الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدر- قصة قصيرة

حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)

2011 / 9 / 11
الادب والفن


جلست أمامه هادئة، تنظر في عينيه، والفرحة تغمر قلبها. جلست بفستانها الأبيض، الذي ما زال يزيّنها، ولم تشعر برغبة في خلعه، فلطالما انتظرت تلك اللحظة التي تلبسه له، حلمت بها، وعانت الكثير حتى تحقّقت لها رغبتها التي ظلت تشتعل في داخلها مدة طويلة، ولكن... هذه المرة... بمساعدة القدر.

نظر إليها، إلى كل جزء من جمالها الأخاذ، وطالت نظراته. لم يكن يتصوّر قبل أقل من سنة، أن هذه المرأة التي أمامه هي التي ستشاركه هذه اللحظة. كم هي جميلة... ورقيقة! لم يكن يرى جمالها ولا يحسّ برقتها لسنوات طويلة. ولكن، يبدو أن المرء ليس من يرسم قدره بيده... بل ترسمه له يد خفية.

قالت: "أحبك،" بصوتها الهادئ، الناعم، وأضافت: "ولم أحب سواك في حياتي."

"أعرف." قال.

ولم يكن ينسى كم من مرة قالت له تلك الكلمات من قبل، دون أن تهزّه أو تثير فيه شيئا! وكم من مرة حاولت كسب حبه! وكم من مرة حاول أن يفهمها أن قلبه ليس لها، وطلب منها أن تكفّ عن ملاحقاتها له، فهو مغرم بامرأة أخرى، ولا يحلم إلا بها، ولن يتركها من أجلها ولا من أجل غيرها، مهما قالت ومهما فعلت.

وكانت حبيبته كثيرا ما تنزعج منها، والخوف ينتابها، حين يهجس في صدرها أنها قد تفقد من تحب بسبب تلك المرأة. إلا أنها سرعان ما أدركت مدى شهامته وحبه وإخلاصه لها، فزال خوفها، ولم يعاودها القلق مهما فعلت.

فاستسلمت المرأة الأخرى حين باءت كل محاولاتها بالفشل، وأصيبت بخيبة أمل كبيرة ممزوجة بالغضب، لأنها، لأول مرة في حياتها، لا يتحقق ما تريد! وما بالك أنه أكثر ما أرادت تحقيقه في حياتها!

ولكنها لم تكن تعلم بما يخبّئ لها القدر، ولا هو كان يعلم.

مرّت شهور.

وذات يوم، إهتزّ كل كيانه بخبر وفاة حبيبته في حادث سيارة، وغرق في حزن وألم واكتئاب، بعد أن فقد الإنسانة التي أحبها حبا كبيرا وصادقا لسنوات طويلة، في الوقت الذي كان الأقرب كي تصبح من نصيبه.

ولكن... حدث ما حدث وقلب الأحوال رأسا على عقب.

نظرت إليه عميقا، وسألت: "أما زلت تفكّر بها؟" وأحسّت بداخلها بشيء من الخوف والقلق ... وحتى الغيرة أمام هذا التفكير.

ولكنه أجابها بعد برهة قصيرة: "بل أفكّر بالقدر."

فقالت له: "إذن، أنت تفكّر بي. فأنا قدرك، أليس كذلك؟"

إبتسم لها واحتضنها بدفء. ومنذ تلك اللحظة، لم يشعر إلا بها، ولم يفكّر إلا بها. وكم صدقت بقولها. إنها قدره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في اليوم التالي
نزيه كوثراني ( 2011 / 9 / 13 - 15:19 )
في اليوم التالي اكتشف رعب المفاجأة وهو يعود إلى الماضي ليوقظ عشقه أو حبه الدفين وتساءل مع نفسه من يحيي الحب وهو رميم. وكيف عاد في لحظة صعبة ليمسك بامرأة في الذاكرة عوض أن يعيش الحياة ويحلم برحابة حب قادم في الأفق وهو يردد في دواخله العميقة أجمل الحب لم يولد بعد . رأى نفسه في المستقبل القادم محفوفا بحب كبير يشمل ليس حبيبته بل أيضا الآخرين .لامت وعاتبت بشدة نفسها وهي تجد كيانها قد سيجه الانتظار في جبة الماضي منتظرة موت حبيبة زوجها . أن تمضي الحياة نحو أروع الخلق والإبداع وهي متشبثة بأهداب القدر كأن حياتها اختزلت في موت الآخرين وهي تتخيل نفسها قصة لحب على أعتاب قبور هم .في لحظة صغيرة في الزمن أدرك كل واحد من هما أن القدر جزء من الماضي رابض في الموت ولاشان له بالحياة ومن ثمة استحالة نبض الحب في هيكل الماضي لان الحياة تحتاج إلى شساعة أفق ينازع الشمس في الشروق لا إلى ذاكرة قبر على رصيف الحب لقدر ليس أكثر من قصة قصيرة


2 - من اجل قصة تفاعلية
نزيه كوثراني ( 2011 / 9 / 24 - 18:14 )
انتفضت الحياة في أعماقهما وهي تفجر زوايا أخرى ظلت معتمة ومتوارية نتيجة استسلامهما لضيق في الرؤية للذات والآخرين والعالم .والآن وهما يكتشفان هذا التعدد الخصب اللانهائي للانا يدركان كم كانت الخسارة كبيرة وهما يخضعان للغة الظروف و القدر وكأن الحياة تحركها صدف عمياء تختار لنا لحظات الفرح القليلة وكما من الأتراح المحبطة للإرادة والمولدة للأحزان والألم .هو قال في دواخله بصمت يشوبه التأمل العميق بان الحياة الحقيقية لا تنثرها الرياح على الطرقات كأوراق الخريف بل تولد من الم الذات وهي تخوض معاناة تجربتها على حافة الموت المطلة على عشق الحياة وحب الآخرين .آه كم هو جميل أن تدرك بحرارة جدارة أن تكون إنسانا وكم هو مؤلم أن نقدم بعضنا قرابينا لتفاهة تكرار الحياة المألوفة في الفهم والنظر والتفكير والعلاقات ...


3 - يتبع
نزيه كوثراني ( 2011 / 9 / 24 - 18:43 )
كانت تنظر في الأفق البعيد وهي تدرك لأول مرة أن هناك حياة أكثر عمقا من رؤيتها التي كانت لاتتجاوز محيطها الصغير عندها قالت بحسرة لاتخلو من نقد ذاتي كم هو مؤلم إلى درجة الغثيان أن يعيش الإنسان بدون أفق وهو لايرى أكثر مما يرتسم أمامه . وأردفت بحدة وهي تغير صوتها الداخلي بقسوة في محاسبة الذات الحب الحقيقي لاينام على سرير الموت وليس كفنا لأحلامنا نحنط فيه الحياة بل انه القادم والآتي والمتجدد باستمرار بعيدا عن غرف الإنعاش و الانتظار .تململت قليلا وهي تغير جلستها وكأنها تتحرر من الأفكار القديمة المثقلة بنسيج العنكبوت ..كانت الفرحة تكبر في قلبها وهي تعيد ترتيب الأفكار والمواقف والعلاقات كما غيرت منظورها بنوع من تعدد الزوايا ..فرح غامر يسري في الأعماق وهي تكتشف فرص واختيارات أخرى للحياة تنبع من حب يشهد مخاض الولادة مثل الربيع وهو يفجر الحياة في النبات والأشجار والحيوانات والإنسان والطيور ...


4 - يتبع
نزيه كوثراني ( 2011 / 9 / 24 - 22:09 )
... كانت تنظر في الأفق البعيد وهي تدرك لأول مرة أن هناك حياة أكثر عمقا من رؤيتها التي كانت لاتتجاوز محيطها الصغير عندها قالت بحسرة لاتخلو من نقد ذاتي كم هو مؤلم إلى درجة الغثيان أن يعيش الإنسان بدون أفق وهو لايرى أكثر مما يرتسم أمامه . وأردفت بحدة وهي تغير صوتها الداخلي بقسوة في محاسبة الذات الحب الحقيقي لاينام على سرير الموت وليس كفنا لأحلامنا نحنط فيه الحياة بل انه القادم والآتي والمتجدد باستمرار بعيدا عن غرف الإنعاش و الانتظار .تململت قليلا وهي تغير جلستها وكأنها تتحرر من الأفكار القديمة المثقلة بنسيج العنكبوت ..كانت الفرحة تكبر في قلبها وهي تعيد ترتيب الأفكار والمواقف والعلاقات كما غيرت منظورها بنوع من تعدد الزوايا ..فرح غامر يسري في الأعماق وهي تكتشف فرص واختيارات أخرى للحياة تنبع من حب يشهد مخاض الولادة مثل الربيع وهو يفجر الحياة في النبات والأشجار والحيوانات والإنسان والطيور ...


5 - يتبع
نزيه كوثراني ( 2011 / 10 / 7 - 22:21 )
هاأنت تعود الى الكتابة بعد أن تشقق الصمت اللعين .عندما أعدت قراءة ما كتبته لمت نفسك كثيرا لأنك لم تكمل ما كنت قد بدأته . الغريب في الأمر انك بعد القراءة صارت لك رؤية أخرى لكل ما سبق .هكذا أنت دائما ترفض الثبات وتعشق صيرورة الحياة . اكتشفت شقوقا وثغرات جعلتك بعيدا عن الإبداع الحقيقي . رغم ذلك كنت مصرا على عدم تغيير النص السابق . وهل تستطيع .لعل الفرح القادم قلب تفكيرك ولم تستطع أن تحسم أمر الكتابة .ما كان يصعب عليك هو البداية وبالتحديد كيف يمكن للكتابة أن تستوعب كل هذا الجنون بفرح الحياة . لاشيء يفسد علي الحياة غير ذاكرتي . فهي عداد لايتوقف . تحاسبني وتستفزني .لها أسئلتها . كلما جربت الهروب بخيالي الجامح من الهموم والأحزان التي تطوقني .


6 - يتبع
نزيه كوثراني ( 2011 / 10 / 7 - 22:23 )
اتركها متسللا عبر تخيلاتي نحو عوالم الفرح القادم وأنا لا اطلب أكثر من قطعة من القمر لعبور هذا الليل العنيف . إلا أنها تفاجئني بصرخاتها ففيها مكمن التباسي وتعثري . أنا الواهم الحالم بالوقوف على الحقيقة . ربما تخلى الإنسان البدائي عن الحياة الخالدة عندما صارت له ذاكرة . وضد حياة ضيعها بدأ يؤله الأشياء ويغزل أساطير السماء لأنه فقد سر الخلود .موتي في ذاكرتي . وأنا العاشق للحياة . ذاكرتي لها أرقام وتواريخ وصور تنشرها أمامي . تنتزعني بسخرية نزقة من هذه الديمومة الأبدية . ألا تخجل يا رجل أن تنسى حبيبة قلبك...


7 - قبل ان تطوي الصفحة
نزيه كوثراني ( 2011 / 10 / 10 - 10:36 )
اتهام ذكي كنت اعتقد انك اقتحمت حياتي فيما يشبه التسلل وإذا بك تجعلني مندسة في ثناياك لاعتلي منصة ذاكرتك أو دماغك فجأة كموت أو كماض يتربص بك في وقت لست إلا حضورا ينقل خطواتك في دروب الحياة .كحلم يسقط ويسقط إلى أن يدرك سر الحركة وبناء الذات .انهض أيها المدثر بوهم الفرح الكاذب بالقبض على الحياة الأبدية .أورثك استعذاب لذة الأحلام بحرقة الألم حرفة الانتظار .الست تذكر ما قالته عجوز البحر حين كنا على الشاطئ بان الأحلام تكره من ينتظرها .فهي لا تكف عن دق أجراس عتبات الليل لنغتسل من أحزاننا ونتخلص من توابيت الموت في ذاكرتنا ونجدد أمل لقائنا بالحياة وحب الحياة في الذين أو اللواتي نحبهم ...أنا ما اخترت الزوايا المعتمة كما تتوهم ولم أكن محطمة إلا لاكتشف مناطق ظلي وهذه طقوسي لأسبر أغوار الحزن والفشل لانبعث من رماد مرجل الزمن جميلة قوية رائعة في عشق الحياة إلى حد الجنون حيث يكمن سر الجديد والإبداع بعيدا عن هذيان المقابر وعبادة المألوف


8 - ارجوك ان لا تعو...
نزيه كوثراني ( 2011 / 10 / 10 - 10:39 )
.في الحقيقة أحسدك على تلك الصلابة في المحن وأنت ستمتد القوة والحياة من أشياء صغيرة متناثرة بين أقدام غرور الناس في استسلامهم لصناعة الموت والفشل تحت غطاء الظروف وقسمة الحياة .وأنت تداعب الأطفال وتتحول بإصرار إلى طفل صغير وتضحك معهم دون تكلف أو تصنع كنت تتجدد وكان وجهك يفضحك بتقاسيم الفرح ونبض الحياة وهو ينضح على محياك . هذا ما كان ينقصني في امتلاك الجرأة للانضمام والالتحام بعرس الحب وانتم في غمرته وحضرته منتشون . أو حين يأخذك الصمت في بحر أمواجه تمتد عميقا في الأدغال كحطاب ينتقي بعناية ما يصلح لحريق الأيام وهو يتخلص من أشواك العوسج...

اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس