الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التظاهر بين المشروعيه ..... التسييس

احمد الجوراني

2011 / 9 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


التظاهر هو حق مشروع كفلته الدساتير في الدول الديمقراطية تمارسه الشعوب واحزاب المعارضة التي خارج الحياة النيابية،ففي العهد الملكي كانت هناك تظاهرات تطالب في سقوط الاستعمار واسقاط المعاهدات والوزارات كما تقوم النقابات العمالية بتظاهرات للمطالبة بتحسين ضروف العمل والتأمين الصحي وتحديد الاجور وساعات العمل وألغاء الفصل التعسفي وكانت هذه التظاهرات تدعم من قبل احزاب المعارضة النيابية بصورة سرية وذلك احتراما للاعراف والقيم الدستورية حيث ان هذه الاحزاب مشاركة في الحياة النيابيه . في الانظمة الشمولية الاستبدادية اخذت التظاهرات تأخذ منحى اخر فهي تنظم من الحزب الحاكم وتركز على جانبين الاول هو القائد وتمجيد فكره وسياسته تحت شعارات ( بالروح بالدم نفديك يا-----)و(اذا قال------قال الوطن) حيث يختزل وطن كامل بترابه وشعبه وثرواته بشخص القائد حتى باتت ابتسامته وما يطلقه من(سعال) ضرورات تاريخية،والجانب الثاني هو القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي حيث ان الشعوب لها مطلق الحرية في اقامة مثل هذه التظاهرات وبمباركة الحزب الواحد والقائد الاوحد ولو كل يوم والغرض منها ابعاد المواطن عن المطالبة بحقوقه المشروعة بالعيش الكريم والعدالة الاجتماعية والتحول نحو نظام ديمقراطي تعددي يكفل له حرية التعبير عن الرأي وأختيار ممثليه عن طريق صناديق الاقتراع بدل الذين جاؤوا عن طريق الانقلابات العسكرية وعلىظهور الدبابات،بذريعة ان البلدان العربية في حالة مواجهة مع العدو الاسرائيلي الاولويات هي تحرير الارض المغتصبة,وكأن هؤلاء الحكام كل حاملا سلاحه ومرابطاً على الخطوط الامامية في جهات القتال ليل نهار. لقد كانت المطالبه بالحقوق والاصلاحات تعتبر خطوط حمراء بالنسبة للمواطن العربي في اغلب البلدان العربية التي تتشارك مع بعضها بالاستبداد والشمولية حتى ان مجرد حديث المواطن مع نفسه بها يودي به أما الى مقبرة جماعية او ما وراء الشمس،الى ان جاء الربيع العربي الذي اسقط حاجز الخوف لدى المواطن بعد ان اصابه البأس من قيام هذه الانظمة بالاصلاحات فخرجت مظاهرات الشباب العربي في هذه البلدان لتتحول الى انتفاضات شعبية عارمة اطاحت وستطيح بكراسي متهرئة نخرها السوس بقت جاثمة على صدور الشعوب لاكثر من عقدين من الزمان. في العراق خرجت تظاهرات نقية وعفوية تحت نصب الحرية في ساحة التحرير لشباب مطالبين باصلاح سياسي وحقوق خدمية ومعاشية مشروعة بعيدة عن التسيس والاجندات الحزبية ولكن هناك تيارات واحزاب مشاركة في العملية السياسية والحياة النيابية ولها وزراء في الحكومة ونواب بعدد مؤثر وفاعل في مجلس النولب تحاول ان تستثمر هذه التظاهرات لصالحها وتشوة نقائها واخذت وتلوح بين الحين والاخر باللجوء الى الشارع في تظاهرات مليونيه لتحقيق مطالب المواطن العراقي المشروعه في الوقت الذي تتوفر لديهم وسائل ديمقراطيه اخرى لتحقيق هذه المطالب من خلال وزرائهم ونوابهم ,فهل استنفذت جميع الوسائل الاخرى لتعيد الكره الى ملعب المواطن ام هو عجز الاحزاب عن ممارسة دورها ام هو ابتزاز سياسي؟.
نحن لسنا ضد التظاهر ولكن نقول للاحزاب والكتل جميعاً وبدون استثناء اتركوا المواطن العراقي يمارس حريته وحقوقه الديمقراطيه التي هي ناتج عرضي من نتائج الاحتلال الامريكي وليس لكم فضلاًً فيه ,اتركوه بعيدا عن مناكفاتكم السياسيه ولاتشوهوا نواياه الحسنه بصراعاتكم لقد سئم الشعب منكم ومن تناحركم وقد مضى على اغلبكم اكثر من ست سنوات وهو في العمليه السياسيه ولم تقدموا له سوى الوعود الكاذبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي