الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثوار انتفاضة العراق 1991 من هم ْ؟

اسعد الامارة

2011 / 9 / 6
حقوق الانسان


همْ العراقيين الذين ولدوا وترعروا وعاش جميعهم بالعراق ، شارك معظمهم في خدمة العراق بالجيش ومؤسسات الدولة العراقية، ثاروا لانهم امتلكوا وعيا ً مميزا ً نوعيا عن الجميع في عراق غرق بالدكتاتورية والتسلط والاضطهاد، رفضوا الخنوع والاذعان فعاقبتهم السلطة الدكتاتورية بالنار والحديد وصواريخ النظام المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية واذنابها في المنطقة ، هي نفس الصواريخ التي ضرب بها النظام العراقي الجمهورية الاسلامية في حرب شنها صدام لمدة ثمانية اعوام .
ثوار الانتفاضة هم ْ قدر العراق زمن الدكتاتورية واول من قصم ظهر النظام، واذا كان قدرهم ملاقاة النظام بكل فلوله ومواجهته فربما كان قدرا الهيا ً محتوما تصدوا له بعد ان عجز جيشا كاملا منهزما في مواجهة النظام، ربما يلاقي هؤلاء الثوار نظاما أهوجا بدمويته ولكنهم تحدوا واستبسلوا وتجاهلوا جبروته ساروا الى حتفهم وهم يعرفون ذلك تماما.
ان الثوارالذين نعنيهم إنما هم إفراز حتمي لظروف إقتصادية – إجتماعية – سياسية - تاريخية محددة ممزوجة بكل انواع الكبت والقمع الفردي والجمعي قبل واثناء وبعد الانتفاضة ولكن السلطة اضفت على فعلتهم هذه تارة بثوب الغوغاء وتارة بثوب المخربين وإن لم تفلح في الاساءة لهم إلا انها استطاعت ان تمسح الوطن كأرض بحروبها وخسائرها وتزعزع الوطنية في اذهان المواطنين وخصوصا ممن ثاروا ضدها في ربيع العالم العربي الاول في العام 1991 بالعراق باسقاط حقوقهم الوطنية وسحب الجنسية العراقية ممن شارك في الانتفاضة .
ثوار الانتفاضة بين المواطنه والحقوق المهدورة:
لم يستطع النظام الدكتاتوري ان يسحب روح المواطنة من هؤلاء الثوار رغم انه اسقط عنهم الجنسية غير المكتسبة "الموروثة "من الاجداد وكلنا نعلم انه لا يمكن للموروثات ان تتغير او تتبدل فهي وراثة كالجينات، ولم يستطع النظام المنهار ان يمحي الوطنية من هؤلاء الثوار "ثوار الانتفاضة" ولم يخطر على بال النظام الدكتاتوري آنذاك ان هؤلاء الرجال كانوا صادقين كل الصدق في انتفاضتهم فتحولوا الى دعاة في كل ارض توطنوا فيها واعلنوا فيها رايات الحرية ونقلوا معاناة شعب بأكمله يدفن بالحياة فهم كانوا ضمير الشعب العراقي في دول الاغتراب والغربة الحقيقية زمن الحصار الجائر الذي جاء به قائد النظام المقبور.
اليوم يطالب الثوار بثورة الحقوق وهي ليست تمرد ولنا الحق ان نقول انها بشائر تعبير تخطو اول خطواتها في طلب المساواة في حقوق الانسان في بلدهم العراق بعد ان منحتهم دول التوطين تلك الحقوق ، منها حق التمليك وحق المواطنة وحق التعبير بلا خوف .. يطالب ثوار الانتفاضة اليوم بحقوقهم :حق التملك ، حقوق الوفاء السياسي من الدوله العراقية تجاههم وتجاه اسرهم (بعد سقوط الدكتاتورية).
يطالب ثوار الانتفاضة من المُشرع ْ العراقي ان يتصدى لقضايا هؤلاء منطلقا من احوالهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وما عانوا منه في الغربة او بعد عودتهم للوطن.
ان ثوار الانتفاضة ليسوا بحاجة الى عصا الديمقراطية بعد ان ذاقوا قنابل الدكتاتورية في انتفاضتهم ، انهم بحاجة الى عصا يتوكأون عليها لكي يستأنفوا مسيرتهم في عراق بلا عصا جديدة لتستمر مسيرة حياتهم في عراق لايطمس حقوقهم. بالمناسبة نذكر العصا هنا بعدة مفاهيم ورموز :
عصا العقوبة"الهراوة" لضرب المتظاهرين، عصا موسى "ع"السحرية، عصا نتوكأ عليها، وهي ما نقصده هنا في هذا المقام وهي عصا الديمقراطية.. والثوار في امس الحاجة لهذه العصا ليتكأوا عليها بعد عقدين من الزمن على انتفاضتهم في ربيع العام 1991 في العراق. عسى ان تتذكرهم الدولة العراقية في قراراتها وقوانينها الجديدة لهذه الشريحة المظلومة، فهم بأمس الحاجة الى استعادة"انسانية الانسان" باستعادة حقوقهم المسلوبة والمهدورة.
ثوار الانتفاضة ليسوا بحاجة الى مكرمة او منحه من حاكم او مسؤول، انهم بصدد انتزاع حقوقهم بعد ان سلبت منهم بالقهر والعنف والتشريد والتهجير القسري ظلما وعسفا ً،وظلوا صامتين حتى بعد سقوط الدكتاتورية ولكن لن يصل الصمت الى الخرس الذي طال أمده لدى هذه الشريحة من الشعب العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممثل لبنان بالأمم المتحدة: لبنان مستعد لحل دبلوماسي وجاهز لت


.. إيه علاقة أشهر مذيع نشرة بمنظمة اليونيسف ؟..اعرف التفاصيل




.. ما رد فعل الجزائر والمغرب بعد ربط وزير الداخلية الفرنسي برون


.. كل الزوايا -نتنياهو قضى على مسار السلام..الخبير في الشأن الإ




.. أعداد النازحين في تزايد مستمر.. الأمم المتحدة تحذر من تفاقم