الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مفكرة ثورة 3 : مازال الحوار اكثر الحاحا

الفيتوري بن يونس

2011 / 9 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


قبل السابع عشر من فبراير دعوت كما فعل كثير غيري إلى حوار وطني يشمل كافة ألوان الطيف الوطني قوبلت بصمم استعلائي أحيانا إن لم يكن بوعيد صارم من الطرف الذي كان يعتبر نفسه الأقوى والمتحكم في زمام الأمور ورغم أن مياه كثيرة بل فيضانات ثورة وشلالات دم قد جرت تحت الجسر بل وفوقه أيضا بعد ذلك التاريخ أدت إلى انقلاب في موازين القوى ، إلا أنني اعتبر أن هذه الدعوة لا تزال قائمة ومازلت وكثير غيري متمسك بها بل اشد تمسكا و أكثر إلحاحا عليها من ذي قبل وبنفس مدعويها السابقين بمن فيهم أولئك الذين هددوها بالسحق أو تجاهلوها استعلاء وان حدث تغير في أجندة الحوار ليس من باب الإملاء و إنما اتساقا مع ما وصلت إليه الأمور .
طبعا قد يقول قائل أن أوان الحوار قد فات بالنسبة للنظام الذي لم يعد أمامه إلا أن يجر أذيال خيبته ويرحل وبعدها يمكن لنا أن نتحاور وهو طرح وان بدا للوهلة الأولى صائبا باعتباره المطلب الرئيسي للثورة الشعبية حقا ، إلا انه ليس كذلك إلا إذا كان تعريف النظام منصرف فقط إلى العقيد القذافي و أولاده وهو حتما تعريف غير دقيق إذ يجب لكي يكون كذلك علينا أن يضاف إليه الجهاز الإداري متمثلا في الوزراء وشاغلي الوظائف العليا في الدولة و اللجان الثورية كجناح فكري و الكتائب الأمنية والحرس الثوري جناحا عسكريا وهؤلاء وغيرهم يمثلون قل عددهم أو كثر جزء لا يتجزأ من الشعب الليبي وهم أناس فعلوا ما فعلوا إما إيمانا بشعارات القذافي مغسولي الأدمغة أو اقتناعا أو رغبة بشرية في الاستفادة بسلطة أو ثروة أو ولاء قبليا أو حتى من اجل لقمة عيش .
وقفل باب الحوار في وجه هؤلاء باعتبارهم جزء من النظام يعني ببساطة مزيدا من الدماء التي تسيل و الأرواح التي تزهق لان المسألة عندها ستكون بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت لان القذافي جعلهم تحت وطأة الإحساس درجة اليقين أن مصيرهم مرتبط بمصيره .
ما أريد قوله أن ما يجري على أرضنا العطشى لغيث الحرية ليس انقلابا عسكريا هدفه الاستيلاء على السلطة كما فعل القذافي و إنما ثورة شعبية سلمية من اجل غد مشرق لليبيا و جميع أهلها و أول أبجديات الحرية الحوار وقبول الآخر مهما كان متناقضا معنا في الرؤية الفكرية والموقف السياسي بل مهما كان موقفه منا و إلا لما كنا مختلفين عن النظام في شيء .
وعندما أتحدث عن الحوار فإنني اعني حوارا حقيقيا وليس استجوابا وتوجيه اتهامات لأننا وعلى رأي مصطفى مشهور رحمه الله دعاة لا قضاة دعاة حرية ومن أخلاق الداعية إلى أي مبدأ الترفع في خطابه أقول هذا رفضا لمنطق السباب والشتائم والنعوت والتسميات التي تتنافى مع القيم السوية التي يزجيها البعض على القذافي و أركان حكمه وبنفس طريقته فخطابنا الإعلامي وهتافات شعبنا يجب أن تكون مترفعة عن ذلك.
وختاما أقول أن ليبيا للجميع وبالجميع ومن اخطأ أو أجرم فهناك قانون نحيله بمقتضاه إلى منفذيه إن لم يسعه عفونا و إيانا ومصادرة الحريات تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة الذي ذقنا مرارته .
ودامت ليبيا حرة شامخة بكل أهلها ولكل أهلها .


بنغازي 27/2/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله