الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقد على الكارثة .. عقد على التساؤلات!

جمال الخرسان

2011 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


وسقط البرجان فتحوّل الامان الى خوف.. الى قلق، تراجعت عقارب الساعة الى الوراء، توقف الزمن في لحظة ما في الولايات المتحدة الامريكية.. بلد كان ولا يزال مثالا للاستقرار والشموخ الامني ويتوفر فيه كل ما يلزم لذلك وغيره من مظاهر الحداثة التكنلوجية، انه ايلول ذلك الثلاثاء العجيب والذي مثل انعطافا امنيا في اروقة الكواليس الامريكية لا بل في جميع بلدان العالم، فامريكا نموذج الاستقرار الامني وحينما يخترق ذلك الاستقرار ليس بوسع الجميع الا ان يقفوا على اطراف اصابعهم!
بضعة طائرات في سماء الولايات المتحدة الامريكية خرجت عن سيطرة الجميع وليس ثمة من يسترجعها او يسيطر عليها، فلا صواريخ البنتاغون ذاتية الانطلاق فعلت شيئا، ولا اثر لما اشيع من وجود انظمة سرية للسيطرة على اساطيل الطيران في سماء بلدان العالم الاول، ولا يعلم أحد ماهي الاسباب؟!
الامريكيون متفاجئون وهذا من حقهم فبلادهم المتباعدة الاطراف خاضت عديدا من الحروب لكنها كانت في كل مرة بعيدة عن متناول النيران الا هذه المرة.
مرّ الحادي عشر من ايلول عام 2001 وترك للجميع خلفه بين ركام الاحداث ركاما هائلا من التساؤلات. كتب الكثير عن القصة وعن ابطالها .. وعرض الاعلام افلاما وثائقية وبرامج حوارية ملأت الخافقين، ومع ذلك فإن الاصبع لم يوضع على الجرح حتى هذه اللحظة، فالتفسيرات مطاطة وابواب الفرضيات مفتوحة على مصراعيها. مرّ عقد من الزمن على عاصفة مانهاتن .. لكن النظرة لازالت سوداوية جدا عن العرب والمسلمين، الاسلام كان ضحية ابناءه فالعقيدة الاسلامية وضعت حتى اشعار آخر في دائرة الارهاب، هذا هو الواقع ومن يتعاطى مع المؤسسات الغربية يعرف ذلك جيدا.
نعم هناك من لا يستحقون العيش تحت نعمة الحريات في أمريكا واوروبا وما يتوفر هناك من عيش كريم، لكن ذلك لاينفي حكما سلبيا نمطيا عن عامة المشرقيين فيما يتعلق بالاولويات الامنية هناك، بعد الان لاتمثل الجنسية التي يحصل عليها المواطن من اصل اجنبي في معظم بلدان الشمال حصانة كما في السابق، وانه من السهولة بمكان في العديد من البلدان الاوروبية في حالة الاتهام بأي جناية ان يجرّد الشخص من الجنسية المكتسبة، خصوصا بعدما اصبح ذلك الحق من صلاحيات الجهاز التنفيذي! الامثلة على ذلك كثيرة في امريكا، فرنسا، هولندا، وغيرها من بلدان العالم، فالسلطات الهولندية عرضت مرتبات شهرية على الافراد والعوائل حملة الجنسية الهولندية من اصول اجنبية وخصوصا اذا كانوا من اصول شرقية اذا ما تنازلوا طوعا عن الجنسية الهولندية وعادوا الى بلدانهم الاصلية.. وهناك امثلة اخرى مشابهة تحصل شيئا فشيئا في العديد من البلدان الاخرى.
لقد اعطى الحادي عشر من ايلول جرعات قانونية اكبر للبلدان الغربية بشكل عام تحد من حريّة تحرّك الجاليات وتضيق عليها بعض الشيء، ناهيك عن الطريقة المختلفة التي تتعاطى بها الاجهزة الامنية وخصوصا امن المطارات مع المسافرين من ملامح شرقية وهناك بروتوكولات امنية غير مسلط عليها الضوء معممة على جميع مطارات بلدان اوروبا وامريكا الشمالية تتعاطى بشكل خاص مع المسافرين المسملين. الشرقي اصبح متهما حتى تثبت برائته! وذلك من جملة تداعيات الحادي عشر من ايلول!
ان البلدان الديمقراطية أُجبرت بعد كلما حصل من تطورات امنية وبسبب غباء البعض.. على التعامل مع الاجانب بطريقة فيها شيء من التعسف. الظاهرة لازالت تمارس هوايتها وكل يوم تتغير القوانين نحو مزيد من التضييق على الحريات. التطرف لايولد الا تطرفا .. وهذا ما يفسر صعود الجبهات اليمينة في معظم اوروبا ناهيك عن ظهور تنظيمات عنصرية سرية وعلنية مثيرة للقلق! وما حصل في النروج جزء من ذلك المشهد.
تمر السنون على احداث الحادي عشر من ايلول وتتغير معها طبيعة التعامل مع المسلمين واصبحت بعض القوانين والاجراءات لا تتناسب مع الثقافة الديمقراطية المعروفة هناك، لكن رغم كلما حصل لا نلومهم اذا كنا نحن الذين نصدر لهم ادمغة مفخخة!
جمال الخرسان
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة