الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوردغان نموذج للزعماء للقادة العرب

عزام يونس الحملاوى

2011 / 9 / 12
السياسة والعلاقات الدولية


اوردغان نموذج للزعماء للقادة العرب
بقلم الكاتب// عزام الحملاوى

إن الخلاف الكبير الموجود اليوم بين تركيا وإسرائيل على اثر الهجوم على أسطول الحرية الذي كان قادما إلى غزة لرفع الحصار الظالم عنها انهي على العلاقات المتميزة بين تركيا وإسرائيل, وزاد من عزلة إسرائيل بعد أن كانت تركيا اكبر حليف لها, حيث كانت تربطهما علاقات وثيقة على كافة الصعد السياسية والتجارية والسياحية والعسكرية, وأصبحت تركيا تشكل خطرا على إسرائيل, وبذلك تكون إسرائيل قد خسرت احد حلفائها الأقوياء في العالم الإسلامي في وقت يشهد به العالم العربي العديد من الثورات.منذ ذلك الوقت, أصبحت السياسة والمواقف التركية أكثر دعما وتأييدا للحقوق الفلسطينية, ولقد كان هذا واضحا منذ أن انتقد اوردغان السياسة الاسرائلية في منتدى دافوس2009 , حيث وجه اوردغان اتهامات خطيرة لشمعون بيبرس حول السياسة الإجرامية لإسرائيل ووصفهم بالمجرمين القتلة, ثم عقب ذلك بعض المواقف التركية ضد إسرائيل, والآن جاء الدور على طرد السفير الاسرائيلى من تركيا لرفض إسرائيل دفع تعويضات لأسر الشهداء, وتقديم اعتذار عما اقترفته من جريمة نكراء بحق أسطول الحرية, بينما اكتفت الدول العربية والإسلامية بالشجب والإدانة دون اتخاذ خطوات عملية للرد على جريمة اسرائيل0لقد وصلت الخلافات بين البلدين إلى حد لم تشهده علاقتهما من قبل فلم تكتف تركيا بطرد السفير الإسرائيلي, بل جمدت العمل بكافة الاتفاقيات المختلفة العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياحية, وقررت أن تتصدى للبلطجة الإسرائيلية في البحر المتوسط،, وأعلنت عن عدم اعترافها بحصار غزة, وفي نفس الوقت ستحاكم إسرائيل سياسيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجنائيا أمام محكمة العدل الدولية, لأن إسرائيل تعاملت معها بعنجهية واستهتار فرفضت تركيا أن تسكت أمام مقتل شهدائها التسعة ,وبهذا تكون تركيا قد بدأت مرحلة جديدة من علاقتها مع إسرائيل, ولم تعد إسرائيل الدولة التي فوق القانون التي لاتحاسب على جرائمها, ولقد حاولت إسرائيل إيجاد مخرج لهذه المشكلة لكن تركيا اشترطت تقديم اعتذار, ودفع تعويضات لأسر الشهداء, ورفع الحصار عن غزة, ولكن إسرائيل بغطرستها رفضت ذلك0 إن قرار تركيا سيؤثر كثيرا على إسرائيل، خصوصا فيما يتعلق بالدور التركي في المنطقة خلال الفترة القادمة، وسيعزز مكانتها في الشارع العربي والاسلامى ,اما إسرائيليا، فلقد دب خلاف كبير بين القيادات الإسرائيلية المختلفة حول كيفية التعامل مع الأزمة التركية، بين رافض ومؤيد بتقديم الاعتذار و التعويض نظرا لأهمية تركيا, وعدم خسارتها كحليف استراتيجيي ,بالإضافة إلى تهديد الوجود الإسرائيلي في البحر المتوسط بعد أن قرر سلاح البحرية التركي تامين الملاحة البحرية لمنع الهجمات الإسرائيلية, وحماية حقول النفط والغاز قبالة السواحل القبرصية, اما اقتصاديا: فسيتأثر السوق الإسرائيلي وستغلق مصانع كاملة تعتمد على التصدير لتركيا, حيث وصل حجم التصدير لتركيا 2 مليار دولار سنويا, وتعتبر سادس دوله من حيث الاستيراد من اسرائيل0لقد كان قرار تركيا خطوة صحيحة يجب تطويرها بترسيخ العلاقات العربية التركية للوصول إلى قطع العلاقات الدبلوماسية, وإلغاء كافة الاتفاقيات مع إسرائيل, مع العمل على تطويرها لتشمل دول صديقة أخرى, ويجب على الدول العربية أن تتحرك مثل تركيا خاصة أن الأرض ممهدة بعد الثورات العربية , واقتحام المواطنون المصريون للسفارة الاسرائلية, وإنزال العلم الاسرائيلى للمرة الثانية, وإجبار السفير ومن معه على الهروب, لذلك يجب على الحكومة المصرية وباقي الدول العربية إتباع خطوة اوردغان واعتباره نموذج وتقوم بإغلاق السفارات والممتليات الاسرائلية ,وإلغاء اتفاقيات كامب ديفيد بما يعود بالفائدة على مصر وقضيتنا الفلسطينية والأمة العربية 0لقد أصبح من الضروري بلورة موقف عربي وإسلامي مساند ومؤازر للموقف التركي المشرف الذي يدافع عن الحق الفلسطيني في ظل الممارسات والعنجهية والعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ,والتواطؤ الذي يتميز به موقف المجتمع الدولي من القضية الفلسطينية , فعلى الجامعة العربية ,ومنظمة المؤتمر الإسلامي, والمجموعة العربية والإسلامية في المؤسسات الدولية والمنظمات الأممية, إلى ضرورة الخروج بمواقف موحدة مثل الموقف التركي في مواجهة الكيان الصهيوني ,ليلقنه درسا قاسيا على جرائمه بحق شعبنا ومقدساتنا، وبما يضمن رفع الحصار عن غزة. إن الموقف التركي يعتبر موقفا مشرفا ردا على جرائم العدو الاسرائيلى التي اعتادت على عدم المحاسبة على جرائمها وإرهابها ضد الشعب الفلسطيني, فهل سيلاقى هذا الموقف كل الدعم والإسناد من الأمتين العربية والإسلامية؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا