الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الثوري في حركة 20 فبراير

المناضل-ة

2011 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


افتتاحية العدد 40 من جريدة المناضل-ة: اليسار الثوري في حركة 20 فبراير

مثلت حركة 20 فبراير صيغة تفاعل الوضع بالمغرب مع الموجة الثورية التي هزت المنطقة المغاربية و العربية. فبفعل التاريخ السياسي الخاص ببلدنا، حيث تمكنت الملكية من هزم المعارضة التاريخية و احتوائها، و استعمالها في حكومة الواجهة لحظة شعورها بخطر "السكتة القلبية" كما سماها الحسن الثاني، و نجحت في دمج قمم النقابات في تدبير المعضلة الاجتماعية، و حصر اليسار الثوري في وضع هامشي، ومن ثمة تأخير الوعي السياسي للشغيلة و عامة المضطهدين، لم يجد الحكم نفسه إزاء حركة ثورية تروم إسقاط النظام، بل حركة احتجاجية مطلبية وقودها الأساسي اجتماعي. طبعا ولدت حركة 20 فبراير بمطالب سياسية، تتراوح بين إصلاح الملكية و وضعها موضع سؤال بمطلب المجلس التأسيسي. لكن المطلب السياسي لم يحرك بعد القوة السياسية الجماهيرية الواعية القادرة على تحقيقه، لا سيما مع تأخر دخول العمال كقوة جماعية واعية حلبة الصراع. فإن كان تصدي حركة 20 فبراير لدستور العبيد نجح في خلق رأي عام متنام مناهض للاستبداد، فإنها لن تتمكن من إسقاط ذلك الدستور.

مع هذا كله، يظل ظهور هذه الحركة، وانتشارها الواسع،و نموها المطرد، لا سيما بالدار البيضاء وطنجة، بداية تحول نوعي في الحياة السياسية، يطوي صفحة تحكم النظام الكلي، و يفتح تدفق طاقة كفاح الكادحين الكامنة.

وقد وجد اليسار الثوري المغربي نفسه محمولا بموجة نضال جماهيري لأول مرة في تاريخه، والى جانبه قوة سياسية معارضة للنظام السياسي القائم، لكنها ببرنامج سيديم الاستغلال الرأسمالي في شكل مغاير من الديكتاتورية.وقد جعل التاريخ السياسي لبلدنا هذه القوة في موقع اكبر قوة منظمة، باستفادتها من أزمة اليسار، ومن صعود موجة الحركات الشبيهة لها بالمنطقة منذ تسلم ايات الله الحكم في ايران. هذا فيما كانت العقود الثلاث لصعود هذه الحركة هي بالذات عقود تأزم اليسار وانهيار أقسامه المهيمنة في العالم برمته (أحزابا ودولا).

وبفعل قوة هذه الحركة التنظيمية، ارتعب قسم من اليسار – الاصلاحي و الثوري- و راح يلتمس منها تطمينات بصدد مراميها و برنامجها، وقسم آخر يرفض الانخراط في حركة 20 فبراير بمبرر وجودها فيها. هذا القسم الأخير سرعان ما سفهته التطورات بفعل الاستجابة الشعبية لمظاهرات الحركة، وارتطم بحائط عصبويته وعقمه العقائدي. اما القسم الآخر فيجاري جماعة العدل و الإحسان مبتلعا لسانه، متنكرا لشروط العمل المشترك، تلك الشروط التي أكدتها تجربة الحركة العمالية العالمية سبيلا إلى اضطلاع الاشتراكيين الثوريين بالدور المفترض فيهم.

إن استشعار خطر جماعة العدل و الإحسان أمر يجب أن يحدو باليسار إلى عمل موحد كقطب جذب داخل الحركة و ليس تحطيم الحركة. اليسار الثوري يضرب مع هذه الجماعة العدو المشترك، و كل يصبو الى مصالحه الحيوية ، لكن يجب ألا يدفع الثوريون برنامجهم وتكتيكهم ثمنا لهذا الضرب معا.

التزام شروط الضرب معا و السير على حدة، و العمل الدؤوب للانغراس في الحركة، و تعميق وتوسيع مجال النضال ( فعلى هذا الطريق يتحول الكم الى كيف)، و رصد التغيرات الحاصلة في الوضع و في وعي الجماهير، و إطلاق في كل مرحلة شعارات النضال النابعة من مجمل الوضع: وحدها هذه المنهجية سترقى باليسار الثوري الى مستوى مسؤولياته التاريخية.

إن الطور الحالي من نضال الجماهير الكادحة محض دفاعي، و يمكن ويجب في سيرورة النضال الانتقال إلى هجوم ثوري، و هذا الهجوم سيجعل الجماهير مستعدة لقبول المهام الثورية الكبرى.لكن بلوغ ذلك يستوجب إولا معرفة اجتياز المرحلة الدفاعية مع الجماهير في صفوفها الأمامية دون الذوبان فيها لكن أيضا دون الانفصال عنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|