الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناتو ........بين النعم و ال لا

راميا محجازي

2011 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تتزايد في الأونة الأخيرة مطالب الشعب السوري بالحماية الدولية , و التدخل الخارجي لوقف نزيف الدماء, الذي تتعرض له سوريا من قبل النظام الأسدي المتوحش, و الذي بات يبدع في ابتكار وسائل القمع و التعذيب و ممارستها على المتظاهرين السلميين وغير المتظاهرين على حد سواء .
و مع تزايد وتيرة الاعتقالات التعسفيه للأهالي و عمليات الإقتحام للمنازل الآمنة , و مع تزايد المخاوف لدى الأهالي من تصاعد في عمليات العنف , أكثر و أكثر, با ت الشعب السوري يرفع اللافتات معلناً طلبه للحماية الدولية , فبعد خيبة الأمل التي تلقاها من موقف جامعة الدول العربية من جهة , وعجز المنظمات الوطنية التي تبذل حثيث الجهود لوقف المجازر اليومية و الاعتقالات التعسفية و الانتهاكات المستفذه , من جهة أخرى , باتت آماله و دعواته تناشد الخارج .
يطالب بالحماية الدولية و التي هي حق مشروع له تارة و بالتدخل العسكري الخارجي تارة أخرى و خصوصاً بعد انتصار الثوار الليبيين, بمساعدة الناتو لهم , و خلاصهم من القذافي و تحريرهم ليبيا و استعادتهم لكرامتهم و حريتهم بعد طول جهاد و عناء .
و في كل مرة أتحاور فيها مع بعض السوريين , حول فداحة طلب التدخل العسكري الخارجي , و بأنه لن يكون مجاناً , و بأن سوريا ما زال لديها الكثير لتخوضه في نضالها ضد الطاغية بشار الأسد و أعوانه , وفي كل مرة أحاول فيها انعاش ذاكرتهم حول التجربة المصرية و التونسية , و ثورات الشعوب السلمية , و كيف حققت أهدافها و انتصرت و خصوصاًعندما وحدت قواها و قامت قومة رجل واحد , أرى العديد من اللإجابات التي تعتصرني ألماً و حزناً , فمنهم من يبرر بأني بعيدة عن سوريا و لا أعيش هول حالهم و رعبهم في كل يوم , و منهم من يتهمني بالخيالية فلن ولم تجابه الدبابات شعباً عارياً أعزل يوماً و ينتصر,آخر يقول لي " ثورات العالم السلمية , تواجه فيها الأنظمة سلمية شعوبهم بخراطيم المياه و نحن نواجه خراطيش البنادق , و القنابل المسمارية , و الله ليعودوا بنا إلى زمن الكتابة المسمارية ...لا بد من تدخل دولي و حماية لنا " .
و هنا أود أن أقول لهم إلى أين بلغ بكم اليأس يا أحرار سوريا, هاهم بعض أهل الشام ينتفضوا و غداً ستنفض كل الشام و بعد غد حلب, ألا تعلمون أنه إذا ما خرجتم كطوفان و سيل من غضب ستهزون وترهبون أعدائكم , والله إنهم لمن الجبن الكثير و قلوبهم من الإثم باتت ترتعد خوفاً من انتقامكم وقومتكم , فماذا حل بكم بالله عليكم ,أنتم من خرجتم و قلتم يد واحدة يد واحدة , و أنتم من قلتم ع الجنة رايحيين شهداء بالملايين , النصر أو الشهاده فما الذي حل بكم يا أهل سوريا, أبلغ اليأس منكم أن تفكروا في التخلي عن سلميتكم .
أليس أنتم من تصنفوا كل من يتعامل مع أمريكا خائن وعميل , وأنها الداعم الأول للحركة الصهيونية , و أنها من تحارب أخوتكم وأهلكم أهل فلسطين , أليست أميركيا التي تتهمكم بالإرهاب , و تعمل على تزوير تاريخكم و دفن حضارتكم ....الآن تطلبون منها الحماية و الدعم و التدخل . إذا هل ستتحول إلى دولة صديقة , -أميركا الشقيقة مثلاً -, هل سيكون لها نصيب الأسد من استثماراتكم و نفطكم , أم ستكسرون اليد التي امتدت لمساعدتكم , هل ستساهمون معها في نصرة الصهاينة في فلسطين كوفاء لها على مؤازتكم .
إن حملات الدعوة إلى تسليح الثوار و التدخل الخارجي التي تروج لها بعض فئات المعارضة بين صفوف الثوار السوريين , في هذا الوقت الذي نتلمس به لهفتهم لأي دعم و طريق للخلاص من الطغيان الأسدي المتوحش ,مستغلين فيها شهوة الشعب السوري للذة الحرية التي تذوق متعتها عندما خرج للمطالبة بها و بالكرامة الإنسانية منذ بدء مظاهراته , ما هي إلا سموم تبث بين صفوف الثوار لتزيد من نزف الدماء في الوقت الذي نبحث فيه عن سبيل لحقنها .
تفكروا جيداً يا أهل سوريا أنتم من تقررون و أنتم من تحددون خياراتكم - ما يناسبكم أو لا يناسبكم فأنتم من تبذلون الغالي و الثمين ل ثورتكم , و لكن للتأن و الحكمة و الصبر, فعل جبار, فلتوحدوا جهودكم وتقوموا قومة رجل واحد و سترون أن الله معكم فالحق معكم , و سواء بالحماية أو التدخل الخارجي أو بدونه النصر لكم و الوطن لكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله