الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورات الشعوب وازدواجية الدول

حسن احمد مراد

2011 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الاحداث الاخيرة والتغييرات التي طرات على العربي من ثورات وازاحة لانظمة متسلطة كان الكثيرين يتصورون انها ستبقى الى الابد وان طرات عليها تغيرات في حكامها فلا تغدو سوى تغييرفي جزئيات بسيطة لاتخرج عن اطار العائلة الحاكمة والميراث الاسري ، تلك الاحداث كشفت النقاب عن وجوه مستبدة اخرى لطالما تغزلت بحقوق الانسان والحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الشعوب في اختيار مصائرها ، تلك الاحداث ازاحت القناع عن الوجوه الحقيقية لساسة و سياسات دول العالم بشكل عام ، والتي في اغلب الاحيان هي سياسات اللهاث وراء المصالح الاقتصادية والمنافع الخاصة بعيدا كل البعد عن ما يتبجحون به في وسائل الاعلام ، كشفت تلك الاحداث عن تعاطف الحلف الاطلسي والعالم الغربي مع الشعب الليبي في مواجهة القذافي بل ودعمه عسكريا وماديا وبكل قوة في حين غضت الطرف تماما عن ما حدث في البحرين من قمع وقتل واقصاء للشعب البحريني ، في حين جاء هذا التعاطف مع ثورة الشعب السوري خجولا للغاية هذا في الوقت الذي لا يتوانى فيه النظام السورى عن ممارسة القتل المباشر للمواطنين وتعذيبهم واعتقالهم حتى بلغ الامر بهذا النظام الدموي الى تعذيب الاطفال داخل المعتقلات والسجون تعذيبا اودى بحياة العديد منهم وشوه اخرين كثيرين نفسيا وجسديا ، ونفس الموقف المخجل تتخذه الدول الغربية من الشعب اليمني الذي لا يتردد رئيسهم عن ذبحهم كالنعاج وكأن الله خلقهم ليكونوا ذبائح لضمان بقاءه في السلطة . وليس بعيدا عن تلك المواقف نجد الموقف الايراني الداعم للشيعة في البحرين جليا بل وقويا في حين ان هذا الموقف كان مغايرا تماما ازاء ما تعرض ويتعرض له الشعب السوري حيث اعلن النظام الايراني عن دعمه القوي لحفنة من القتلة في سوريا بل والاستعداد التام لارسال الحرس الثوري الى سوريا لغرض المساهمة في ذبح الشعب السوري على ارضه وحتى ان بعض الاوساط تحدثت عن المساهمة الفعلية لحرس الثورة الايرانية وحزب الله اللبناني التابع لايران في قتل وتعذيب السوريين .
وبعيدا عن المواقف الامريكية والاوربية والايرانية نجد كلا من الصين وروسيا في موقف واضح من جميع الثورات من دون رتوش وليست هي بحاجة الى تفسير او تأويل جالسين بصبر وبهدوء تحت يافطة متكوب عليها " من يدفع اكثر " .
اما دول الخليج فلم تكن مواقفها اكثر اشراقا مما سبق بل ارسلوا درعهم العسكري لقتل مواطنيين بسطاء كانوا قد طالبوا بابسط الحقوق في البحرين ودخلوا على خط الوساطة مع اليمنيين لضمان بقاء علي عبد الله صالح في السلطة ، وفي الوقت ذاته وقفوا موقفا حازما ضد القذافي .
وقريبا من الخليج نجد الموقف العراقي الداعم لسوريا ما يبعث على الاندهاش بل والحزن ايضا فالقادة والساسة العراقيون الجدد هم اعلم من غيرهم بمآسي الديكاتورية وانظمة الحكم الشمولية التي تفتك بابناء شعبها ولعل تجربتهم المريرة مع نظام البعث في العراق خير دليل عى ذلك ، فالكثيرين منهم على يقين بان النظام السورى نظام دموي شرس لا يحكم الا بالنار والحديد مثله مثل نظام حزب البعث في العراق تماما ذلك النظام الذي خرجوا عليه عشرات السنين بل و ساهموا بكل الطرق والوسائل في دعوة القوات الاجنبية من جميع دول العالم الى دخول بلادهم بغية القضاء على ذلك النظام فباي وجه حق يدافعون اليوم عن توام البعث العراقي في سوريا الذي بات يتلذذ في ممارسة مسلسل القتل اليومي ضد المواطنين الابرياء ، هذا الموقف المخزي والمخجل من الحكومة العراقية والساسة العراقيين تجاه الشعب السوري مناقض تماما لموقفهم من الثورة في البحرين حين اعربوا عن دعمهم واسنادهم للشعب البحريني ونيتهم في تسيير قافلة مساعدات الى الشعب البحريني .
خلاصة القول اعطت تلكم الثورات من المحيط الى الخليج نموذجا حيا عن صرخات الحق في وجه الظلم والاستبداد ، وان المواقف التي تبنتها وتتبناها الدول في ارجاء العالم هي مواقف مرتبطة مباشرة بالمصالح الاقتصادية والسياسية ولا علاقة لها بالقيم المعلنة مثل الديمقراطية والحرية كما تدعي الولايات المتحدة واوربا وان العدالة للشعوب التي نادت بها الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ ثلاثين عاما هي محض شعارات جوفاء لاتمت الى الواقع بصلة وكلمة الحق التي نسمعها كثيرا في الخطب والشعارات السعودية ليست سوى خزعبلات وتفاهات لا قيمة لها ، اما الديمقراطية والحرية التي ينادى بها السادة والساسة في "العراق الجديد " فهي لم تكن سوى بضع جُمل كان الهدف من ورائها هو الضحك على الذقون والوصول الى سدة الحكم ليس الا وكان استهتارا واستخفافا بالمواطن العادي الذي صدق بالكثير من تلك الجُمل وبنى عليها احلاما وردية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو