الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن البعث والحوار الوطني....!؟

جهاد نصره

2011 / 9 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من المفترض أن تكون انتهت إلى غير رجعة مسألة أن حزب البعث قائد للدولة والمجتمع أو في الدولة والمجتمع إذ لم يعد معقولاً بعد أن استنفز الحزب فرصته التاريخية وفشل في أن يبعث أيٍ شيء طيلة خمسين سنة ثم إذا به يكشف في هذه الأيام المأزومة عن خرافة المليونية التي تغنى بها على عادة ومثال الأحزاب القائدة التي انتهى مصيرها إلى متحف التاريخ..! لقد انكشف الوهم الكبير وصارمشروعاً السؤال عن حالة وأهمية وحقيقة وجود مئات الآلاف من أعضاء الحزب في مدن حماة وحمص و ادلب و درعا والدير وبانياس ومعظم المدن الشرقية الشمالية..!؟
لقد أثير منذ زمن بعيد موضوع الكم الحزبي البعثي وهي حالة مرضية عرفتها غالبية الأحزاب التي وصلت إلى السلطة بحيث يتحوَّل الحزب إلى ما يشبه الشركة المتضخمة غير المنتجة وهي بطبيعة الحال تبقى معرَّضة للإفلاس في كل لحظة وعلى هذا فإنه لم يعد مقبولاً بعد اتضاح المحتوى الحقيقي للتنظيم البعثي أن يبقى على ما هو عليه..! فكيف أن يقود هو بذاته المتورمة عملية الإصلاح.. ثم إدارة الحوار الوطني الهادف إلى بناء دولة المؤسسات..!؟
لا بد من الاعتراف مهما تأخر الزمن بأن حزب البعث سقط في الامتحان، وأنه لم يتمكن من استثمار المقدرات التي أتيحت له بحيث بقيت شعاراته وأهدافه وتطلعاته حبراً على ورق الأمرالذي يملي عليه أن يعمل بوحي هذه الحقيقة فيبحث في مؤتمره القريب عن إمكانية أن يبعث نفسه من جديد قبل أن يتحدث عن بعث أي شيءٍ آخر...!؟
لقد سبق وأن اعترفت السلطة منذ زمن طويل بحجم الفساد المروع المنتشر في أوصالها..! ثم اعترفت أن الفساد في عهد البعث صار ثقافة عامة ولكن من دون أن تشير إلى حقيقة أن البعثيين هم الذين هيمنوا على كافة مفاصل الإدارات والمصالح الحكومية الأمر الذي يعني ببساطة القول إنهم كانوا ولا زالوا صناع وحراس هذا الوباء المدمر..!؟ وفي هذا المحفل أقرَّت السلطة إبان حقبة الرئيس الراحل بحالة الفساد المستشري وأعلنت عن خطة لمكافحته تحت عنوان ( من أين لك هذا ) لكن، ولأن شبكة أعضاء الحزب القائد هم الذي كانوا ولا زالوا يسيِّرون ويديرون ويهيمنون على كافة مرافق الدولة ومؤسساتها، فقد كان طبيعياً أن تفشل الخطة فشلاً ذريعاً اللهم ما عدا سقوط عدد صغير من الموظفين الفاسدين الصغار تمَّت التضحية بهم على مذبح حماية الفاسدين الكبار..!؟
أما كيف يبعث الحزب نفسه من جديد فإن لهذا المسعى أكثر من مسار من بينها أن يقوم بحل نفسه وتسليم مقراته إلى مؤسسات الدولة التي يجري الحديث عن الرغبة في إعادة بناءها تدريجياً وفق المعاييرالمطلوبة وطنياً على أن يعاد تأسيس الحزب أسوة بالأحزاب التي ستتأسس وفق قانون الأحزاب على علاته وفي هذه الحالة لا غير يصح الحديث عن صدق نوايا السلطة وعزمها على إعادة السياسة إلى المجتمع.. وعن تكافؤ سياسي بين الأحزاب.. وعن دستور عصري وانتخابات ودولة مؤسساتية وغير ذلك..! إن قرار السير على هذا المسار يشكِّل فرصة ثمينة لكي يستعيد حزب البعث حيويته النضالية السابقة التي افتقدها فور وصوله إلى السلطة وما دون ذلك فإنه لن يكون للحوار الوطني نتائج جدية وجادة مهما كثرت الوعود...!؟ إن الحوار الوطني الجاد والمثمرالذي يضع البلاد على مسار العافية يبدأ أول ما يبدأ وبعيداً عن الحماسة الانفعالية والعواطف الوطنية الجياشة في البحث عن والاتفاق على الآليات الفعَّالة الفورية الكفيلة باستئصال سرطان الفساد بكل أشكاله ومستوياته ورموزه فمن غير ذلك لن تكون هناك بيئة صالحة تضمن نجاح عملية بناء الدولة التي يجري الحديث عنها وعليه فإن كل ما صدرفي سياق مشروع السلطة الإصلاحي الحواري لن يؤدي على الأغلب إلى حلول فعالة حقيقية ملموسة تتيح الخروج من نفق الأزمة الوطنية وسيقتصرالأمر في هذه الحالة على عملية تجميل وماكياج تكفل تمرير الأزمة.. وتأجيل مفاعيلها إلى زمن قادم لكن قد لا يكون بعيداً...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو