الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انسحاب العدل و الإحسان من حركة 20 فبراير : لماذا و كيف ؟؟

وسيم المغربي

2011 / 9 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تروج أخبار كثيرة عن انسحاب وشيك و نهائي لجماعة العدل والإحسان الأصولية من حركة 20 فبراير ، و رغم أنه لحد الساعة لم يصدر عن الجماعة ما يؤكد ذلك رسميا ، إلا أن الأحداث و الإشارات كلها تدل على طلاق وشيك و نهاية ما سماه البعض زواج المتعة بين اليسار و الجماعة الذي استمر منذ 20 فبراير الماضي ... و يعزز فرضية صحة هذه الأخبار ما ينشره مؤخرا موقع هسبريس القريب من الإسلاميين من مقالات لعدليين أو متعاطفين معهم ، تهاجم بشكل قوي اليساريين و بعض قياداتهم وصلت حد نعتهم باللادينيين و أعداء الإسلام الذين يحملون مشروعا غريبا عن هوية المغاربة ( كذا) و غيرها من التهم التي تنهل من قاموس التكفير الذي يحفظه الإسلاميون عن ظهر قلب .. إضافة إلى ذلك ، هذا الإنزال الكبير و الحاشد في صفحات الفيسبوك للعدليين و دعوتهم إلى رفع شعارات دينية و أعلام السعودية في مسيرات حركة 20 فبراير التي تنظمها يوم الأحد 11 شتنبر ، و الذي يعتبر بمثابة دعوة صريحة للخروج عن الأرضية التأسيسية لحركة 20 فبراير و شعاراتها المعروفة .
الواضح أن هناك قرارا ما اتخذته الجماعة ، فالمعروف أن أعضاءها لا يتصرفون بمنطق الاجتهاد و الرأي الشخصي ، و إنما يصرفون أوامر القيادة ، فالجماعة في النهاية هي زاوية حقيقية حيث الشيخ هو المفكر المقرر الآمر الناهي ، والأعضاء/ المريدون عليهم طاعته و تنفيذ أوامره بدون نقاش ...

يتذكر العدليون جيدا تجربة أخرى في العمل المشترك مع اليساريين ، و ذلك في منظمة مساندة العراق و فلسطين ، حيث أدى عدم التزامهم بشعارات إحدى المسيرات الوطنية الداعمة للعراق و فلسطين إلى طردهم نهائيا من المنظمة التي يسيطر عليها اليساريون ، و ربما يجد العدليون في الخروج عن شعارات حركة 20 فبراير مخرجا أقل إحراجا لإنهاء تواجدهم بها بطريقة تخفي السبب الحقيقي الذي جعل العدل و الإحسان تنسحب من أكبر حركة احتجاجية عرفها المغرب في العصر الحديث .

تتجه كل المعطيات إلى أن العدل و الإحسان قد تكون توصلت إلى صفقة سرية مع المخزن عبر وساطة سفارة أمريكا بالرباط ، يجري بموجبها انسحابها من حركة 20 فبراير و بالمقابل تخفيف الضغط الأمني و الإعلامي عن الجماعة و مواصلة الحوار في انتظار الاعتراف المتبادل بين الطرفين ، يعزز هذا الطرح معطيين اثنين ، أولهما ما ثبت عن ويكيليكس و تأكد فيما بعد بالصور الحية التي تناقلتها المواقع الالكترونية من لقاءات بين السفير الأمريكي و قياديين بالجماعة أعلنوا فيها رغبتهم في تأسيس حزب سياسي .. المعطى الثاني ما نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية الذائعة الانتشار و المقربة من الأوساط الحاكمة في واشنطن في تقرير لها عن المغرب صدر مؤخرا، بأن الملك محمد السادس استطاع أن ينقذ حكمه من أمواج الربيع العربي العاتية ، و هذا دليل آخر على علم المجلة بصفقة سرية ما أبرمها النظام و العدل و الإحسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرسيليا على أتم الاستعداد لاستقبال سفينة -بيليم- التي تحمل ش


.. قمع الاحتجاجات المتضامنة مع غزة.. رهان محفوف بالمخاطر قبيل ا




.. غزة: ما هي المطبات التي تعطل الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. البنتاغون: الانتهاء من بناء الميناء العائم الذي سيتم نقله قر




.. مصدر مصري: استكمال المفاوضات بين كافة الأطراف في القاهرة الي