الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي ، من اجل الارتقاء بدور الحزب

سامي خالد

2011 / 9 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أولاً: الوضع العام في العراق :
عمل الحزب على تحليل الأوضاع ومستجداتها أولاً بأول وقدم رؤيته الخاصة التي تميزت بطابعها الوطني العابر للهويات والمواقف الضيقة ولكن ذلك التحليل في أحيان كثيرة لا يتطابق مع الواقع من جهة وأتخذ طابعاً خجولاً في الأغلب من جهة أخرى....
اللافت أن خطاب الحزب بعد انتخابات 2010 أتخذ طابعاً نقدياً أكثر مما كان عليه سابقاً حيث لم يكن الحزب مشاركاً في البرلمان أو الحكومة رغم أن المشاركات السابقة لم تكن مؤثرة.
أن ما يحكم قاعدة التوازن السياسي والاجتماعي في العراق اليوم هو التوافق السياسي الذي بات عرفاً وهو التعبير المحسن للمحاصصة الطائفية والقومية لنجد نوعاً عن المسكوت عنه بين رجال الطبقة السياسية وهو أن الجميع يعمل وفقاً لثقله الطائفي والعرقي والانتخابي.
أن أزمة الحكم الراهنة الناتجة عن عوامل عديدة (الاحتلال وأثاره/التدخلات الإقليمية/النخب الحاكمة ومشروعها الطائفي والتي ولدت النظام الهجين الأثنو طائفي المرتبط بالمحاصصة) قادت إلى فشل مهمة إعادة بناء الدولة.
وأدى تعثر العملية السياسية والأزمات المرافقة لها إلى مأزق وطني شامل. وأدت التجربة أن المحاصصة والتوافقات السياسية حولت الدولة إلى مشروع خدمي للواجهات الطائفية والاثنية, والمحصلة هي أزمة ثقة ومصالحة متعثرة وعنف يختفي ليظهر مرة أخرى ومناورات سياسية وتوظيف سياسي للدين (التلاعب بالرموز الدينية) وتزوير الانتخابات والتلاعب بالشعارات وإذكاء الصراعات الطائفية وكل ذلك لا يقود إلى بناء وطن مستقر.. فالنخب الحاكمة وأحزابها لم تستوعب الديمقراطية كممارسة فهي تعلن القبول بالديمقراطية وتمارس الرفض العملي لها وتعمل من أجل المحافظة على الوضع القائم واستمرار حكم الفئة المسيطرة مهما كان الثمن.
ومن هنا نجد أن الخطوات المتخذة والساعية إلى الحل لم تقد ألا إلى إعادة أنتاج الأزمة وأخر الأمثلة وليس أخيرها (أتفاق 2 آب 2011 برعاية رئيس الجمهورية).
ويبرز السؤال في ضوء هذه الأزمة الوطنية التي يتميز بها البلد عن الحل وأفاق المستقبل والذي نسمع أراء عديدة حوله من بينها إعادة الانتخابات. سنقف بإيجاز عن ذلك في المحاور اللاحقة.

ثانياً: الوضع العام في الحزب:
يحظى الحزب بمكانة سياسية تقترن بتاريخه النضالي وسياساته ألا أنها لم تقترن بالنفوذ في ظل عملية "سلمية" للتحول الديمقراطي حيث نجد أن تأثير الحزب مرتبط لا بأفكاره أو نضالاته بل بنفوذه الذي يترجمه صندوق الانتخابات وعدد المقاعد البرلمانية.
1- تعرفون أفضل مني أسباب ظاهرة التراجع سياسياً وتنظيمياً التي يتسم بها الحزب سواء الموضوعية أو الذاتية. والمهم بالأمر أن الحزب ينبغي أن يكون حزباً انتخابياً إضافة لكونه نضالياً ومدرسة وطنية. وأن الربط بين الأمرين مهمة كبيرة لم نوفق في انجازها بعد ويرتبط ذلك بعدة أمور من بينها:
أ‌- عقلية التفكير (نمط التفكير) السائد في الحزب الذي يتم على قناعة الرضا عن النفس والقناعة بالموجود.
ب‌- أدارة العمل (طريقة العمل) مع القضايا والبرامج والمهمات.
2- أن آليات العمل السياسية تعبر في الغالب عن مفاهيم تعكس الواقع ومن هنا أريد الإشارة إلى موضوعة الديمقراطية والسلطة. فالحزب تاريخياً يعاني من فهم غير متكامل لهذه الإشكالية وأقصد موضوعة السلطة. حيث أن المفهوم الذي يحدد الجواب على سؤال من يحكم ؟ أي مسألة السلطة ومن خلال ذلك نتوسع في فهم الديمقراطية إلى إبعاد أخرى إضافة للأبعاد السياسية كالأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبالاقتران مع نوع من المساواتية.
فالديمقراطية كمقولة سياسية هي الشكل السياسي لسلطة طبقة أو مجموعة معينة والديمقراطية هي وحدة مظهرين, من جهة تجسيد لسلطة طبقة معينة ومن جهة أخرى تعبر عن شكل ممارسة السلطة أي شكل الحكم. وهذا يتطلب البحث عن آليات و وسائل وأساليب تسهل التأثير على هذه العوامل وهذا لم نجده سوى في المواقف السياسية (الصحيحة) ولكن غير الطبقة. أي نفتقده في الممارسة.... ما أكثر المواقف التي نحددها بصواب وما أقل المواقف التي نعمل على ترجمتها في الواقع.
3- طرحت في مقال نشرته مجلة الثقافة الجديدة عام 2008 بمناسبة الذكرى (15) للمؤتمر الخامس مجموعة من الأسئلة من بينها:
إلى أي مدى نجح الحزب في تحقيق برامجه؟
هل نجت مؤتمرات الحزب في الارتقاء بدوره على الصعد السياسية والفكرية؟
تلك الأسئلة وغيرها لا زالت بحاجة إلى أجوبة معلله.... وأشرت حينذاك وأؤكد اليوم أن التجديد ضرورة موضوعية والإصلاح آلية مناسبة لتحقيقه وأن التأخر في أنجاز هذه المهمة نظرياً وعملياً يلحق الأذى ليس فقط بالحزب بل وبالمجتمع أيضاً.
4- المطلوب في ضوء ما مر ذكره بلورة خطاب يتجاوب مع شرائح المجتمع المتضررة من سياسات النخب الحاكمة لفترة ما بعد 2003 ورسم تصور للمستقبل تحدد خارطة طريق للانتقال إلى الديمقراطية بالاستناد إلى قوى التغيير الفاعلة وخاصة الشباب لأن التفكير بالطرق التقليدية لا يقدم الحل ولذلك المطلوب ليس فقط العمل على تغيير قواعد العمل السياسي والانتقال إلى نظام يفسح المجال أمام الجميع للمشاركة وإعادة تنظيم الحياة السياسية على أسس التعددية والتنافس السلمي بل وأيضاُ فضح تلك المعادلة والمقايضة التي تقوم على سكوت الشعب وتخليه عن حرياته وخضوعه لمجموعة فاسدة وإثراء غير مشروع مقابل شعارات زائفة وخطوات ظاهرها ديمقراطي كالانتخابات – وفق مقاس الحكام – والتعددية السياسية المقيدة والشكلانية وإغراق المجتمع بالنزعة الاستهلاكية والتسليع بما في ذلك الثقافة .. آنذاك تمكين كسب فئات واسعة صامته أو مترددة.

ثالثاً: البرنامج:
1- الانطباع العام عن برنامجنا أنه مثقل بالتفاصيل التي نتعب في صياغتها ويقرها المؤتمر ليطويها النسيان وعند المؤتمر يعاد النظر في تلك التفاصيل وإضافة التفاصيل الأخرى وهكذا دون تجد تلك المفردات والقضايا طريقها للتحقيق دون أن نسأل ماذا تحقق ولماذا لا يتحقق أذكركم بما يقوله لينين (من الأفضل أقل شرط أن يكون أحسن)
لذلك أقترح أن يقف المؤتمر عند برنامجين: الأول :آني / راهن يركز على (4) محاور وهي الديمقراطية/الأمن/الخدمات/التنمية وهي مفردات نجاح التحول الديمقراطي
والثاني:مستقبلي: المشروع الفكري والسياسي للحزب وهو الاشتراكية بالمفهوم المعاصر.
2- طرح مشروع الاصطلاحي الوطني الديمقراطي
أذكركم لدنيا برنامج سابق تراكم الغبار علية. اقترح أن يقر المؤتمر صيغة جديدة
نستفيد من الصيغة السابقة وتركز على
- اعتماد الحلول السلمية ونبذ العنف
- اصدرا قانون ديمقراطي للأحزاب
- تعديل قانون الانتخابات
- الفصل الحقيقي بين السلطات
- استبدال التسويات التوافقية "الدائمة" بالتسويات المؤقتة.
- التأثير على السلم الأهلي
- تحريم وتجريم الطائفية السياسية
- مرجعية الدستور (رغم بعض ثغراته التي علينا عدم نسيان نقدها)
- ضمان الحريات السياسية والمدنية
- آليات أضافية لتحقيق الخدمات السياسية
- آليات ملموسة لمحاربة الفساد
وكذلك الانتباه إلى ضرورة عدم طرح شعارات غير واقعيه مثال(أعاده الانتخابات)
3- ضرورة إعادة النظر في التحالفات في ضوء البرنامج(أعلاه) لكي نعطي مجال لنفوذ الحزب وتأثيره. فالعمل الجيد على صعبة التيار الديمقراطي لا يحول دون التوجه إلى مبادئ سياسته أخرى. فالتيار الديمقراطي وبوضعه الحالي لا يكفي وتعدد الميادين في مجال التحالفات يعطي حرية للتحرك بما في ذلك التأثير في الحركات الاجتماعية الشبابية من خلال فكره مهمة ينبغي العمل على ترويجها وهي انه من المفترض إن يكون المواطنون في النظام السياسي قادرين على ممارسة الضغط على الحكومة ومحاسبتها من خلال القنوات المؤسسية وهذا الذي نعتقده لحداثة تجربه التحول نحو الديمقراطية.
كما أن توسيع تحالفاتنا الوطنية(العابرة للحدود والهويات الضيقة) يسهم في زرع الثقة بين الأطراف السياسية المؤثرة في العملية السياسية.
5- يحتاج لنا في البرنامج عمل دؤوب على صعيد معالجة الإبعاد الفكرية والسياسية لأزمة اليسار وهنا أؤكد ما ذكره كريم مروه في دراسته (نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي) : (الحاجة إلى جهد نظري وعملي لقراءة ما حدث ويحدث من تحولات في العالم المعاصر وهذه القراءة تشكل الشرط الضروري لسلوك الطريق الواقعي للخروج من الأزمة)
واسمحوا لي بإضافة: يحتاج لنا عمل فكري يواكب الأحداث ومتغيراتها وما شهده العالم من تحولات وان استيعاب ما جرى لا يكفي لمواكبة بل نقده وتصويبه.
عاش حزبنا المتجدد مع الموفقية والنجاحات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رؤية موضوعية
الدكتور شيرزاد النجار ( 2011 / 9 / 9 - 19:36 )
بالتحليل العلمي الموضوعي ورؤية استشرافية يخوض المناضل والاكاديمي المرموق الدكتور سامي خالد نضالا فكريا صعبا ومعقدا لاجل دراسة وضع الحزب الشيوعي العراقي في هذه المرحلة المعقدة والحساسة ، حيث ان مدخله الجوهري يكمن في عدم امكان التعامل مع عالم السياسة من خلال الاستناد فقط على التراث النضالي والتأريخ العميق بل ان هناك حاجة ملحة وضرورية لاجل كسب النفوذ السياسي سلميا وبالاقناع وهذا مرتبط بمدى وقوة العلاقة بين الحزب و المواطن ( الناخب) في عملية-التحول الديمقراطي في العراق- و الانتخابات ومن هنا فان التوغل في عمق الجماهير المسحوقة (وماأكثرهم من ناحية العدد والقوة) هو السبيل الصحيح ل - انتزاع القوة والنفوذ- اللذين - سرقتا من اصحابها الحقيقين بفعل - التضليل والخداع-. دعنا نقول بكل وضوح انه ليس هناك فقط تراجع سياسي - مخيف- بل كذلك هناك - تراجع وتأخر ايديولوجي- واضح بسبب عدم الانسجام مع التطورات المذهلة (التكنولوجية والفكرية العميقة) التي تجتاح العالم اليوم.
نعم الدكتور سامي هناك نواقص واضحة في نمط التفكيروطريقة العمل وهذه تؤكدالحاجةللعمل الى4مستويات: القيادة، الفكر،التنظيم،البرنامج الانتخابي


2 - طروحات صائبة وموفقة
عزيز رشيد حسن الحريري ( 2011 / 9 / 18 - 19:05 )
استاذي العزيز سامي خالد - تحية من الاعماق - قرات موضوعكم الشيق ،حقا ان ما طرحتموه من افكار وطروحات في غاية الاهمية في هذه المرحلة المعقدة جدا ، باعتقادي ماتفضلتم به في المحور الثالث بالذات في غاية الاهمية ، لابد من الاخذ بكافة نقاطها ، اتمنى لك كل الموفقية والسعادة .. عزيز الحريري - كوردستان العراق - اربيل / 18 / 9 / 2011

اخر الافلام

.. جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تشتعل من جديد


.. بعد عامين من اغتيال شيرين أبو عاقلة.. متى تحاسب دولة الاحتلا




.. الطلاب المعتصمون في جامعة أكسفورد يصرون على مواصلة اعتصامهم


.. مظاهرة في برلين تطالب الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة ل




.. فيديو: استيقظت من السبات الشتوي... دبة مع صغيريْها تبحث عن ا