الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزعة القومية على مر العصور(3)

صباح محمد أمين

2011 / 9 / 7
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


النزعة القومية على مر العصور (3)


ومن أبرز ممثلي حركات البعث القومي في البلاد التي نالت أستقلالها من الأستعمار ، هما الزعيمان الأفريقيان :جمال عبد الناصر ، وكوامي نكروما .فمفهوم ناصر عن القومية أوسع بكثير من مجرد أحياء مصر وتمجيدها ، حيث فكر بالعالم العربي كله وبخاصة ذلك الجزء الذي يقع في الشرق الأوسط بأعتباره وحدة حضارية وسلالية واحدة وأن مصالح مصر مرتبطة بصورة لافكاك منها بهذه المنطقة ففيهما تتفاعل الطرق عبر العالم وفيها ثروة بترولية متخمة تجعل في وسع هذه المنطقة أن ترتفع الى مستوى الكرامة ، وتقوم بدور أيجاب في بناء مستقبل الأنسان ، ولكن العقبة الرئيسية التي تحول دون تحقيق هدف ناصر هي الأمبريالية ، حيث أن عبد الناصر كانت قوميته تنطوي على عنصر المناهضة العنيفة للأمبراطورية البريطانية
أما الزعيم الأفريقي كوامي نكروما رئيس وزراء غانا حيث حارب مع جماهير غانا ضد بريطانيا وهو خلف القضبان مستخدما ورق التواليت لكتابة المقالات الأفتتاحية في صحيفته ، ونكروما كان شخص متناقض ومحير فهو يقول عن نفسه أنه أشتراكي ماركسي ومسيحي لامذهبي ، وتبعا لما قال عن نفسه كان أكثر ما أثر في تفكيره تعاليم المهاتماغاندي وماركوس جريفي ، ( أما كيف يوفق بين الأثنين فأمر يكاد يستحيل فهمه )
حيث أن جيريفي كان يؤمن بأن أفريقيا للزنوج أي للأفريقيين وبث روح الفخر بجنسهم ، فنزعة نكروما القومية في ظاهرها محدودة بمعارضة الحكم الأجنبي وله القول المأثور ( أن من يحد حرية الأخرين لايستطيع أن يكون حر نفسه )
وتضمن برنامجه القومي في سبيل الأستقلال ، الأثارة والحملات الصحفية والتربوية والأضرابات والمقاطعة وعدم التعاون ، وكان طموحه هو أنشاء أتحاد للجمهوريات الأشتراكية الأفريقية
ويمكن القول بأن النزعة القومية هي القوة الدافعة الرئيسية وراء العنصرية لأثبات حقهم بأية وسيلة ونزعتهم الى التفوق المتأصل فيهم
ومما لاريب فيه أن السيطرة على النزعة القومية والحد منها وأحلال التنظيم العالمي الفعال محلها مشكلة من أحرج مشاكل العصر الحديث وهي بمعنى غير تغطي على مشكلة السيطرة على الأسلحة النووية حيث أن الأمم المتقدمة تكنولوجيا تستطيع أبتكار أدوات أخرى لتدمر بعضها بعضا أذا شاءت ، وبرغم أن النزعة القومية ظلت مصدر خطر على العالم منذ قرون عديدة فأن طبيعتها لم تفهم الا جزئيا ، وكثيرون من الناس أعتقدوا أنها قوة تعمل للخير وأنها جديرة بأن تضع في صف واحد مع التحررية والنزعة الأنسانية والديمقراطية
أن الوطنيين في كل بلد يهاجمون قومية البلاد الأخرى في حين يعتبرون النوع الخاص بهم من القومية مجيدا ونبيلا من هنا يبدأ تعقيد النزعة القومية ومخلفاتها
وحتى الجهود التي بذلت في التحليل النفسي لتفسير السلوك اللاعقلاني لدى الأمم كثيرا ما غلفتها التمييز العنصري والأتهام بالجنون القومي
أن النزعة القومية والتعصب العنصري كانت بصفة عامة رجعية منذ القرن التاسع عشر فقد اقترنت بالعنصرية والتعصب المحلي الكراهية والأضطهاد والغضب عموما أدت الى العدوان ورفض طرف لطرف الأخرى بنيل حقه وذلك بسبب سيطرة افكار القوة والمبالغة في الكبرياء والجبروت ،
أن تربية البشر على الحب والأخذ بميزان حق تجاه الأنسان الاخر سيظل عسيرا مادام عالمنا محوطا بالكراهية والخوف بصورة متزايدة كما أن سعي المتسلطين بتمسك بزمام الأمور لأعتلاء هاجس القومية ضد قومية أخرى بنزعة قومية دون حساب ستكون كفيلة بتدمير الأخاء والمحبة بين البشر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة