الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يريد العراقيون؟

عبد الفتاح مرتضى

2002 / 9 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                    


الشعب العراقي لم يجد الراحة منذ اربعة عشر قرناً وحتى الآن , أي منذ وفاة الرسول محمد (ص) وحتى الآن ..
عاش العراق حروب طويلة , واضطهاد وارهاب خلال اربعة عشر قرناً , سواء في زمن الامويين او العباسيين او المغول او العثمانيين او الملكيين وأخيراً الصداميين . العراقيون بشكل عام يطمحون كما شعوب العالم بأسره , أن يعيشوا يومهم بشكل طبيعي , أن يجدوا عملاً ليرتزقوا منه . ويتفاعلون مع الآخرين سواء في داخل وطنهم اوالجوار اومع العالم بشكل عادي وانساني جداً...
الاضطهاد الذي تم ممارسته على الشعب العراقي منذ اربعة عشر قرناً وحتى الآن جعلته من الطبيعي ان يحصّن نفسه
بشكل اوبآخر , وأصبحت الحصانة الامنية والنفسية والفكرية مبدأ طبيعي لكل عراقي يعيش في العراق .. ومنذ حوالي الشهر بدأ الاعلام الاميركي بشن حملة ضد نظام صدام وضرورة تغيير هذا النظام . قد نختلف مع الادارة الاميركية في توقيت هذا الهجوم الاعلامي كونه اتى في فترة حرجة من القضية الفلسطينية ومحاولة التغطية على مايحصل في الاراضي الفلسطينية من قبل حكومة الارهابي شارون . مع هذا فلنتحدث عن القضية العراقية . ماذا يطمح العراقيون ؟
العراقي سواء في داخل وطنه الان او الموجودون في المنافي ( منافي الغربة ) يطمحون ان يعيشون بسلام ووئام وبأمان كبير , العراقي لايطمح بالاعتداء على احد , ففلسفة العدوان جاءت بها عقلية النظام الحالي . وإذا كانت نزوة الشر موجودة عند البعض فهي صفة عادية موجودة لدى كل البشر ولكن بدرجات مختلفة , ولكن هذا لايعني أن المجتمع بأكمله مجتمع شرّاني . بعض بوادر الخطة الاميركية بشأن العراق تقول ببقاء قوات اميركية داخل العراق لفترة طويلة جداً من الزمن وبناء قاعدة عسكرية اميركية ثابتة في العراق هدفها طبعاً ليس حماية الشعب العراقي ( كما تدّعي هذه الادارة), وإنما لحماية المصالح الاميركية في المنطقة وبالذات المصالح الاقتصادية . جيران العراق يتباكون على النظام العراقي الآن , لأن مصلحتهم تتضارب مع تغيير هذا النظام . إذن , مصالح الجيران تتعارض ومصالح الشعب العراقي في العيش بسلام وأمان . مصلحة دول الجوار ضد مصلحة الشعب العراقي , لذلك تتوافق مصالحها مع مصالح النظام الحالي . بعض الاخوة يتباكون حول مصير الموارد الاقتصادية العراقية وبشكل خاص النفط . وأنا أسأل : ماذا استفدنا من النفط منذ اكتشافه وحتى الان؟  ماذا استفاد العراقي من هذا المعدن الثمين ؟
لنضع صورة للمواطن العراقي في المستقبل القريب بأذنه تعالى ..
الرجل يعيش مع عائلته في بيته الذي يملكه او الذي يستطيع ببساطة ان يدفع ثمن إستئجاره. بيت نظيف يشمل كل النواحي الصحية والبيئية , يخرج الى عمله صباحاً وله حقوق كاملة من خلال ادائه لواجباته . لا أحد يعترضه في الطريق او في مجال عمله، يعود الى بيته بعد الظهر ليجد وجبة غدائه متوفرة , يشغّل تلفزيونه اوكومبيوتره للاطلاع على مايرغب الاطلاع عليه في هذا العالم , عندما يأتي المساء ويذهب الى النوم , ينام على وسادة مريحة لايفكر بما يمكن ان يأتي به الغد من مفاجآت فالغد ليس اكثر من اليوم او الامس . لايفكر بهمّ او دَين اوكيفية توفير لقمة خبز لعائلته , لايفكر بضياع عمله بسهولة , لايفكر بأن احداً ما سيطرق بابه بعد منتصف الليل ليأخذه الى دهاليز الامن القذرة . أطفاله يذهبون الى المدارس النظامية ليتعلموا كل مايتعلق بحضارات بلدهم وحضارات العالم وآخر مستجدات العلم . لديه في الاقل يومين عطلة اسبوعية يأخذ عائلته الى احد المنتجعات السياحية او الى اماكن سياحية او اماكن عامة او زيارة الاقارب والاصدقاء لكي يكسر روتين العمل اليومي لذلك الاسبوع ,عندما يمرض ويذهب الى المستشفى اوعيادة الطبيب لايضع امامه هاجس عدم حصوله على الدواء اوعدم استطاعته توفير قيمة فاتورة الادوية .
الادوية غير مغشوشة كما هو حاصل الان هناك رقابة صارمة على الصحة . لايفكر بالحروب , ولا يتم تطويعه اجبارياً فزمن الحروب قد ولّت , واولاده لايمكن ان يفرض عليهم بالدخول الى الجيش اجبارياً ولمدد زمنية غير محددة فحتى وان كان هناك جيش فلمن يرغب بالتطوع لحماية الوطن , هذا إن كان هناك فعلا جيش ..
عندما يخرج بسيارته الى الشارع الى مكان عمله وللزيارة سوف لن يجد النفايات منتشرة في الشوارع , سوف يجد انواع الازهار والمناطق الخضراء والاشجار تغطي الشوارع بظلالها الوارفة خصوصاً وان ارض العراق وبيئته تسمح كثيرا بتوفيرهذا الغطاء الاخضر. في اجازته السنوية يستطيع ان يرحل هو وعائلته الى اماكن سياحية داخل بلده اوالى دول الجوار او الى اي مكان في العالم فهو ليس ممنوعا من السفر كما لديه الامكانية المادية لتحقيق ذلك ..
العراقي يريد الاّ يتعرض له شرطي في الشارع بدون سبب , وألاّ يهين كرامته ابداً , وألاّ يبتزه , العراقي يريد ان يلجأ الى رجل البوليس لدرء الخطر عنه لا أن يرى رجل البوليس في الشارع فيهرب الى الطرف الآخر ابتعاداً عن هذا الخطر القادم ...
اذا ماتوفرت هذه العوامل ماذا يطمح العراقي اكثر من هذا ؟ ان يعقد ندوات , وله الحق في الاحتجاج والتظاهر السلمي وابداء الرأي الحر وممارسة طقوسه بحرية مع مراعاة حقوق الآخرين وتأسيس الجمعيات على الاّ يستخدم العنف ،وأن يصوّت وينتخب بكل حرية دون خوف أو رعب، فهل هذا كثير على المواطن العراقي ؟ اذا كان النفط سيوفر له في المستقبل هذه الطموحات فيلكن مايكون فالمهم ان يعيش العراقي بسلام وامان .. ولتذهب الابواق الجاعرة ضد اماني وتطلعات الشعب العراقي الى الجحيم ..
فهل هذا كثير على الشعب العراقي ؟

 

                                                                            
                                                                             








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث