الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يخترق الربيع العربي-دول الخليج-؟

خالد العلوي

2011 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


التغييّرات السياسية التي اجتاحت المنطقة العربية مؤخرا تحت ما يسمى «الربيع العربي» جعلت معظم الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي في وضع لا تحسد عليه، خصوصا تلك التي كانت تستبد برأيها وتستمع لصوتها فقط وتصم آذانها عن صوت وطموحات ومتطلبات الشعب.
فاليوم بات من الصعب على تلك الأنظمة أن تتجاهل الإصلاحات الداخلية التي باتت تنادي بها الشعوب في وقفات احتجاجية ومظاهرات في ضغط مباشر على السلطة هو الأول من نوعه منذ عقود طويلة من أجل تلبية المطالب.
كل تلك التغييرات السياسية و(الايديولوجية والسوسيولوجية والجيوسياسية) التي اجتاحت المنطقة العربية مجتمعة وأدخلت «الربيع العربي» إليها هي تغييرات منطقية لأن القاعدة تقول: إن لم تستجب القيادة وعلى الأخص القيادة الاتوقراطية لتطلعات القاعدة فإن سنة الله في خلقه ستمضي بأن تكون كفة القاعدة أعلى من كفة القيادة وهذا ما حدث فعلا في المنطقة العربية التي كانت تطالب منذ عقود طويلة بالعديد من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية دون أن تلقي القيادة للرغبات والتطلعات بألا أو تقوم بخطوات استباقية تجنبها السقوط في فخ «الربيع العربي».
وهنا يقفز إلى الذهن سؤال : لماذا اجتاح «الربيع العربي» كلاً من تونس ومصر وليبيا وتوقف على تخوم دول مجلس التعاون الخليجي على وجه التحديد ؟ وهل الأنظمة الخليجية في معزل عن الدخول إلى ذلك الربيع ؟ وهل تنطبق «الاتوقراطية» وتتجسد في الأنظمة الخليجية الحاكمة؟
بحسب معظم الدراسات التي تناولت «الربيع العربي» وظروفه وأسبابه نستطيع أن نقول أن «الربيع العربي» من الصعب أن يجد في منطقة الخليج العربي بيئة لأسباب كثيرة أهمها الآتي :
• الأنظمة الحاكمة في الخليج قامت منذ البدء على إجماع الشعوب الخليجية على أسرة الحكم في قيادة دفة الدولة وإدارة شؤونها الداخلية والخارجية بالتراضي والتزكية.
• تكاتف وتكامل دول الخليج مع بعضها البعض على المستوى السياسي والاقتصادي.
• تكامل الأنظمة الخليجية مع بعضها البعض على المستوى الاجتماعي أيضا يوفر لها بيئة آمنة تجعلها بعيدة عن «الربيع العربي» لأن ما يجمع بين الأنظمة الحاكمة في الخليج شبكة علاقات اجتماعية متشعبة.
• قدرة الأنظمة الحاكمة في الخليج على مواجهة التحديات الإقليمية والمحلية التي شهدتها المنطقة كحرب الخليج الأولى وما تلاها من حروب والغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت.
تمتع الأنظمة الحاكمة الخليجية بقدر عال من الشرعية الدولية للأدوار الإيجابية التي قامت بها في منطقة الشرق الأوسط خلال الأحداث المهمة التي مرت بها منذ الستينيات وحتى اليوم.
• إحلال العديد من الاصلاحات الاقتصادية والسياسية وتعزيز الحريات الأمر الذي أدى إلى تمسك المجتمعات الخليجية بأنظمتها الحاكمة.
• العادات والتقاليد العربية في منطقة الخليج تحديدا هي من الأسباب المهمة التي تجعل الفرد الخليجي ملتفا حول قيادته ونظامه لأنهما يحملان نفس العادات والتقاليد وربما نفس اسم القبيلة.
• لهذه الأسباب ولأسباب أخرى كثيرة نستطيع أن نقول أنه من الصعب أن يخترق» الربيع العربي» منطقة الخليج العربي بالسهولة التي يتصورها البعض لكن هذا لا يعني أن تركن الأنظمة إلى الاطمئنان التام وعدم مراعاة متطلبات الشعوب وطموحاتها وآمالها فما كان يصلح في الماضي بالتأكيد لن يصلح في الغد لأننا نعيش في عصر متغير ليس على مستوى الدقيقة وإنما على مستوى «الثانية» وعليه يجب أن يكون الصوت الحقيقي للأنظمة الحاكمة في الخليج هو صوت أفرادها الذي يعبر عنهم ويحاكي تطلعاتهم ويمنحهم المزيد من الإصلاحات على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة