الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقترحات وتوصيات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي

جمال الخرسان

2011 / 9 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



الاحبة في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ... خالص المحبة والتقدير لكم جميعا ولجهودكم الحثيثة من اجل المساهمة في صناعة مستقبل عراقي آمن، مستقر ويبحث للعراقيين جميعا شيئا من الحياة الكريمة العزيزة.
يشرفني ان اكون ممن يساهمون في مناقشة البرنامج السياسي الخاص بالحزب الشيوعي العراقي وهو مقبل على عقد مؤتمره التاسع في بغداد هذا العام، فشكرا لكم اخوتي الاعزاء على منحي ثقة ربما لا استحقها.
ان فكرة عرض البرنامج على الجمهور لمناقشته تلك فكرة بحد ذاتها تستحق الاشادة والتقدير لانها تفسح المجال امام ذلك التنوع الجماهيري كي يساهم في صياغة مستقبل الحزب. انطلاقا من ذلك كتبت هذه السطور تستوقف بعضا مما جاء في البرنامج، كما لاباس ايضا بمسك اشارات في البرنامج من اجل مناقشة مواقف الحزب واستيضاحها حول العديد من القضايا السياسية.

الوقفة الاولى:
البرنامج مدني ديمقراطي مرن وهذا ما يمنحه مساحة كبيرة لاستيعاب العديد من المتغيرات السياسية وما لها من تداعيات، مما يمنح الحزب حرية في التحرك ولايوسمه بالتذبذب والانقلاب على مبادئه وادبياته المعروفة. ذلك ما يمكن لمسه بوضوح من خلال قراءة اجمالية عامة لكل البرنامج المقترح. لكن ما يلاحظ عليه من وجهة نظرٍ متواضعة ان البرنامج معد لحزب يمسك بمصدر القرار كأن يكون مشارك في الحكومة او في قبة البرلمان، ولم
يفعّل كثيرا في حقول البرنامج المتنوعة الدور والنشاط المدني المهم والمطلوب للحزب خارج اطار السلطة والمؤسسات الرسمية للدولة، علما ان النشاط المدني كان مما يحسب للحزب الشيوعي سابقا من خلال حراكه الاجتماعي والثقافي الذي كان يثير اعجاب الكثيرين في مجالات مختلفة. علما ان ذلك الدور لايقتصر فقط على حراك الحزب فيما لو كان خارج الحكومة ولكن حتى لو كان داخلا فيها فلابد لقواعد الحزب والمتعاطفين معه ان يجدوا طريقهم للتعاطي مع رؤى الحزب من خلال نشاطاته المدنية العامة مما يدفعهم اليه حتى لو لم يكونوا اعضاءا فيه.

الوقفة الثانية:
ورد في المادة رقم ( 2 ) من حقل ( بناء الدولة والنظام السياسي ) مايلي: ( الاسراع في تهيئة مستلزمات انهاء الوجود العسكري .... )
بقراءة عامة للمتغيرات السياسية في العراق وخارجه على المدى القريب والمتوسط فان مسألة التخلص من الوجود الامريكي بدواعي الاحتلال تمثل مغامرة كبرى حتى فيما لو كان العراق قد استعد من الناحية الامنية للتكفل بالدفاع عن نفسه ومواطنيه من التهديدات الداخلية والخارجية. اقول ذلك لست مهووسا بالشياطين الكبرى ولست متطيرا لكن لا نريد ان نكرر غلطة عبد الكريم قاسم الكبرى حينما انسحب من حلف بغداد احقاقا لمبدأ الحياد وهو مبدأ عقلاني جدا لكنه اتى في وقت لايسمح بالحياد فانتهى بنا المطاف الى خسارة ثورة 14 تموز، واكثر الاحزاب معاناة من ذلك التحوّل هو الحزب الشيوعي العراقي بخسارة الكثير من كوادره المتقدمه وجماهيره الغفيرة.. يكفي تذكيرا بذلك ما تعرض له عبد الجبار وهبي ( ابو سعيد ) وقتلته البشعة. اعرف ان ادبيات الحزب تتجه للتحرر من الاستعمار ولكننا لسنا استثناءا من تجارب الاخرين مثل المانيا واليابان ناهيك عن ان العراق بلد بحاجة الكبار، على الاقل لتلافي الكوارث والمؤامرات. خصوصا وان برنامج الحزب نفسه ( كما ورد في ص 6) يدعو الى دعم الجهود الرامية الى الغاء الديون الخارجية والتعويضات وما فعله جيمس بيكر صب في هذا الاتجاه، فاسقط عن العراق قرابة المائة مليار دولار، سيما ان الجميع يعرف بأن الدبلوماسية العراقية عاجزة عن اداء اقل من ذلك.

الوقفة الثالثة:
فيما يخص حقل ( شؤون العمال والشغيلة ) وهو المساحة التي يستهدفها الحزب الشيوعي بالدرجة الاولى حضرت نقاط هامة تستحق الاشادة، ولكن غابت نقطة كان يفترض التركيز عليها بشكل صارخ وواضح لا لبس فيه وهي العمل على ضمان حقوق العاملين في القطاع الخاص من ضمان صحي وتقاعد وما شابه. للاسف الشديد فالعراق لاينصف تلك الشريحة على الاطلاق والضمان يشمل فقط موظفي القطاع العام. وهذا ما يدفع المواطنين للتدافع من اجل الحصول على وظيفة في القطاع العام بأي ثمن.

الوقفة الرابعة:
على المدى القريب والمتوسط لايحتاج العراق الى اعادة الخدمة الالزامية التي تحرم اولئك الذين امتهنوا العسكر من الاستمرار وتجبر الاخرين على التخلي عن طموحاتهم في شؤون الحياة الاخرى من اجل اداء الخدمة الالزامية، لذلك فإن الفقرة (7) من حقل ( الجيش والقوات المسلحة ) قد تسبب ارباكا نحن في غنى عنه حاليا على الاقل. ويمكن اعادة النظر في هذه الفقرة في مؤتمرات الحزب اللاحقة مستقبلا.

الوقفة الخامسة:
الفقرة (ب) من قسم العلاقات الخارجية.. بحاجة الى اعادة نظر وخصوصا ما يتعلق بـ ( الوحدة العربية).

ما تقدم ملاحظات وتوصيات ( صريحة جدا ) انطلاقا مما ورد في البرنامج السياسي المقترح للحزب الشيوعي .. قد لاتلبي طموح الاخوة الاعزاء في اللجنة المركزية ولكنها الى جنب غيرها من المناقشات والتعليقات الاخرى تساهم في تسليط الضوء على فضاءات اكبر وارحب في ذلك البرنامج .. وتشير الى وجهات نظر عراقية مختلفة تجاه رؤى وتوجهات الحزب الشيوعي العراقي.
ختاما اتمنى من خالص القلب مسيرة ناجحة لواحد من اكثر الاحزاب العراقية مرونة واعتدالا وله تاريخ نظالي معروف.

جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!