الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنجان قهوة

عنان عكروتي

2011 / 9 / 7
الادب والفن


للأوقات أشلاءُ...تحاول لملمتنا على غير جدوى عقولنا........بل لربما أيضا :لتحيطنا علما مستعلما بأنا
على الاقل:هاهنا هاااهنا مازلنا في الوجود......كما هو المطلوب او المرصود:::كالليييل ك الفجر..
و الصباح::::الضحى:::الظُهر والآآن::

انه العصر:ساعة مقدسة لا يجوز السهو عنها أو تناسيها.في هذا الوقت من اليوم وكل يوم.... موعد مع
فنجان القهوة الذي يعيد الحياة الى دورتها من جديد.ربما هو الادمان الذي يصوره بهذه الطريقة أو ربما
التعود والألفة لشيء ما والوفاء له
الوفاء ,يا لهذه الكلمة الجميلة التي تؤلف عنها الكتب.هل صارت صورة في اطار جميل معلق على حائط
عمرها ؟أم تلألأ لبعض السراب الذي يلمع في حياتها فيعيد لها بعض البريق لما
فقدناه؟

كانت تائهة بين أفكارها التي تتصارع بداخلهاككل يوم تنذر باعصار قريب وهي لا تزال تعد فنجان القهوة
المعتاد لتخلو معه قليلا وتتكلم اليه ككل يوم حتى تستعيد بعض الصفاء الذي تحتاجه.سرحت بفكرها ولم تعد
منلا على رائحة القهوة المسكوبة على الموقد.صبتها في فنجانها وذهبت الى ركنها اللذي اعتادته دون بعض
أفكارها.وبينما هي تبحث عن ورقتها وقلمها نظرت فجأة الى قهوتها,و رأت شيئا عجيبا.فيلم من حياتها يمر
في هذا الفنجان العجيب:كان المشهد متوقفا على لقائها به.يوم تعرفت اليه وكيف جلب انتباهها من دون كل
الزملاء.أحست أن شيئا ما سيربطها وهي منجذبة دون ارادة منها..كأنها مسحورة.بسرعة تعارفا وأدمنا
بعضهما.ورغم المصاعب والمعارضات من الأهل تزوجا والتقيا تحت سقف واحد.وأقفل عليهما باب واحد
.كانت السعادة ترفرف عليهما والكون لا يسعهما.والبيت جنتهما والحب خمرهما ويسكرهما.هكذا كان
يرتشفان كأسه ولم ينتبها أن الكأس لن تظل ملأى الى الأبد.وأنه لا بد يأتي يوما وتفرغ
أخذتهما الدنياولم ينتبها الى الملل يتسرب الى حياتهما والرتابة تستقر عندهما ولا تغادر

بدأ هو يهرب من البيت شيئا فشيئا ,وبدأت هي تحاول ملأ وقتها وتجنب الخصام لئلا تتحطم السفينة قبل
وصولها الى شاطئ الأمان.السهر خارجا صار هوايته والبيت مكانا للنوم والأكل وبعض الواجبات
الزوجية المملةوحتى كان أن حان اليوم:: فسقطت ورقة التوت وانكشف المستور..كانت الرسائل بهاتفه
دليل الادانة الذي لايخفى.ورغم انكاره وتصديقها للحكاية التي رواها فهي لم تقتنع..فقط لأنها أرادت أن
تصدقها حفاظا على بقايا بيت وأطفال لا يستحقون هذه الكارثة..لكن الوهن أصاب كل شيئ في البيت ..
والثلج تراكم جبالا...........

فجأة رن الهاتف ::احدى صديقاتها تسأل عنها.فتوقف العرض في الفنجان !!!
فجأة ...مثل ما بدأ فجأة.في حين بفت هي في ذهول الموقف,هل أن ما رأته حقيقة في قهوتها أم أنها رجعت
بالذاكرة الى الوراء ونفضت عنها كثيرا من الغبار الذي كان يجب أن يظل متراكما!!..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب