الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الورق الأبيض

واثق الجلبي

2011 / 9 / 12
الادب والفن


ثقافة الورق الأبيض

كان يقرأ في معطيات الورق الخاص بالكتابة كل ما يمليه عليه العمر والتجربة وحجم الفقد والإضطراب النفسي ...حتى إنه قرأ أحجيات الزمن وراح بياض الورقة يعطيه سيلا من الأفكار التي حاول أن يمسكها بحبر قلمه ..فمنها من إستطاع أن يمسك بها ومنها من فرّت على إستحياء.
ثقافة الورق الأبيض تكاد أن تنمحي من الذائقة الفكرية التي شابها الكثير من الصدود والرين المطبق على أغلب المثقفين فبعد سن الكتابة الأول لم يجد الإنسان ما يلم بهش شعث إنشطاراته وبلادة الجو المحيط بكل ما هو مبهج .
تفوّق ألوان الظلام تتيح لنا المزيد من الأسئلة وحتى المرتبكة منها تحيلنا إلى أجواء من زوايا العتمة القاتمة ويلحف بنا السؤال : إلى متى تبقى ثقافتنا مضاعة لا أحد يستفزها ولو بوخزة خجلى لتفتح الأزمان لنا وتكشف خباياها المستورة.
هذه الأفكار اللاهثة وراء سرابية مصنوعة الأمل لا تتشكل عبر جيل واحد من الكوابيس القابعة في مداريج الفوضى والخيبة بل كانت تجربة إنسانية مريرة جعلت الخوف أساس العمل وهذا الأمر وحده كفيل بقتل كل أنواع الإبداع والتألق ...لقد بات الخوف من البياض سلاحا من الخوف المغلف بالإبتسامة المعتوهة والساذجة المعدومة الحياة وهكذا كانت الأوراق البيضاء وكرا لكل الأفكار الخائفة من شيء ما ولا أجزم ما هو ولكن الخوف قائم متسلط حدّ أن يختبئ كل شيء خلف الورق الأبيض ..ولكن الإعتبار في أحقية الإختفاء مرهون بسلطة البياض على نفوس كل من يمتلك الجرأة على الكتابة ولو كان ذلك نرجسية منه على حساب الورق الذي يموت ما إن يلامس جسده النقي أحبار الغاصبين.
أنواع الصراعات المخيفة تجلت منذ القدم على أساليب القمع الفكري والتعسف في إستخدام الحقوق ولكن اليوم أضيف لكل شيء ألف شيء من المحبطات والقيود المانعة من التقدم البشري على حساب الإنسان نفسه ..فثيمة الخلود التي يبحث عنها الإنسان مضاعة على الورق الأبيض والأسمر والملون وقبلا كانت تسفح على أوراق البردي والرقم الطينية والمسلات التي أكلت الزمن فشربها .
من منّا لا يريد الخلود ؟ من من البشرية والإنسانية لا يرد أن يعيش بلا تعب ؟
هل كان كلكامش هو الوحيد الذي كان يريد الخلود ؟ أم كان ملايين البشر والناس يريدون ذلك؟
حتما كان كل البشر والناس يريدون الحياة الأبدية وهكذا بدأ الصراع مع الورقة البيضاء والسوداء فسجلات الأعمال والبطولات التي سطرهّا أسلافنا ما كانت إلا لهاث الكائنات الحية وراء الخلود ولو بقتل كل بياضات الورق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?