الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كمائن أنيقة

سامي العامري

2011 / 9 / 7
الادب والفن


دعوة
----

كم كان لطيفاً في السابق , وهذه الحالة ربما تحصل فقط في الشرق فقد التقينا مصادفة في الطريق بعد سنوات من البعد وانقطاع الأخبار فأصر على أن ندخل المقهى والتي كانت تقع على ضفة نهر صغير وادع ... هو ابن وطني , عرفته حين كان في بداية خطواته مع الأدب , واليوم بدا لي أنه لم يكفهِ أن يطلقوا عليه أديباً وإنما هو عالِم كذلك فبينما كنا بانتظار القهوة حدثتُهُ عن الشعر والغربة الفعلية لا الغربة عن الوطن فقاطعني بطريقة أحسستُ معها بأنه لم يكن يصغي إليَّ أبداً فراح يتحدث بانفعال وبصوت متبجحٍ عال عن شهاداته العلمية , التفتُّ حولي , فرأيتُ بعضهم يبكي :
بكى توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي
وماركوني مخترع الراديو
وجراهام بل مخترع التليفون ,
بكوا لأنهم لم يكملوا المرحلة الإبتدائية !؟
***




كائنات بلا كينونة
----

الأول رشَّحَ نفسه للإنتخابات ولمّا وجد أنْ لا أحدَ يعرفه , راح يشتمُ الديمقراطية وحقوق الإنسان
والثاني مسؤول ثقافي يحضر جميع الندوات والنشاطات الثقافية لا لشيء وإنما ليوزع على الحاضرين بيرة إسلامية
والثالث استهجنتْهُ ربةُ الشعر فركعَ أمام تمثال كهرمانة وراح يناديها : يا أمي
والرابع أو الرابعة إمرأة جميلة حسبَ مقاييسهم الإسطيقية للجمال , تنشرُ أياً كان دون خوفٍ فهي واثقة بأن النقاد ( سيتناولون ) قَسَماتها لا كلماتها , وحضورها لا سطورها
والخامس كهلٌ ظَنَّ أن بإمكانه أن يرشو الله بركعةٍ كل يوم وتارةً بقصيدةٍ مستفيداً من خبراته في مدح النظام السابق ومشاركته له في إشعال الحروب تلو الحروب بسيجارٍ كوبي ...
كل هؤلاء تخفّوا مع أحصنتهم وسطَ كومة قشٍّ حسبوها حِصان طروادة !
***




بين برجسون وباشلار
----

ثمةَ بعض أنواع العزلة الشخصية التي لا نفع من ورائها لأنها تأتي لا طوعاً بل إحساساً بالهزيمة أو الخيبة من الواقع وأما عزلة الفنان فهي عزلة حيوية ممتلئة حزينة متسامحة
وربما من هنا أدركتُ ما يتحدث به باشلار في مؤلَّفه ( جدلية الزمن ) حينما تعرَّض لجانب من فلسفة برجسون فهو يقول عنها أنها فلسفة الإمتلاء
وبأنها كثيرة الغنى والحركة وضد العزلة بمفهومها السلبي حيث أن الإنسان ذاته - وهو يستضيء ببارق - يخاطر ويغامر وهو مطمئن بل يقول إن إنسانها مطمئن حتى أنه يسير بشكل أسرع عندما لا يعلم إلى أين يسير !
وعليه تكون حياتنا من الإمتلاء بحيث أنها تفعل حتى عندما لا نفعل شيئاً ...
لا تهمني التصورات التي خرج بها باشلار كثيراً عدا عبارته الأخيرة فهي أرَّقتني بلذة ! فكثيراً ما انتابني شعورٌ خالصٌ وأنا جالس بأنَّ هدايا معنوية تنهمر عليَّ دون انقطاع وكانت تهبُّ من جهات عديدة وتغمر ما يتبدّى كأنها النوافير .
***



عن الكونية
----

الأول : كثيراً ما يرددون عبارة الشاعر الكوني أو الأديب الكوني ويعنون بذلك من تكون همومه وأفكاره إنسانية عالمية وهذا راق ورائع ولا يتقاطع مع المحلي بل هو يأخذ سمات أكثر جاذبية ومدعاة للفضول الجمالي حين ينطلق مما هو محلي ذو خصوصية أصيلة متميزة
الثاني : صدقتَ ولكنّ هناك كميناً من بين كمائن عديدة يسقط فيها بعض الكتاب أو الكاتبات دون وعي منهم أو منهن
ولنأخذ مثلاً ما يُطلق عليه النص الإيروسي فحتى لو كان النص فقيراً إبداعياً
فهو يبقى مرغوباً لدى الكثير من العرب للأسباب المعروفة
ولكنه أبداً لا يهز مشاعر الإنسان الغربي وغير الغربي ولا يلقى تعاطفاً مهما كانت ترجمته أمينة فأين الكوني في هذا !؟
الأول : نقطة مهمة , ولكن بعضنا يتخيل أن نجاحه عربياً سيفضي حتماً إلى نجاحه عالمياً !؟
***



-----------
برلين
آب - 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير


.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث لصباح العربية عن الفيلم الجد




.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي