الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أصبحت أحوال الناس أسوأ... بعد الثورة؟!

سعد هجرس

2011 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


صعدت الغالبية الساحقة من المصريين إلى السماء السابعة فى الأيام المجيدة لثورة 25 يناير التى تكللت بتنحية حسنى مبارك يوم 11 فبراير.
وبعد أقل من سبعة أشهر على هذا "الزلزال الكونى" هبطت طموحات المصريين وأحلامهم من السماء السابعة إلى سابع أرض.
فرغم ضخامة إنجاز الإطاحة برأس تحالف الاستبداد والفساد الذى تحكم فى البلاد والعباد على مدار ثلاثين عاما متصلة، ولم يكتفى بذلك بل أخذ فى إعداد العدة لتوريث الحكم إلى نجله الأصغر، فإن أحوال الناس بعد 25 يناير ازدادت سوءا عما كانت عليه قبل هذا التاريخ.
فهل الثورة هى السبب؟!
فلاسفة الثورة المضادة يروجون لذلك مستغلين تفاقم المشاكل التى يعانى منها أغلب المصريين حالياً.. وهم بالقطع كاذبون. لأن الثورة ما كانت لتقوم أصلاً لو لم يكن نظام مبارك بهذا الفساد غير المسبوق. وبالفعل فان مبارك رحل عن كرسى الحكم – مرغماً – بعد أن خلف لنا تركة ثقيلة.
ويكفى أن نتذكر أن معدل الفقر بلغ 70% فى نهاية عصره، ومعدل الأمية وصل إلى أكثر من 40%، وتخلت الدولة عن معظم وظائفها "الإلزامية" فى مجالات التعليم والعلاج والتوظيف، تاركة الشعب فريسة لأكثر شرائح الرأسمالية وحشية وطفيلية ونذالة، وتاركة الحبل على الغارب لفئة محدودة من المحاسيب لنهب البلاد فى ظل تقنين الفساد وتعارض المصالح.
وبالنتيجة... تراجعت مكانة مصر الإقليمية والدولية.. وأصبحنا "ملطشة" للكبير والصغير.
إذن.. لم تكن أحوال المصريين تسر قبل الثورة، بل إن سوء هذه الأحوال كان هو الوقود الذى أشعل نار الثورة المقدسة.
وهذه التركة المثقلة هى السبب الرئيسى للازمة الحالية التى يعانى منها غالبية المصريين.
وزاد الطين بله أن الحكومة التى أعقبت إسقاط حسنى مبارك لم تفعل شيئاً يذكر من أجل تغيير "اقتصاد المحاسيب" بل تركته على حاله، بسياساته وأيضا بمعظم أشخاص قياداته، وكأن المطلوب هو إعادة نظام حسنى مبارك لكن بدون حسنى مبارك.
والأسوأ هو أن منع رياح الثورة من الوصول إلى الاقتصاد وعلاقات الإنتاج فى الريف والحضر تزامن مع "الغياب الامنى" المثير للتساؤلات.
وكانت نتيجة ذلك كله ان أحوال الناس بعد 25 يناير أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبلها. ليس بسبب الثورة وإنما بالاحرى بسبب تعطل قطار الثورة ووضع العراقيل أمامه والتقاعس عن استكمال المهام المطلوبة.
*****
وفى هذا السياق... لا يهمني متابعة محاكمة حسنى مبارك وذيوله، بل ‘إن الهاء الناس بتفاصيلها المملة ربما يضاف إلى المأزق المشار إليه آنفاً. فمحاكمة حسنى مبارك قد عقدت يوم 25 يناير واستمرت مداولاتها 18 يوماً مجيدة وصدر الحكم – الذى هو عنوان الحقيقة– يوم 11 فبراير... وقضى الأمر.
ولن تغير محكمة التجمع الخامس شيئاً من ذلك، فهل هناك أصدق من حكم أصدره الشعب وأيده الجيش؟!
إذن... نهاية مبارك قد تقررت وليست فى انتظار منطوق حكم المستشار أحمد رفعت. وكل هذه الألاعيب الصغيرة داخل قاعة المحكمة وخارجها لا قيمة لها فى التحليل النهائى.
بل إنها تزيد رصيد نظام مبارك من كراهية وسخط المصريين، فهو لم يكتفى بثلاثين عاماً من الخداع، ويريد مواصلة التضليل حتى من وراء القضبان.
*****

ولا يهمنى كذلك الانهماك فى الجدل الدائر حول الانتخابات البرلمانية وتقسيم الدوائر والمناصفة بين القوائم والفردى... فكل المؤشرات تقول أن انتخابات تجرى فى هذا المناخ الملتبس والفاقد للأمن وفى ظل قانون انتخابى معيب وتقسيم لا معقول للدوائر الانتخابية يعارضه الجميع.. لا تعنى إلا شيئا واحداً هو إعادة إنتاج نظام حسنى مبارك بدون حسنى مبارك مطعماً بديكور من المقاعد البرلمانية "الإسلامية".
******
وهذا يعيدنا إلى المربع رقم واحد... مع ما يطرحه ذلك من مهام للحفاظ على روح الثورة وأهدافها... المجمدة.. ولو إلى حين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا