الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتل وموت .... وبقربهمالعب بمستقبل شعب !!!

عبد الزهرة العيفاري

2011 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


هل من المعقول ان تتجاور كلمات متناقضة كالقتل والموت مثلاً مع اللعب ؟ . هذا السؤال ــ حسب منطق الاشياء ـــ يجب ان يقترن جوابه بالـرفض . اذ ليس من المعقول ان تتصرف سلطة مـا بهكذا رعونة ... فـتلعب بمستقبل بلادها ومصير شعبها في حين ترى بجوار حدودها شعباً آخر مبتلى ، وحيث الدماء تسيل والعوائل تجهش بالعويل بسبب ضياعها لأبنائها ولمستقبلها ومصيرها . خاصة عندما يجري اطلاق الرصاص غلى ذلك الشعب من قبل السلطة لا لشي ء الا لأ نه انتفض طالباً الحريـة الــتــي اضاعها بعد ان ولد ت معه كما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رض ).( كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) . وملخص الامر ان ثورات شعبية قد نشبت على حدودنا ضد انظمتها الارهابية وسقط القذافي وقبله حاكم تونس وحسني مبارك .اما صنـم البعث السوري والدكتاتور (اليمني) علي عبد الله صالح فهما سيصلان في القريب العاجل ً الى مستقرهما النهائي على مزبلة التاريخ بجوار الطاغية صدام حسين الذي اتخذ مكانه هناك قبلهم جميعاً . وربما لكي يستقبلهم بحفاوة من مستوى خاص بالمخلوعين . فهؤلاء الطـغاة (من جيراننا ) كلهم كانوا بالامس ممن زودوا طاغية العراق بادوات الارهاب العالمي والاقليمي ودعموه بكل ما اوتوا من قـوة وبأس حتى عندما كان يهينهم علناً !!! . وبعد خلعه من سلطة العراق ( بواسطة العامل الخارجي ) كانت هذه الانظمة الدكتاتورية العربية تزود فلوله المبعثرة بـقوافل من الارهابيين وهــم نكرات كانوا يعيشون كالهوام على البرك "الاجتماعية" الآسنة في بلدانهم . و قد ارسلتهم "اوكار" معروفة عبر حدود النظام السوري البعثي لاحداث التفجيرات في العراق بقصد قتل ابنائنا الابرياء . اما ذريعتهم فهي الانتقام من العراق الذي استخدم تدخل العامل الخارجي لاسقاط الصنم في بغداد . ثم انتابهم الرعب والخوف على انظمتهم الدكتاتورية المكروهة وهي تغطي وجوههم الكالحة . ولعل ما زاد من رعبهم ان شعوبهم بالذات ستكون هي المعنية بطلب ازاحتهم من عروشهم ( كما حصل الان فعلاً ) . ومع ذلك وجدوا كلمة " الاحتلال " لتكون شماعة لتبرير جريمتهم ضد العراق وكأنهم هم الوطنيون بلا منازع !!! . وقد دارت الحياة دورتها فاخذنا نشهد اليوم شعوب عـربية مجاورة تطلب من العالم المتمدن حمايتها من بطش و انتهاكات مماثلة تقاسيها على يد حكامها ( انفسهم ) دون رادع ووازع !! . فمـمـا يحز في القلب ان صوراً قريبة لتلك التي مرت على عراقنا بدأ يتعرض لها اليوم الشعب السوري الشقيق وليبيا وكذلك شعب اليمن حيث يمتنع جلادوهم من الاستسلام للحق والتخلي عن الحكم الجائر وعن جريمة التسلط على شعوبهم . فلقد سبح الحكام هناك بدماء الشباب كما ارادوا وبقدر ما ارادوا . وحتى اثناء تحرير هذه المقالة يعلن التلفزيون ارتفاع عدد القتلى في سوريا اثناء المظاهرات الاحتجاجية !!! والسلطة البعثية هناك تهدد بالمزيد من البطش والقتل وان الجامعة العربية تتفرج ببلادة غير متناهية !!! .
امـــا اللعب بالمستقبل ... !!! فانه يمثل المأساة العراقية التي نراها شاخصة اليوم في بغداد . وهي التي باتت تشكل صورة مؤلمة لسلوك الحكومة والكيانات السياسية المشتركة معها بالسلطة .. انها مأساة تجري في العراق بشكلها التراجيدي . وهي صورة حلت بالبلاد على اثر غصص من الموت الزؤام يوم كان القتل والابادة والتهجير من البيوت والمحلات السكنية ينفذ بناء على الهوية والطائفة . ان هذه المأساة الهوجاء شهدها العراق تحت سلطة كانت ولا تزال ضعيفة بل ومهلهلة من شدة الضعف !! . و يظهر ان القائمين على السلطة الحكومية اليوم تنادوا فيما بينهم واتخذوا نهجاً لسلطتهم حسب سياسة التخاذل والتبعية والتفريط بمصلحة الوطن . اضافة الى ذلك ان كبارهم لم يعودوا يستمعون لمطالب الشعب العراقي بكل فئاته وطبقاته وحتى انهم صاروا يتجاهلون اراء وتوصيات الفئة المتعلمة والمتخصصة بادارة الدولة والاقتصاد الوطني . مما يسبب للعراق يومياً الخسائر المادية الطائلة ، ناهيك عن الخسائر المقترنة بضياع فرص التنمية وتوطيد مواقع البلاد الاقتصادية والسياسية ! . واذا اردنا وصف هذه الحالة بتعبير آخر فان هذا يعني ان الحكام العراقيين بدأوا يتجاهلون الدماء لزكية التي جاد بها المواطنون .. تلك الدماء التي كانت تسيل بدون انقطاع في الشوارع والاسواق وحتى في المؤسسات والبيوت .. يوم كان العراق يدفع الضحايا اثر الضحايا من ابناء الشعب من الكبار والصغار ، ومن الرجال والنساء والاطفال بدون اسثناء . وربما حكام اليوم يريدون من الناس نسيان من اشترك في تلك الجرائم من عصبات البعث والقاعدة والتيارات الدينية وعملاء دولة " الفقيه " (اللااسلامية ) القابعة في ايران وكذلك الفرق الارهابية التي سربها التكفيريون والقوميون العرب وغيرهم من قطاع الطرق من دول الجوار !!! . فيا للقباحة ... ان حكامنا ( المعممون )اخذوا يتجرأون اليوم فيضعون البلاد على حافة الهاوية عندما يهيئون البرلمان ( مـثـلا ً) لسن تشريع يقضي باعفاء المجرمين والمختلسين واصحاب جرائم تزوير الوثائق والشهادات التي سمحت لجماعاتهم ( واعضاء احزابهم القدماء والجدد !! ) باحتلال المناصب العليا في الدولة بدون وجه حق . كما لا يجوز ان لا نلاحظ مشكلة كبرى اخذت تطفو على السطح وهي تهميش واضح لسكان المحافظات الغربية وتجاهل الامكانيات الاقتصادية المتوفرة في مناطق الدليم والموصل وغيرهما ، في مجالات الزراعـة والصناعـة والثروة العلمية . ان تلك المناطق الثرية بطبيعتها ومياهها والقوية بثروتها البشرية اصبحت مهملة وان المتنفذين في الحكومة ينظرون اليها من بعيد في حين ان مناطق الدليم خاصة حاربت الارهاب وانتصرت عليه حتى اصبحت مركزا ً للصحوة وهذا كان شرفاً عظيماً لكل العراق . . ثم من المقرف ان الحكومة دأبت تسخر كافة اجهزة الدولة وجزء كبير من الخزينة وحتى انها تعطل حركة الاقتصاد الوطني لفترات طويلة من ايام السنة وذلك لاغراض دينية ــ طائفية يحرمها المجتمع العراقي . وبهذا الخصوص يسجل الشعب على السلطة ( الدينية ) القائمة هذا النهب المبرمج لجزء كبير من ثروة البلاد على شكل رواتب اسطورية وجعالات و" حمايات " . اضافة الى تقاضي الرواتب الفلكية ( للرئاسات الثلاث و" للوظائف " النيابية والوزارية ) . هذا الامر الذي يصل الى درجة الفرهود والسرقة ( القانونية ) والتي ينفرد بها العراق امام كافة دول العالم . وامام كل هذا لم تعالج الحكومة مشكلة الفساد المالي ولم تثر اية دعوى على " حرامية " كبار وهم في عداد السلطة والمجلس النيابي !!! . ومما يؤاخذ على الحكومة انها لا تعير اي اهتمام بمطالب الجماهير الشعبية الوطنية بدون شك. بينما تضطرب فرائصها عندما يهددها مقتدى الصدر باستخدام ما يسمى بجيش المهدي ، هذه الميليشيا الخطرة على الوطن . ولم تسأل قيادة الحكومة عن تمويل النشاطات المشبوهة (لهذا الصدر) . بل وهي تعلم دور ايران في ذلك !!! . واكثر من هذا ان المرجعية الايرانية في العراق هي الاخري ضالعة في خلق هذه المشكلة . وهي تعلم تمام العلم ان جيش المهدي هو عبارة عن شعوذة باطار ديني . وطالما هي كذلك فاذن هي محرمة شرعاً !! اذ لا يجوز ( بحكم الشريعة ً ) تأليف اي جهاز من هذا القبيل الا على ايدي ( امام معصوم ) بينما مقتدى الصدر انسان متهم بقتل وتشريد الاف الناس وسبي الاف اخرى من النساء والعوائل . وعلى الحكومة مصارحة الشعب بذلك وليس التستر على المتهمين بالاجرام !!! .
هذا وان بلادنا تتعرض اليوم ايضاً الى خطر جـسيم عندما يقترب الوقت الذي تنتهي به مدة بقاء القوات الامريكية في العراق . فتمتد في هذا الوقت بالذات المخالب الايرانية بواسطة عملاء دولة الفقيه ( من اصحاب العمائم في العراق ) التي اخذت تهددنا وتطلب تصفية وجود القوات الصديقة في بلادنا ، في حين نحن في اشد الحاجة الى الامكانيات المادية والخبرات العلمية للقوات الامريكبة ولعدة سنوات اخرى . امــا مخططات ايران فهي ترمي الى ابقاء العراق ضعيفاً وعرضة للاعتداءات سواء كانت على حدودنا الشرقية اوحتى احتلالهم للعتبات المقد سة وسيطرة ايران على جزء مهم من الاقتصاد العراقي . فعلى اصحاب العمائم المهيمنين على سلطة العراق ان يفهموا ان في العراق شعباً يمتد على طول البلاد وعرضها وهو ولا يسمح لاحــد بالتلاعب بمقدراته . اما ايران فيجب ان ترفع يدها عن بلادنا . وعلينا ان نوطد علاقاتنا بالغرب عندما يخدم ذلك مستقبل العراق .
للمقالة صـلـة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا