الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا أهل بلدي

أحمد بسمار

2011 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يـا أهــل بـلـدي

عادت غالب التعليقات والمراسلات والهواتف تردد ملامتي على أشكال كتاباتي ولهجتها عن الوضع السوري الساخن.. والـسـاخـن جدا . متهمة هذه الكتابات بأنني أضع الظالم والمظلوم في نفس القفص.
لا أستطيع ملامتهم على هذه الانتقادات المشروعة, لمطالب مشروعة أكثر. إذ من يستطيع انتقاد إنسان يطالب بالحرية والديمقراطية. مطلبان مشروعان طبيعيان إنسانيان, حرم منهما منذ ولادته. ولم يمارسها قبله لا أبوه ولا جده أو جد جده.
ولكن المشكلة وعقدة العقد تتركز بالمطالبين وليس بالمطالب نفسها. إذ أنهم مجموعات مختلفة بين بعضهم البعض على الأسس والأساليب والمنابع الثقافية والاجتماعية والسياسية والمعيشية والمذهبية والمعتقدية لطرق التغيير النظامي المطلوب. حيث أن نصفهم لا يتوافق على الإطلاق مع النصف الآخر لا على الأسلوب ولا النهايات المنشودة للتغيير. وخاصة هذه الفئات المجهولة المنشأ والدوافع والغرض والغاية التي تطالب بالتدخل الفوري للناتو والولايات المتحدة لحماية (المتظاهرين).
وهنا يتوقف تأييدي لهذا الطرف الخفي من هذه المعارضة.
ألم نر ما حدث في العراق...وأين هي الحريات والديمقراطية والعلمانية في العراق اليوم؟؟؟ وليبيا؟؟؟ ألم نر ما آلت إليه ليبيا من خراب؟؟؟ رغم انتفاض مشاعري وقرفي من سنين طويلة من صدام والعقيد ملك الملوك!!!.....
ولكن ألا يمكننا أن نتجنب تـحـويـل سوريا إلى خراب وأنقاض, يعمره الغرب فيما بعد. يعيش أبناء شعبه حروبا طائفية وإثنية وعشائرية, وتمزقات اجتماعية لن تمحى آثـارها بعد مائة عام.
ألا يمكن أن نتفاهم بين بعضنا البعض, باحثين عن حلول وسطية معتدلة بلا عنف ولا بطش ولا تقطيع وتشويه جثث, كالشعوب البدائية المتأخرة التي لا قانون يحكمها سوى شــريعة الغاب.
ولماذا ألف ألف مرة لماذا تخرج المظاهرات دوما من الجوامع, حاملة اللافتات والهتافات الألاهـأكبرية؟؟؟ مليئة بالهيجانات الدينية مرعبة مخيفة. أصوات جماعية تكبيرية تهدر وتهدر باسم الله وتكبيره.
لن يتدخل الله في خلافاتنا ومطالبنا.. ولا بد أنـه يائس منا ومن جهالاتنا وخلافاتنا وزعيقنا وصراخنا وأزيز رصاصنا في الهواء وعلى صدور الأبرياء. لماذا ندخله دوما في مشاكلنا التي بدأت من خمسة عشر قرنا ولم تنته حتى اليوم.. وحكايا من قتل من.. ومن غزا من.. ومن ذبح من .. ومن سبا نساء من. تاريخنا أسود مثل قلوبنا.. حتى عندما نطالب بالحرية .. نقتل ونسبي ونغزو ونذبح.. صارخين الله أكبر.. كأننا نريد مشاركته بجرائمنا..
وبعد أن نتعب من القتل والذبح وتشويه الجثث, نستنجده.. ونستنجد بالغرب أن يحمينا...أن يحمينا من أنفسنا, من أشباحنا ومن جرائمنا المتكررة.. وبعد هذا كيف تريدون أن يحترمنا البشر الآخرون؟؟؟..........
*************

كلماتي قاسية.. كلماتي أليمة يائسة.. مثل الخطابات التي اسمعها على الفضائيات العربية التي حطت كالغربان الناعقة على موت هذا البلد.. وجهالة الفضائيات السورية التي ترد على نعيقها بنعيق آخر أجوف.. كأنما كل شيء في مملكة الطرشان والعميان على أحسن ما يرام...يتابعون مسلسلاتهم الجوفاء كأننا ما زلنا في حارات بني عـثمان أيام عبد الحميد السلطان!!!...
حتى أنني أتساءل أصحيح أن أقدم حضارات العالم ولدت من هذه القطعة من هذه الأرض وتوزعت من آلاف السنين وأبحرت متوزعة في كل أقطار البشرية.......

يا أهل بلدي.. استيقظوا... لم يفت الأوان.. ولم يمت زمن التحاور والتشاور... قد تنقذون أنفسكم من الهلاك والتمزق.. وتنقذون الوطن أو ما تبقى منه من الخراب والتشتت والتجزئة والموت... من يدري.. من يدري.. من يدري؟؟؟!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي.. بلاد الحقيقة الحزينة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قلتها لك
محمد ماجد دَيٌوب ( 2011 / 9 / 9 - 21:29 )
أخي أحمد قلتها لك ذات مرة البلد بخير وما هذا النعيق والزعيق الذي تسمعه على الفضائيات سوى دليل على الإفلاس هؤلاء لايريدون سوى حرية النباح والتطهير الإثني لكنهم أؤكد لك لن ينجحوا بل ستكون هزيمتهم مدوية هم ومن وراؤهم ولك تحيتي


2 - عن اي احترام تتكلم
monsef ( 2011 / 9 / 10 - 07:29 )
احترام الغرب بعد مشاهدة القتل والسحل والتعذيب الذي مارسه النظام وارض محتلة منذ 45 سنة ودرجة فساد عالمية حاز وطننا عيه قيل الصومال وعن اي حوار
تتكلم والجيش والامن يمارس القمع


3 - رد للسيد محمد ماجد ديوب
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 9 / 10 - 07:36 )
الأخ الكريم الأستاذ ديوب
تعبت..تعبت من هذه الفضائيات الغرابية, ومن هذه الشخصيات السورية التي ترتدي طقوم هرمس وآرماني في الصالونات الباريسية والأمريكية وغيرها, والتي تطالب فورا بدخول الناتو وطياراته في سوريا. كأنما القنابل الهدامة سوف تفرق ما بين أمهم وأمي, أو بين بيوت أهاليهم وبيت أهلي في اللاذقية. وخاصة من هؤلاء الذين يطبعون اليافطات في قطر ويقولون أنها طالعة في حمص أو حماه.
وتلفزيوننا السوفييتي يا رجل. كأننا ما زلنا في أوائل تأليه الرئيس الأب.. وكأن كل شيء تمام تمام يا جارتي.. أو كأنه التلفزيون الكوري.. وليس التلفزيون السوري!!!...
ولك مني كل صداقتي ومودتي.. وأطيب تحية تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة


4 - توضيح
محمد ماجد دَيٌوب ( 2011 / 9 / 10 - 10:03 )
يا أخ أحمد أنا في عين العاصفة وأؤكد لك أن ما يقوله الإعلام السوري هو الحقيقة بعينها ولاتهتم فلن يجرؤ الغرب على التعامل مع سوريا وكأنها ليبيا فسوريا أقوى كثيراً مما يظنون ولو سولت لهم أنفسهم بالمغامرة في سوريا فسيلعنون اليوم الذي ولدوا فيه وأقسم لك أني أقول الحقيقة لاتخف انظر إلى الهجمة الإعلامية الفاجرة هذه ليست إلا دليل على استجداء للشارع السوري كي يتجاوب معها ولكنهم أطلقوا يوم أمس رصاصة الرحمة على أنفسهم بدعوتهم الخارج للتدخل يا عزيزي الشعب السوريالذي يعرف ما يريد في واد وهؤلاء الحثالة من المعارضين في واد ولو كان بإمكاني لأرسلت لك ما يطمئنك أكثر ولك خالص التقدير والمودة


5 - رد للسيد مـنـصـف
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 9 / 10 - 10:24 )
والذين يقنصون ويخطفون ويشوهون الجثث هاتفين الله أكبر!!! والذين يطلبون تدخل جيوش الناتو لضرب البلد, من أجل أن تأتي عصابات انتهازية أخرى لتحكمنا؟؟؟ هل أنت موافق معهم... بالله عليك قليل من الاعتدال والتفاهم بين بعضنا البعض, أليس أفضل ألف ألف مرة من كل هذا الصراخ والنعيق والدعوات لمزيد من القتل والموت والبغض والكراهية والتعصب الطائفي الذي لن يؤدي سوى إلى خراب البلد.. وكل رابح.. خـــاســـر.. خــاســر.. خـاسـر!!!...........
ولك مني أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة.


6 - عصابات
منصف ( 2011 / 9 / 10 - 14:02 )
سيدي الكريم انت قلتها نحكم من عصابات انتهازية فقدرنا ان نحكم من عصابات ؟
لا سيدي تدعو الى حوار مع قاتل وكاذب ومخادع


7 - المهذب سيد بسمار ؟
درويش السيد ( 2011 / 9 / 10 - 17:51 )
استخدمت انت وصديقك كمحاوران مهذبان مصطلحات لاتبدو مهذبة كما توصفون نفسكم دائما ...فأحدكم يصف المنتفض بالنعاق وأخر بالنباح والاكثرمن ذلك -الديوب-الذي يحّمي ويجيش طائفيا الذي يتنبأ ويتهم الاخر بأثم التطهير العرقي ..فكيف يستقيم ذلك مع التهذيب والحوار الوطني والمثقف والمتمدن والحياد .


8 - آخــر رد للسيد درويش السيد
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 9 / 10 - 21:20 )
كلي أسـف إن كنت ترى بوضعي النقاط على الحروف على بعض الأحداث السورية, بكل تهذيب ووضوح, خروجا على أصول النقاش السياسي اليوم. كم أتمنى لو أن بعض المطالبين بالحرية والصارخين المهللين الله أكبر عندما يشوهون الجثث, أن يلتزموا بأدنى المبادئ الإنسانية والقليل القليل من تهذيبي وتهذيب السيد ديوب.
ولك تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة

اخر الافلام

.. عالم مغربي: لو بقيت في المغرب، لما نجحت في اختراع بطارية الل


.. مظاهرة أمام محكمة باريس للمطالبة بالإفراج عن طالب اعتقل خلال




.. أكسيوس: مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر يوافق على توسيع عمليا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من الطلاب المتضامنين مع فلسطين ب




.. مئات المحتجين يحاولون اقتحام مصنع لتسلا في ألمانيا.. وماسك ي