الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة معلقة بعلم الوصول للسيد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية

طارق محمد حجاج

2011 / 9 / 12
القضية الفلسطينية


إن تزاحم التساؤلات دفعها لأن تخرج علينا بممثلين عنها لكي تنوب عن أخرياتها لسد الفراغ الشاسع الذي تركته الإجابات إلا القليل منها، من تلك التي لا تصلح إلا كإجابات خجولة عامة تصلح في كل مكان وزمان. لقد أنجبت لنا التساؤلات عصارة تساؤلاتها بداية بــ : لماذا سميت جامعة الدول العربية بـ "جامعة" بالرغم من أنها لم تجتمع إلا داخل جدران ذاك المبنى الأسمنتي، وما ينجم عنه عقب كل اجتماع من حبر على ورق بأسماء الحاضرين؟؟. وثانيا: لماذا لا تؤثر جامعة الدول العربية في المتغيرات والسياسات الإقليمية والدولية، ولا تؤخذ نتائج اجتماعاتها إلا على مسودات مراسلي القنوات الإخبارية فقط؟؟. وأخيرا إلى متى؟؟!.
لقد سأمنا من معاملة الغرب لنا على أننا كائنات بشرية من الدرجة الثالثة، ومن تصنيف العالم لنا بالدول النامية وإن صح التعبير " الزاحفة على بطونها".
أليس من المخجل والمحزن أن تجتمع ممثلة العرب جميعا –الجامعة العربية- لبحث مشكلة ما والكل منا يعلم علما مسبقا بأنه لن يسعى وراء نتائج هذا الاجتماع إلا الصحافة لملء أوراقها الرديئة بالحبر الأسود.
لقد هرمت الجامعة العربية من صرف ميزانيات الترقيع والتدعيم لمنع انهيارها، لقد نخر الخمول كيانها، و أنتم مازلتم تصرفون لها ميزانيات ضخمة لإظهار شعارها بالشكل اللامع والبراق، وحرصتم أن تكون أرائكها محل ترحيب ورضا جالسيها، وأخفيتم وراء جمال هذا التصميم الهندسي خيبة أملكم وعجزكم في تفعيل دورها كما ينبغي، وأخفقتم في إخفاء تشتتكم وخلافاتكم وانشقاقاتكم في الداخل.
وإنني لا ولن أدعي أنني قادر على تفتيت هذه التكلسات المتراكمة على مر السنين من إشكاليات وتعقيدات الأمور، فرحم الله أمريءٌ عرف قدر نفسه.
وعلى الرغم من تواضع معرفتي وضيق أفقي إلا أنني أرى بأن الجامعة العربية وبعد التوكل على الله والأخذ بالأسباب، لو استطاعت أن تحقق انسجاما داخليا بين أعضائها، وتعزز التعاون بكل ما تعنيه الكلمة من معاني "اقتصادية وعسكرية وسياسية وعلمية وثقافية إلخ" فإن الدول العربية ستكون قادرة بإذن الله وعلى لسان ممثلها "جامعة الدول العربية" أن تتخذ الإجراءات اللازمة، وصولاً إلى القرارات الحاسمة والعملية ذات الوزن والثقل في الموازين الدولية، والتي ستكون محل ترحيب ورضاء الشارع العربي.
عند إذن تكون الجامعة العربية قادرة على أن تقف على قدم المساواة مع الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوربي وغيرهم من صانعي القرار في المجتمع الدولي، وتستطيع الجامعة العربية مواجهة الفيتو الأمريكي، ما دام روح العمل الجماعي قد تحقق وما دامت الأمة على قلب رجل واحد، وأن قرار الجامعة ملزم للجميع، وعلى الجميع أن يتحمل جزء من المخاطرة والمواجهة وليس ترك الضحية تموت والكل ينئ بنفسه عن المواجهة.
فالحل وإن لم يكن بالبسيط ورغم المخاطرة والمجازفة في التطبيق، إلا أنه الحل الفعال والأمثل لمواجهة التعنت والبطش الأمريكي في مجلس الأمن، فعندما تدين الجامعة العربية وتشجب الفيتو الأمريكي، فلابد من إجراءات مدروسة تلي الإدانة والشجب، فعلى سبيل المثال تعلق الدول العربية الاتفاقات التجارية مع الولايات المتحدة ، أو توقف تصدير البترول إليها، أو يغلق المجال الجوي في الوطن العربي أمام الملاحة الجوية والبحرية الأمريكية، أو تُخفِض التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في الوطن العربي إلخ..
قد يقول البعض ومن منا باستطاعته الوقوف ومجابهة أمريكا، لذلك أذكركم بقول الرسول "صلى الله عليه وسلم"
( المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي