الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صيف الله واكبر

جمال المظفر

2011 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



عاش العراقيون صيفا لاهبا تجاوزت حدوده الخمسين درجه مئويه مع انقطاع شبه تام للطاقه الكهربائيه ، ومع تردي مستوى الخدمات تزداد التبريرات من قبل المسؤولين بأن الارهاب والصراع السياسي وارتفاع درجات الحراره وفتحة الاوزون و( الجطلات ) التي يقوم بها المواطنون هي عوامل رئيسيه في تردي تجهيز الطاقه الكهربائيه .. فيما لم يعد يقتنع المواطن بالتصريحات وبات يراها مجرد محاولة لابعاد التهم والقائها في ملعب الاخر ، وان كل جهة تريد ان تمسك نقطعة ضعف على الجهة الاخرى من اجل تأجيج النقمه الشعبيه وتحقيق مكاسب حزبيه على حساب مصالح الشعب ..
سوء الاداره والحزبيه الضيقه وسيطرة ارادات زعامات الكتل على عمل الوزارات ساهمت في تراجع الاداء ، وباتت الصفه الحزبيه هي المسيطرة على المشهد السياسي العراقي لا الكفاءه والمهنيه ، فـ (عبود ) حتى لو كان اميا ولايفقه في قيادة دائرة بلديه يمكن ان يكون وزيرا لانه ينتمي الى الجهة الفلانيه او انه مقرب من الزعيم الفلاني الذي يحمل ريشة على راسه ، ولاغرابة ان يقودنا من لايعرف كتابة حتى اسمه او يكتب لطفاً كما ينطقها ( لطفن ) ..!!
نحن نعيش في مرحلة الاميه السياسيه والتي يسميها البعض المرحله الانتقاليه ، هذه المرحله التي علينا ان ندفع ثمنها لاجل عيون من لايستحقون ان يقودوننا ، وبات الشعب العراقي حقل تجارب لمن لايفقه في ادارة الدوله ... من الارصفة ودكات المقاهي الى القاب لاحصر لها وهي كبيرة عليهم كمن يلبس عباءة اكبر من حجمه او بنطلونا فضفاضا يجعله اقرب مايكون الى شخصية قرقوز ..
قد لانحمل المسؤولين وزر ما يجري ، ولكن المسؤوليه الكبرى تقع على الناخب الذي اساء الاختيار واختار اسماء ليست قادره على ادارة دوله ، ربما بسبب قلة الوعي او شراء الاصوات وربما التزوير الذي مارسته بعض القوى المتنفذه ...
فمنذ سقوط النظام الصدامي ونحن نعيش اوضاعا مزريه ، فالخدمات تراجعت كثيرا والفساد نخر جسد الدوله العراقيه وبات سمة العمليه السياسيه ، وبفعل الفاسدين احتللنا مراتب متقدمه في قائمة الدول الاكثر فسادا ، سرقات بمليارات الدولارات وعقود وهميه وتبريرات غير مقنعه واستعراض عضلات للقوى السياسيه حتى بات العراق ساحه للصراع السياسي ولي الاذرع لاساحه لاثبات الكفاءه والمهنيه ..
العراق بحاجه الى ثوره على الفساد الذي اشاع ثقافته الاحتلال الامريكي وعلى المحاصصه المقيته التي اوجدها الاحتلال ايضا ، فالغير كفء بات يتصدر المشهد السياسي فيما الكفاءات مركونه ومهمشه وتلك قمة الكارثه ان يقودك الاميون بينما الكفاءات هجرت او همشت او صفيت بالاسلحه الكاتمه للصوت .
هناك مسؤوليه كبرى ملقاة على عاتق الطبقه المثقفه وهي ان بتوعية الناس من مخاطر المحاصصه الطائفيه والحزبيه وان لايخدع الشعب مرة اخرى بوعود الساسه الذين يستغلون مشاعرهم وخصوصا الدينيه منها من اجل تمرير بضاعتهم الفاسده ، وليتذكروا جيدا كيف ترتفع همم المسؤولين مع قرب الانتخابات البرلمانيه فنراهم يتجولون في المناطق الفقيره ليوزعوا الهدايا والاموال على الفقراء من اجل شراء اصواتهم وبعد الانتخابات مباشرة يدورون ظهورهم لناخبيهم ويلتهوا بالمكاسب والمنافع الحزبيه ... وكل مانقوله هو ان لعنة الله على من استغل مشاعر الشعب في تمرير بضاعته وشعاراته الفاسده دون مخافة من الله او من اي احد وراح يلهو ويكتنز الاموال ويسرق وينهب ويجعل من وزارته ملكا صرفا للعائله المقدسه بينما الشعب يعيش الامرين بسبب امية هؤلاء الذين قفزوا الى الواجهة في غفلة من الزمن ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف