الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الحزب الشيوعي في فلسطين

جورج حزبون

2011 / 9 / 9
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


مبكراً ظهر دور الشيوعيون في فلسطين ، ومبكراً أيضا ظهرت الحركة النقابية العمالية في فلسطين ، منذ بداية عشرينات القرن الماضي ، وبقيت العلاقة عضوية بين الطرفين المناضلين ، السياسي والعمالي ، وان كان الشيوعيون يعتنقون فكر الطبقة العاملة ، باعتبارها الأكثر ثورية ، والقادرة على انجاز المهمة التاريخية . في العدالة الاجتماعية والديمقراطية ، فان الحركة النقابية هي الوعاء العمالي الواسع لإنضاج وعي طبقي ، ومتراس كفاحي للعمال لانتزاع حقوقهم الاجتماعية .
يمكن القول أن الحركة الشيوعية الفلسطينية ،نمت في حاضنة الحركة النقابية ، وعصبة التحرر الوطني ولدت في رحم الحركة النقابية ، وقيادة الشيوعيين هم أبناء الطبقة العاملة النقابين ، وبالتالي لم يكن من الطبيعي فصل إي منهما عن الأخر ، بل إن إي انحراف أو إي نجاح أو فكر أو مشروع سياسي كان يمكن استخلاصه من التأثير والتأثر داخل النقابات ، حيث إلى جانب الشيوعيين كانت تضم الآلاف العمال وتمثل جمهور الطبقة العاملة ، وهي بذلك معياراً لمدى صحة نهج الشيوعيين سلباً أو إيجابا .
ويوم خاض الشيوعيون الانتخابات عام 1976 بدعم من الحركة النقابية ، نجح كافة المرشحين ، مع ان قيادة الحزب واغلب قواعده كانت معتقلة أو مطاردة ، وقد دعم بيان تاريخي لاتحاد النقابات المرشحين طالباً تأيدهم من كافة أبناء شعبنا عمالا وفلاحين ، لكنه حين خاض ( الشيوعيين ) بعد تغير الاسم والنهج انتخابات عام 1996 لم يفلح إي منهم ، فقد تخلوا عن النقابات، وعن الانتماء للطبقة العملة وعوموا توجهاتهم .
أن مسيرة طويلة ناجحة ، لم يكن ضرورياً ، البحث في إعادة تسميتها او تغير نهجها ، مهما كانت الذرائع على شاكلة التغير الحاصل في الاتحاد السوفيتي ، ومحاولة التلاؤم لإحداث بريسترويكا محلية وهي / حسب رأي / ذاتيه ، لقد احترم شعبنا الشيوعيين دائماً ، فكراً وممارسة ، وهم احترموا أنفسهم فلم يخوضوا يوماً صراعاً مع اي جهة دينية او نقداً للأديان او المذاهب ، بل احترمتها باعتبار الجادين عقيدة فيهم ،ا ناس طيبين ومستقيمين ، وكان التخلي عن الامتداد تراثاً ومنهجا ، تخلياً عن انتماء وأخلاقيات وصلت بالبعض لان يواجه المثول إمام محكمة الفساد اليوم .

يظل الانحراف حالة بشرية ، وينطلق من نزاعات ذاتية ، ثم تتم عملية التوليف من خلال مقولات وفذلاكات معينة ، لكن الحقيقة دائما عنيدة ، وليست عملية تغليب الذاتي على الموضوعي ناجحة ، لأنها حالة منكفئة ، ولن تغطيها نعوت الآخرين في محاولة لإبعادهم ، لان التاريخ له له منطوق صارم قطعي ، فالتخلي عن النقابات لتحسين علاقات خاصة كانت او عامة ، تتضح من خلال الثمن الذي دفع ، وفضحته الأيام ، ولقد حفزني للكتابة حول هذا الموضوع الذي كنت أشرت حوله في كتابات سابقة أكثر تفصيلاً ، هي تلك الكتابات التي صدرت خلال العامين الماضين ، احدها لشيوعي أردني ، وآخرين فلسطينيون ، والملفت ان الإجماع كان إن لكل شخص منهم ، فضلاً و بطولات ومآثر غير مسبوقة ، بل والبعض افتراء على التاريخ ونسب لنفسه دوراً لم تكن له حينها علاقة بالشيوعيين بل ربما كان معارضا لهم ، والكاتب من الأردن نسب لنفسه أكثر مما يمكن تحمله ، فهو يقول انه انتقل من صفوف الحركة الطلابية إلى الدراسة في الخارج ثم انتدب للإقامة في إحدى العواصم العربية ، وباقترابه من قيادات الحزب وتقديم خدمات لهم ، قفز الى عضوية اللجنة المركزية ، وبدء بالحديث عن علاقاته الأممية ، وهكذا دون تجربة إنما فهلوة ، ثم نتساءل لماذا تغير الحزب ؟؟ لقد وصل الى غياب الروح الكفاحية ونشوء نزعات بيروقراطية .
لقد شكل غياب الحزب فراغاً فكرياً وسياسياً مهماً في الساحة الفلسطينية ، كذلك فقد شكل قاعدة فكرية لقيامه بصيغة جديدة ، تلك النزعة الذاتية الاستقلالية ، فقد دخل الحزب معارك ومناكفات وجهداً كبيراً على دوره في الأرض المحتلة قبل اوسلوا وقبل الانتفاضة الأولى ، وانه القوة الثانية وفرض صراعا عاتيا مع الجهتين الديمقراطية الشعبية واللتين ،كونهما أعلنتا اعتناق الماركسية، والجبهة الديمقراطية سعت لاعتراف الحركة الشيوعية بها كحزب شيوعي فلسطيني ، وبدل الدخول في مفاوضات لتكوين على الأقل جبهة يسار عريضة ، تم إهدار وقت ثمين على أمور ثانوية ، كان يمكن ان يتكون قطاع وطني يساري كقوة أولى وأساسية ذات تأثير جذري لتكون صورة اليوم أفضل مما هو كائن ، لقد كتب الحزب وأرسل وفوداً للمعسكر الاشتراكي طعناً بيسارية وماركسية الآخرين ، لصالح من وماذا ؟! ، ولكنه وجد سبيلاً للاتفاق مع حركة ( فتح ) والتخلي عن دوره في قيادة الحركة النقابية مقابل دعم مالي ومراكز سياسية وصلت حد الوزارة ، على حساب إنهاء الحزب والتحول إلى حزب عام ، ليس له ما يعيق حركته من فكر محدد او انتماء طبقي واضح .
ولعل الوضع السياسي الفلسطيني الراهن ،قد حسم خطاء تلك المواقف، والساحة ألان تحتاج إلى حزب ثوري في نوع جديد ، وتحديداً بعد فشل كافة محاولات تكوين قطب يساري ، الذي عطله كل تلك الفترة عدم الوصول إلى صيغة عمل مشتركة قيادية ، مما يؤكد مرة أخرى تقدم الذاتي على الموضوعي ، وليس للقواعد إشكاليات ، وهذا ما يسهل الأمر بحيث تتشكل لجنة مؤقتة وتستقيل كافة القيادات ليتم عقد مؤتمر شيوعي ينتخب قيادة ويلتزم نهج ويحدد طريق .
وسيظل الماضي في كل الأحول خلفنا ، نقراء منه ونستخلص ونقوم ما اعوج ، بالديمقراطية المركزية ، فنحن ندرك إن المركزية الديمقراطية لم تعد تصلح اليوم حيث غاية الشعوب هو الديمقراطية والتي يتربى بها كوادر الحزب ، لتكون نهجاً وأسلوبا في التعامل مع الجمهور والحياة العامة ، مع التذكير هنا إن الشيوعيون هم أول من طرح دولة علمانية في فلسطين ، قبل أن تتشابك الأمور ويوافق على التقسيم ، تم مع شعار دولتين لشعبين ، حيث استطاع الشيوعيون ن فهم المتغيرات الحاصلة واستنتاج مواقف تحفظ حق شعبنا في وطنه وإدراك اللحظة التاريخية ، في حين انتقل الجميع من اعلي الشجرة إلى حالة سياسية نطلب بها اعتراف الأمم المتحدة ، التي استخفت . القيادة الوطنية بدورها منذ اللجنة العليا ، على حساب دور .أمريكي منفرد ترحب به الأنظمة العربية المترنحة اليوم تحت ضربات شعوبها المطالبة بالديمقراطية وفك تحالفاتها مع الامبريالية بأي شكل كانت ، وفي هذا المقام من حق الشيوعيون ان يعتزوا يدروهم وحزبهم ويفاخروا بتضحياتهم ، وبأطروحاتهم تاريخيا ومدى صحتها ، وان الذين خدعتهم مرحلة ضبابية لهم وحدتهم الفشل وان الحزب يجب ان يعود الى موقعه القيادي كبوصلة لنضالات شعبنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهلا بك
فرج الله عبد الحق ( 2011 / 9 / 9 - 21:19 )
الرفيق جورج
أهلا بك صةت من الاصولت النقية التي ترى أن ألأأعور أعور ولا تستخي من قول ذلك. نعم كنا يوماً القوة الثانية لكن هناك من باع النضال و المناضلين، لكن ما دام فينا دم يجري في عروقنا لن نتنازل عن حزبنا الحزب الشيوعي الفلسطيني ولا عن طبقتنا العاملة، تأكد أننا موجودين وقوانا تتعاظم، وكما يقول رفيقنا الامين العام هذا تاريخ اجدادي و لن ابيعه.
فرج (عضو الجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني

اخر الافلام

.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي


.. ما الذي يجمع بين المرشد الإيراني وتنظيم القاعدة واليسار العا




.. شاهد: اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون باستقالة رئيس وز