الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصادر الارهاب تبحث عن سبل مكافحة الارهاب !!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2004 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


انعقدت في الفترة الاخيرة ثلاث مؤتمرات حول الاوضاع الامنية في العراق ، ففي نهاية الشهر الماضي انعقد في شرم الشيخ مؤتمر لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق بالاضافة الى امريكا ومصر والامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وخلال الايام المنصرمة انعقد مؤتمر في طهران لوزراء داخلية الدول المجاورة للعراق بالاضافة الى مصر والامم المتحدة ، و كانت امريكا الحاضر الغائب فيه ، تزامن انعقاد هذا المؤتمر مع اجتماع آخر في البحرين للدول الخليجية للبحث في سبل تجفيف المصادر المالية للمنظمات الارهابية ووقف غسيل الاموال.
لا شك ان الارهاب الاسلامي المنفلت العقال الذي يمارس وبوحشية فنون قتل البشر بابشع الصور، يجب ان يوقف عند حده ، ويجب ان تتوقف هذه الهجمة الرجعية التي تريد تحويل العراق الى افغانستان اخرى ، مستفيدة من سياسات امريكا الارهابية في العراق وفي فلسطين ، وفي ظل غياب ملحوظ للقوى العلمانية واليسارية والاشتراكية .
الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل يمكن لهذه المؤتمرات ان تنهي هذا التوحش وتضع حدا لارهاب الجماعات الاسلامية ؟ الجواب ببساطة كلا ، فلو عدنا قليلا الى الوراء ودققنا في هويات بعض المشاركين في هذه المؤتمرات لوجدنا دون عناء بانها هي نفسها مصدر الارهاب ، فامريكا التي مولت ودعمت المنظمات الاسلامية ابان الاحتلال السوفيتي لافغانستان ، كانت عاملا مهما في بروز هذه التيارات الاسلامية الرجعية على الساحة ، ،هذا بالاضافة الى ان امريكا كانت ولا تزال ام الارهاب ليس في العراق وافغانستان فحسب ، بل وفي العالم ايضا . الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الاخرى ومنذ سيطرتها على السلطة بعد سقوط الشاه كانت ولا تزال لها اليد الطولى في ممارسة الارهاب ودعمه بشتى الطرق بدأ من تصفية معارضيها في الخارج ومرورا بدعمها للمنظمات الارهابية خارج ايران واخيرا بدعمها المادي والمعنوي للمنظمات الاسلامية الارهابية في العراق.
السعودية التي كانت الداعمة المالية الرئيسية للمنظمات الارهابية الاسلامية التي كانت تقاتل الاحتلال السوفيتي في افغانستان ، كانت اول دولة تعترف بحكومة طالبان ، هذا بالاضافة الى دورها في مساندة الارهابين في دول المنطقة . فكيف يمكن اذا تصور مصداقية هذه الاطراف التي اجتمعت ، كما تدعي ، للحد من ظاهرة الارهاب؟ وهل يمكن للارهابي ان يمنع الارهاب؟!
ان هدف هذه المؤتمرات قبل ان يكون الحد من ظاهرة الارهاب أو القضاء عليه ، هو كيفية تقاسم وتامين مصالح كل دولة وكل طرف من هذه الأطراف في هذا الظرف العصيب الذي يمر به العراق والمنطقة ، وهذا هو بالضبط الهدف غير المعلن من عقد تلك المؤتمرات.
ان ايقاف دوامة العنف في العراق وسحب البساط من تحت اقدام الارهاب الاسلامي فيه واعادة بناء مؤسسات المجتمع المدني مرهون قبل كل شيء بخروج قوات الاحتلال من العراق واناطة مسؤولية تسيير الحياة والاشراف على الاوضاع في العراق بالمنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الامم المتحدة وتأمين الحريات السياسية والشخصية ومن ثم اتاحة الفرصة للاحزاب والقوى السياسية لممارسة الحياة السياسية بكل حرية والترويج لبرامجها السياسية ليتم بعد ذلك اقامة انتخابات حرة باشراف دولي كي يتم انتخاب برلمان وحكومة تمثل ارادة غالبية الجماهير في العراق .
‏الخميس‏، 02‏ كانون الأول‏، 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة الأردنية تقر نظاما يحد من مدة الإجازات بدون راتب لمو


.. حرب غزة.. هل يجد ما ورد في خطاب بايدن طريقه إلى التطبيق العم




.. حملة ترامب تجمع 53 مليون دولار من التبرعات عقب قرار إدانته ف


.. علاء #مبارك يهاجم #محمد_صلاح بسبب #غزة #سوشال_سكاي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. كيف وقع كمين جباليا؟