الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا خلاص لمحنة الشعب العراقي الا بتغير النظام

صباح قدوري

2011 / 9 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يبدو ان الازمة السياسية الخانقة التي تمر بها الحكومة العراقية ، قد أدخلت العراق وشعبه في نفق مظلم لا امل من الخروج منه بسهولة، وذلك لتشابك وتعقيد العلاقة بين الاطراف المشاركة في العملية السياسية والتشكيلة الحكومية الحالية. سببت هذه الحالة الى ضعف واضح في اداء الحكومة على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية. وتقديم وعود كاذبة للجماهير وعدم الاعتماد على المخلصين والنزيهين والوطنيين واصحاب الكفاءات في ادارة البلد.

تتفاقم يوما بعد يوم معاناة ابناء الشعب العراقي في تدبير اوضاعهم المعاشية والحياتية والامنية. ان القاء نظرة سريعة على بعض الاحصائيات الرسمية الصادرة من الوزارات المختصة بها، عن الحالة العراقية الحالية، تعطينا فهم كافي لمعرفة مدى خطورة مجمل الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والثقافية التي يمر بها العراق الحالي، وهذه الاحصائيات( وباختصار الشديد)، هي كالاتي:-
1- يحتل العراق المرتبة الاولى بين الدول في تفشي نظام الفساد المالي والاداري فيها.
2-40% من الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر.
3- 50% من الشعب العراقي عاطل عن العمل، وخاصة النسبة العليا منها من الشباب والنساء.
4- تدمير شامل ومبرمج للبني التحتية ، نتيجة الحروب المجنونة في العهد السابق والاحتلال الامريكي.
5- وجود 4.500.000 مليون مهجر خارج العراق و2.500.000 داخل العراق بسبب الحروب والارهاب والاحتلال.
6- 1.500.000 مليون ارملة عراقية، 4.500.000 طفل يتيم.
7- 85% من المسؤولين يحملون الجنسية الاجنبية- المكتسبة.
8- اكثر من 2.500.000 مليون شهيد ، وحوالي 1.000.000 مليون مغيبا او مفقودا، و 500.000 سجينا في سجون مختلفة بما فيها السجون الامريكية في العراق.تزداد ظاهرة الهروب من السجون العراقية.
9- انحدار التعليم الاساسي والجامعي ، حسب منظمة اليونسكو، التي حجبت الاعتراف بالشهادات العراقية. انتشار التخلف في المجتمع ، وارتفاع معدلات محو الامية فيه، في الوقت الذي كان العراق قد تم محو الامية فيه عام 1977 ، وكان في مقدمة دول العلم في نجاحها بهذه المهمة، حسب منظمة اليونسكو.
10- 126 شركة امنية تدار من اجهزة المخابرات الاجنبية.43 ميليشيات مسلحة تابعة للاحزاب المهيمنة في السلطة.220 صحيفة وجريدة ، 45 قناة تلفزيونية، 67 محطة الاذاعة، كلها ممولة من اجهزة المخابرات الاجنبية. و4 شبكات اتصالات لاسلكية( كوريك، اسياسيل، زين، أتير) مملوكة لقادة الاحزاب السياسية المهيمنة في السلطة.
11- عشرات الالاف من الشهادات المزورة للمسؤولين الحزبيين والاداريين في المستويات السياسية والادارية المختلفة.
12- اكثر من 70.000 الف حالة ايدز ، بعدما كانت فقط 114 حالة قبل الاحتلال. انتشار المخدرات في صفوف المسؤولين الحزبيين والاداريين والشباب ، وثلاث حالات طلاق من كل اربعة حالات زيجة بعد الاحتلال.

هناك قائمة مطولة بهذه الاحصائيات الرسمية، نكتفي بهذا القدر في هذا المجال، حتى نضع امام المواطنين هذه اللوحة الدراماتيكية عن اوضاع العراق وشعبه، والحالة المزرية والتخلف والمعانات اليومية التي يعيشها المواطنين في هذه الفترة العصيبة من تاريخ العراق الحديث. يقع علينا جميعا المسؤولية الوطنية والاخلاقية وحفظ كرامتنا وضمان كامل حقوقنا، في العيش السعيد، وانقاذ شعبنا من هذه الكارثة الانسانية والاقتصادية والاجتماعية التي ابتلى بها شعبنا قبل سقوط الديكتاتورية وبعد الاحتلال وتسليم السلطة من قبل المحتل الى هذه النخبة من القادة السياسيين، على اسس المحاصصة السياسية والمذهبية والاثنية، واصبح الوضع السياسي الداخلي مهدد من قبلهم، والتدخل المباشر من قبل دول الجوار والدول الاقليمية في الشؤون الداخلية والامنية للعراق ( تصدير الارهاب ، قطع المياه المشتركة، افتعال المشاكل الحدودية، القصف الايراني والتركي المستمر على اراضي اقليم كردستان العراق والتوغل في عمق اراضيه).

نحث كل عراقي غيور وحريص على مستقبل بلده واجياله القادمة ، المشاركة الفعالة كل حسب موقعه للتفاعل والتضامن وتقديم الدعم للتظاهرات السلمية التي ستنطلق في داخل العراق- ساحة التحرير والساحات الاخرى وفي جميع المحافظات، وامام السفارات العراقية في الخارج، في الموعد المقرر ، التاسع من ايلول/ سبتمر 2011. لنعلن عن رفضنا للواقع القائم ، ونطالب بالتغير حتى نضع العراق وشعبه على المسار الصحيح، واقتلاع جذور الطائفية السياسية والفساد والارهاب والتخلف والتدهور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الى الابد . وبناء عراق جديد يتحقق فيه، مفهوم المواطنة والوطنية ، وصيانة حقوق الانسان وحرياته ، وتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية، وضمان مستقبلا باهرا لهذا الجيل والاجيال القادمة ، ويزدهر فيه ايضا الاقتصاد ، والحالة الاجتماعية والصحية والتربوية والتعليمية والثقافية، ويتمتع المواطن بالامن والاستقرار والعيش السعيد والرفاهية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليس فقط تغيير النظام
أمير أمين ( 2011 / 9 / 8 - 00:30 )
عزيزي أبو آلان تحية طيبة
يراد تغيير كل ما بني على خطأ بعد سقوط النظام المقبور وليس تغيير حكومة المالكي فقط..أعتقد بضرورة كنس قوات الإحتلال في البداية وشكراً لها لانها أسقطت صدام ثم نقوم نحن بترتيب البيت الداخلي العراقي الذي يجب أن يسع برحابة للجميع وأن نعمل على سن دستور جديد ينظر لكل العراقيين ومصالحهم بالتساوي بغض النظر عن القومية أو الدين أو الطائفة وغيرها ثم نجري تعداد عام للسكان ونسن قانون تقدمي ووطني لتأسيس الأحزاب ونقوم ببناء دولة مدنية ديمقراطية تفصل الدين عن الدولة ونشرع قانون للأحوال الشخصية نضمن به كامل حقوق المرأة كعضو فاعل في المجتمع ونجري إنتخابات عامة للبلد بإشراف دولي محايد ونقلص عدد أعضاء البرلمان بحيث نضمن نسبة واحد لكل ربع مليون وليس لكل مئة الف ونعمل على تكوين جيش وطني بعد أن نحل جميع المليشيات الحزبية ثم نقوم بالخطوات التالية والتي تخص إعادة الإعمار والإهتمام بالخدمات والقضاء على البطالة وغيرها من المهام الوطنية لحكومة تمثل طموح الكادحين العراقيين وتضع حد للإرهاب والفساد المالي والإداري والأخطار الخارجية والصراعات الداخلية المعرقلة لأي تطور..


2 - ماتجي
عبد الرزاق حرج ( 2011 / 9 / 8 - 07:53 )
يمعود شمر على سواعدك الخشنه .وأتغيره .وأحنا راح نصفقلك ..أبوي شارك ..أهناك ..مو يم الكمبيوتر


3 - شكرا على المتابعة والمداخلة القيمة
صباح قدوري ( 2011 / 9 / 8 - 09:11 )
تحية صادقة
اتفق مع ما جاءت في مداخلتكم القيمة. سبق وان كتبنا مرارا على كل الطروحات الموضحة من قبلكم، ولكن من دون الاستجابة للتغيير. الان حان الوقت لاجراء التغيير من قبل الشعب العراقي على كل المرافق الحياتية في العراق، اي في كل هذه المجالات التي تتطرقت اليها في مداخلتكم . الغاية الاساسية من المقال ،هي تحفيز ابناء شعبنا للمشاركة الفعالة في هذه التظاهرات الشعبة من اجل تغيير النظام، وهذا يعني النظام السياسي، الاقتصادي ، الاجتماعي، الثقافي، الانتخابي، الدستور.... الخ
مع المودة والتقدير


4 - شكرا شكرا وللتضامن معا
عبدالرحمن الجبوري ( 2011 / 9 / 9 - 14:49 )
شكرا لك ايها العزيز الرائع والمتميز دوما بمواقفك الانسانية والاخلاقية الرائعة ، وللمقال الدقيق والمؤلم، وان دل على شيئ انما يدل على الدقة والموضوعية بالدفاع والانتماء للحرية والحب والسلام والمساوات للانسانية والموقف الوطني الحريص والشجاع التي هي ليس بغريبة عن انسان له مواقف وتاريخ مشرف، نعم شكرا لك ولموقفك ولمقالك، ونحن معك يدا بيد لتهديم كل الممارسات الوحشية واللا اخلاقية تجاة شعب العراق من قبل الحكومة والمحتل الاجنبي والعصابات القذرة التي انالت من العراق شعبا كاملا عربا واكرادا واحطت من قيم واخلاق المجتمع العراقي بكامل معتقداته وحريته، نعم للتضامن نعم للحرية نعم لطرد المحتل نعم لأسقاط الحكومة وزمرهم العفنة والعمائم وكل من لف لفهم، شكرا لك يا صديقي شخصيا ولمواقفك النبيلة الدائمة.... ونحي كل شريف من ساهم ويساهم بالوقف الى جانب الشرفاء الشهداء بالدفاع ورفع كلمة الحق والمساوات والاخاء بوجه الحكومة والمحتلين

تحياتي بخالص المودة وجزيل الاحترام
الجبوري من جامعة ابن رشد الهولندية


5 - شكرا على المتابعة والتفاعل مع مآسي شعبنا
صباح قدوري ( 2011 / 9 / 10 - 09:45 )
الزميل العزيز الاستاذ الدكتور عبدالرحمن
تحية عطرة
شكرا على قراءتك لمقالي. وتعبيركم الخالص انطلاقا من موقعكم المشرف التضامني مع ويلات الشعب العراقي.ومساهماتكم الفعالة في كل مناسبات النضالية والتضامنية مع مطاليب شعبنا العادلة في الحرية والكرامة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والممارسة الحقيقية للديمقراطية، وبناء عراق جديد على اسس المواطنة والوطنية والعيش السعيد ، ويتحقق فيه مفهوم مجتمع الرفاهية

مع خالص تحياتي وتقديري

اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة