبه تكون نسبها مرتقعه بحيث تؤدي الى تحطيم راس المال الكبير واذا طالب الديمقراطيون بتسوية ديون الدوله على العمال ان يطالبوا باعلان افلاسها وهكذا تسير مطالب العمال دائما وابدا على هدى تنازلات الديمقراطين واجرائاتهم وفي حال عدم تمكن العمال الالمان من استلام الحكم وتحقيق مصالحهم الطبقيه دون المرور بمرحلة كاملة من التطور الثوري فمن المؤكد هذه المره ان اول فصل من هذه الماساة الثوريه المداهمه سوف يصادف انتصار طبقتهم في فرنسا فيسرع بالتالي في تحقيق ثورتهم ولكن عليهم ان يبذلوا اقصى جهدهم لاحراز النصر الاكيد بواسطة توعية انفسهم على مصالحهم الطبقيه وتبنيهم باسرع وقت ممكن لموقف حزبي مستقل وبرفضهم ان تحرفهم العبارات الخبيثه التي يرددها ديمقراطيوا البرجوازيه الصغيره ولو لحظه واحده عن تنظيم حزب البروليتاريا بشكل مستقل يجب ان يكون شعار نضالهم الثوره الدائمه )) هنا يجب ان نلاحظ من ان ماركس لم يكن ليطرح رؤيه منهجيه عامه لخط سير الثوره بل كان يقدم خطه لثوره طبقيه داخل ثوره بمعنى انه هنا لم يتناول بكل تاكيد حال الثوره الطبقيه الظافره او الثوره الشعبيه التي يقودها حزب اشتراكي منظم وبتعبير ادق فان ماركس لم يتناول القضيه باعتبارها احتمال ويقدم رؤيته لما يجب ان يكون النضال الطبقي فيها بل كان يقرا واقعا فعلي متحقق لانتفاضه برجوازيه ديمقراطيه وفي اطار خصوصية هذه الثوره التي تمتاز عن الثوره الروسيه باعتبارها كانت ترتبط ارتباط وثيقا بالحركات التي شهدتها اوربا عام 1848 كما ان الوعي الثوري الروسي جاء ...يتبع ج3








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملك التيك توك يتحدى #ماكرون .. ومصير #فرنسا إلى اليمين المتط


.. ديفيد لامي من أصغر نواب حزب العمال إلى وزير خارجية بريطانيا




.. معسكرا أقصى اليمين وتحالف اليسار.. الفرنسيون يختارون 557 نائ


.. الأسبوع وما بعد | فوز ساحق لحزب العمال ينهي 14 عاما من حكم




.. بعد 14 عاما.. انتصار ساحق لحزب العمال البريطاني