الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوبي كويتي!!

سعد تركي

2011 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كل الدول، صغيرها وكبيرها، يتوحد صوتها حين يكون ثمة خطر يتهدد أمنها وسيادتها وسلامة أبنائها. توحّد الحزبان الرئيسان في أميركا، الجمهوري والديمقراطي، حين أُذلت واشنطن بهجمات 11 أيلول، وأوقف العمال والمحافظون سجالهما رداً على محاولة الأرجنتين استعادة جزر الفوكلاند.. وقفت الأحزاب الإيطالية خلف قيادة موحدة للاقتصاص من قتلة الدو مورو.. حوّلت الأحزاب اليابانية هزيمة الوطن وخرابه على يد الاحتلال الأمريكي إلى نصر اقتصادي عظيم.. اصطفّت تركيا كلها خلف حزب إسلامي ثأراً لدماء أبناء استباحتها غطرسة واستهتار دولة مارقة.. كل الدول تنحّي خلافاتها جانباً وتكون يداً واحدةً تصدّ المخاطر.. كل الدول ـ إلاّ العراق ـ لا صوت يعلو على مصلحة الوطن وأبنائه.
بمرارة وألم واستغراب، نتابع تناقض تصريحات ومواقف ساستنا المتحاصصين من بناء «دولة الكويت» لميناء يُجمع المختصون على أنه سيخنق منفذنا البحري الوحيد ويحيله أثراً بعد عين. هذا الشعور بالألم والاستغراب والمرارة ليس مردّه فقط تناقض مواقف الكتل المتصارعة ـ فهذا قد يبدو مفهوماً ويمكن تجرّعه مثلما تجرّعنا مرارات وخيبات أخرى ـ لكن ما لا يمكن تخطيه أو تجاوزه، فضلاً عن تجرّع حنظله المر، أن يكون التناقض في المواقف داخل الكتلة الواحدة. بين مُبارِك لـ»المبارك» وشاتم له، تقف البلاد على شفير هلاك وتشظٍ، ويقف المواطن مندهشاً من سطوة فرع يريد ابتلاع الأصل الذي تفرع عنه ثم تفرعن عليه.
يتهامس البعض أن شقيقتنا الصغرى «دولة الكويت» نجحت في زرع لوبيّ يؤمِّن مصالحها وأطماعها في شقيقها المشلول. يقال إنها أعانت وموّلت بعض الشخصيات السياسية التي أُقفلت بوجهها أبواب المنافي وضاقت بها سبل العيش فأدمنت تسوّل عطايا الآخرين واعتادت أن تؤمر فتطيع.. أدمنت التسوّل حتى بعد أن اغتنت وفحش ثراؤها واعتادت أن تكون مأمورة بالرغم من تقلدها مناصب لم تكن تجرؤ على الحلم بها. البعض ممن تعودوا العبودية لا يمكنهم العيش ـ إن تحرروا ـ من دون الأغلال والسلاسل، والمتسول مهما اغتنى سيبقى طوال حياته باسطاً يده السفلى!!
بين زعم سياسيين ألاّ ضرر من «المبارك» على فاونا الكبير، وبين من يؤكد أن وجوده سيحرم الوطن من إطلالته الضئيلة على الخليج.. بين من يريدنا أن نصدق أن ضرر ميناء صغرى جاراتنا كان محصوراً في مرحلته الرابعة، وبين من يجزم أن رابع المراحل وهم وحيلة روّج لها مخادع وصدّقها ساذجون.. بين هذا وذاك احتجبت ـ أو هكذا يراد لها ـ عنّا الحقيقة. علينا الاعتراف بحقيقة مرّة: أن بلداً لم تكن لديه استجابة بمستوى حجم التحديات والمخاطر التي تحيق به، فإن الأيام المقبلة تخبئ له ليلاً أكثر قتامة وسواداً وحلكةً وظلاماً مما هو فيه!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤكد أن نيكي هيلي ليست في قائمة المرشحين لمنصب نائب ال


.. هل انهارت مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس؟




.. الناطق باسم الدفاع المدني بغزة: القصف الإسرائيلي لم يتوقف دق


.. فلسطيني يوثق استشهاد شقيقه بقصف الاحتلال




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يهتفون بـ -انتفاضة- في طوكيو