الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات في الفكر الاشتراكي وتطبيقاته...3

ليث الجادر

2011 / 9 / 9
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


متضمنا لدروس كومونة باريس التي ولدت عام 1871 والتي سماها لينين الشقيقه الصغرى لثورة اكتوبر هذه التشخيصات الاوليه تبدو انها غير ناضجه في الرؤيه التروتسكيه الى الدرجه التي كانت تؤهلها فعلا الى ان تنصهر كليا بخط سير احداث ثورة اكتوبر فهو منذ البدء يتعامل مع البلاشفه كتقييم باعتبارهم غير ماركسيين بما يكفي ففي مستهل كتاب (نتائج وتوقعات )(يقول منذ زمن طويل تنبات الماركسيه بحتمية الثوره الروسيه التي كان لابد وان تنفجر نتيجة الصراع القائم بين التطور الراسمالي وبين قوى الحكم المطلق المتحجره ولقد بينت الماركسيه سلفا طابع الثوره القادمه فعندما اطلقت عليها صفة الثوريه البرجوازيه كانت انما تشير الى ان الاهداف العاجله للثوره تتلخص في توفير الظروف الطبيعيه لتطوير المجتمع البرجوازي لقد كانت الماركسيه على حق .....الخ )بينما يقول في مقدمة الكتاب والتي جاءت كرساله الى الكرملين في عام 1919 وهنا لابد وان نشير الى كتاب نتائج وتوقعات قد كتب في عام 1906 ما يلي (وعلى عكس المناشفه فان البلاشفه لم يكونون يؤمنون بالطاقات الثوريه الكامنه في الديمقراطيه البرجوازيه في روسيا ولابقوتها ومنذ البدء اقروا الاهميه الحاسمه للطبقه العامله في الثوره القادمه ...)هنا نجد من المهم تاشير الى ما ورد في المقطعين الاول(الاهداف العاجله ) وفي المقطع الثاني ( الطاقات الثوريه الكامنه ) لنوضح ان تروتسكي من المفترض انه كان يعني في الاولى الامكانيات الواقعيه وكان يعني في الثانيه الامكانيات العقليه الموضوعيه وهي ما تقره الماركسيه على انه حال يشترط نشاط التمكين بمعنى في هذه الحال ان البلاشفه لم يكونوا قد امتلكوا الوعي الثوري الماركسي الذي كان من المفترض ان يجعلهم يتبنون خطة الثوره الدائمه بنصيتها الماركسيه المعنونه الى زمن الثوره الالمانيه لذا نراه بعد عدة سطور يطرح صيغة اوليه لثورته الدائمه ليقول (ان الثوره التي ستبداء وهنا يشير الى تقيمه لها قبل وقوعها ستبدا كثوره برجوازيه فيما يخص مهامها الاولى وسوف تولد صراعات طبقيه عنيفه وهي لن تحرز النصر الاخير الا بعد ان ينتقل الحكم فيها الى الطبقه الوحيده القادره على قيادة الجماهير المظطهده وهذه هي الطبقه البروليتاريه وبمجرد ان تصبح البروليتاريا في الحكم فانها لن ترضى بان تحصر نفسها ضمن البرنامج الديمقراطي فحسب ولكنها ستجد نفسها مجبره على تخطيه ايضا –(هنا يمكن التساؤل كيف ان البروليتاريا تجهز على الحكم البرجوازي دون ان تتخطى الديمقراطيه وكيف ان البروليتاريا ستجد نفسها بعد استيلائها على السلطه من ان تخطي الديمقراطيه --) وسوف تتمكن من تحقيق الثوره حتى النهايه فقط في حال تحول الثوره الروسيه الى ثوره تشمل كل البروليتاريا الاوربيه اذ ذاك يصبح بمقدور الطبقه العامله الروسيه ان تتخطى البرنامج الديمقراطي البرجوازي للثوره بحدوده الوطنيه الضيقه فتتحول السيطره السياسيه الانيه التي تمارسها الى دكتاتورية اشتراكيه بعيدة المدى واذا لم تتحرك البروليتاريا الاوربيه فان الثوره المضاده البرجوازيه لن تطيق وجود حكومه للجماهير الكادحه في روسيا فتسير بالبلد بعيدا جدا عن جمهورية العمال والفلاحين الديمقراطيه لذا يستحيل على البروليتاريا ان تبقى ضمن حدود الديمقراطيه البرجوازيه انها مجبره على تبني خطط الثوره الدائمه )) قبل كل شيء هنا لابد من ان نوضح امر يثير الالتباس في جانب التعبير وهو ان استخدام لفظه الثوره الروسيه كان عند لينين يعني الثوره الاجتماعيه المتواصله منذ ثوره 1905 ومقاومة الثوره المضاده عام 1907 وانتهاءا بثورة اكتوبر والتي بدورها تبدا في شباط عام 1917((ولولا ثورة 1905 ولولا الثوره المضاده 1907 لاستحال ان تقرر جميع طبقات الشعب الروسي والشعوب القاطنه مصيرها بنفسها بمثل هذه الدقه ولاستحال كذلك ان تحدد هذه الطبقات موقفها بعضها من البعض وموقفها من الملكيه القيصريه هذا الموقف الذي تجلى خلال الثمانية الايام من ثورة شباط – لينين,رسائل من بعيد الرساله الاولى- ) لكن لينين كان يراقب عن كثب طبيعة الثوره البرجوازيه ويرى في النهايه انها فقدت الجزء الكبيرمن واقعيتها بعد ثورة شباط مباشره ,وهذا ما يمكن استشفافه من تحديده لطبيعة الثوره بعد تلك الاحداث ((ان ثورتنا انما هي ثوره برجوازيه ولذا على العمال دعم البرجوازيه هذا ما يقوله بوتريسوف وغفوزديف واضرابهم مثلما كان يقول بليخانوف بالامس ..ثورتنا انما هي ثوره برجوازيه –نقول ذلك نحن الماركسيون- ولذا ينبغي على العمال ان يفتحوا عيون الشعب ليرى خداع الساسه البرجوازيين وان يعلموه ان لايثق بالكلام وان لايعتمد الا على قواه هو ,على تنظيمه هو,على اتحاده هو,على تسلحه هو))**( هنا اسمح لنفسي من اتجرء على نقد تعبير لينين باعتباره لم يفلح تماما في توضيح معنى الموقف اتجاه امكانيات الثوره الواقعيه وبين موقف تقييم سلطة الثوره كنتيجه انيه مرتبطه بالوعي وان الحال هنا يحتم الثوره داخل الثوره **) بينما يتناول تروتسكي تعبير الثوره الروسيه باعتباره معنى لثورة اكتوبر وما تضمنته من مراحل و هذا ما لا يعفي صيغ طرحه وبالتحديد ذكره لتقييمات البلاشفه لطبيعة الثوره من اشكالية الديماغوجيه المتمثله في خلط التعابير الخاصه بما هو عام وبالتالي طغيان الضبابيه وعدم القدره على فهم جوهر الطرح ..لذا فان كتابات واطروحات منظر الثوره الدائمه بحاجه ايضا الى قراءه دائمه ...قراءه متانيه لايمكن ان تكون ادنى درجه لقيمتها الا حصيله لعملية اغتناء من الثراء الفكري الماركسي ونشاطا ذهنيا لمقدرات الوعي الثوري.. اما مايخص ما قلناه في هذا الشان لحد الان يمكن من ان نؤشر الى عدة ملاحظات اولها اننا وضعنا التروتسكيه بمقابل اللينينيه وهذا ما يمكن الاستنتاج منه بان ستالين او ما اعتيد على تسميته بالستالينيه هي امتداد للماركسيه اللينينيه لكننا نرى ان هذا بحاجه الى توضيح يبدا اولا في ضرورة لفت الانتباه على ان ستالين يمثل امتدادا للخلاف التاكتيكي الثوري بين اللينينيه وبين التروتسكيه والشيوعيين اليساريين لكنه امتداد جامد ونصي يخص فترة نهاية الاستنفار الثوري المتمثله ببناء سلطتها تم سحبه الى مرحلة بناء النموذج الذي اجتازته السلطه الستالينيه او بالادق خلطة بينها وبين المرحله الطبيعيه لتوسعها ..وهذا ما يؤشر عليه احتدام الاختلاف بين تروتسكي وبين ستالين وتازمه مع بوادر الحرب العالميه الثانيه وما تلا ذلك من تحول الفعلي لمعنى سلطة الثوره بمفهومه الماركسي اللينيني الى معناه التوسعي الاستعماري او كما نرى ان من حقنا ان نصفه بالامبرياليه الاشتراكيه التي باتت تواجه الامبرياليه الراسماليه في ميدان السلطه السياسيه العالميه بدل ان تكون معسكرا اجتماعيا مقاوما لها ..اما الملاحظه التاليه فانها تؤشر من خلال سياق ذكر الخلافات بين اللينينيه والتروتسكيه الى الادراك المبكر والفذ للاولى (اللينينه) لحقيقة ما نوكد نحن اليوم عليه بان قانون الثوره الاجتماعيه لم يعد ذاته كما كشف عنه ماركس ليس لانه اهمل تحديد ماركسياليه القانون بل لان تطبيق وعي هذا القانون حتم نفي صيغته واعاد تشكيل ماهيته الواقعيه فالثوره لم تعد حتم بل جعلتها الماركسيه مشروطه بحتمها .. بالاراده الواعيه والوجدان الماركسي (واللذين تشكلا في الثوره الروسيه بالرؤيه والمنهج اللينيني ).. لقد شطر ....يتبع4








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملك التيك توك يتحدى #ماكرون .. ومصير #فرنسا إلى اليمين المتط


.. ديفيد لامي من أصغر نواب حزب العمال إلى وزير خارجية بريطانيا




.. معسكرا أقصى اليمين وتحالف اليسار.. الفرنسيون يختارون 557 نائ


.. الأسبوع وما بعد | فوز ساحق لحزب العمال ينهي 14 عاما من حكم




.. بعد 14 عاما.. انتصار ساحق لحزب العمال البريطاني