الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
السلطة والثورة
مازن قاسم
2004 / 12 / 4ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
اذا كانت الثورة تعني التغيير الشامل والجذري لجوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية , علمية , صناعية , اقتصادية , تكنلوجية ام ثقافية فانها في العرف السياسي لا تعني اكثر من تلك الانتفاضة المسلحة التي تتمترس خلالها حشود عظيمة من الجماهيرلمجابهة سلطة الطبقة الحاكمة وتشترك فيها فئات مختلفة داخل المجتمع لاسباب ودوافع واهداف مختلفة وفيما بعد وبعد ان يكون الضفر نصيب تلك الثورة فان احد من تلك الفئات متمثل بطبقة او حزب او مجموعة مسلحة يتقدم صفوف الثورة ليضفر بالسلطة السياسية , اذا نحن امام شكلين من اشكال الثورة ربما تكمل الواحدة منهما الاخرى او يمكن ان لا يلتقيا او حتى يمكن ان تعيق بعضهما الاخرى
وفي التقاليد والمفاهيم الاشتراكية الماركسية الثورية الكلاسيكية فاننا نحتاج الى تلك الثورتين لتكمل كل منهما الاخرى فالاولى تعني ان يمسك الاشتركيون الثوريون والعمال بالسلطة السياسية اي بمعنى ان يتقدم هؤلاء بتنظيمهم السياسي والطبقة العمالة التي ينتمون اليها ويمثلوها صفوف الثورة ويوجهوها حتى الامساك بقوة بزمام السلطة وبعد ان تستقر السلطة في يدهم سيشرعون بتطبيق بنود الثورة الاخرى الثورة الاجتماعية بقلب اسس الحياة الاقتصادية الراسمالية الى الاقتصاد الاشتراكي وتطبيق برنامجها الاشتراكي من الغاء الملكية الخاصة و العمل الماجور الى المساوات وتوزيع الثروة بشكل اجتماعي
ثم نتسائل من من تلك الثورات هي تمثل غاية الاشتراكية العمالية واحزابها غاية حزب شيوعي عمالي اخذ على عاتقة مهمة قلب اسس الحياةالاجتماعية والاقتصادية بقلب اسلوب الانتاج من الراسمالي الى الاشتركي وربما سيسخر احد ويقول لماذا هذا الفصل الميكانيكي انهما لسيت سوى ثورة واحدة او الواحدة تكمل الاخرى لكن في الحقيقة ان الثورة ليست حتمية ولايمكن ان تحصل في الوقت الذي نتمنى او نريد لان البرجوازية العالمية قادرة على ايجاد المخارج لازماتها القاتلة المتكررة و كما ياكد منصور حكمت على ان مسالة الامساك بالسلطة السياسية امرا لايمكن حدوثه كل يوم كما وان اليات كسب السلطة ليست من اختراع الشيوعيين وكما يؤكد على اتباع الاليات والمناهج الاجتماعية المعاصرة للوصول الى السلطة لنكون حينها قادرين على الشروع بتطبيق برنامج واهداف الاشتراكية العمالية والثورة نفسها ليست سوى واحدة من تلك الاليات والاساليب والمناهج الاجتماعية للوصول الى السلطة حتى انه لم يتبنى مسئلة السلطة اعتمادا على سلطة الدولة بل ابتدء بالوقوف بقامة شامخة داخل المجتمع وتقدم الحركات الاعتراضية والمطالباتية الى التاثير على المعدلات السياسية وهذا يدفع بالضرورة الى دخول معترك ولعبة السلطة مع احزاب وتيارات وحركات مختلفة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار وهذا بدوره يتطلب تعلم واتباع اساليبهم من اجل ذلك هكذا يعمل حزب سياسي في النور وفي المواجهة
لقد امسك منصور حكمت باقدام الماركسة ليضعها في مكانها وكذلك عاد للديلكتيك ليعيد النظر في الثورة ومفهيم اخرى ومناهج واليات السلطة وعناصر التقوية والنصر كل تلك المقولات اعاد النظر فيها وقال اننا معاصرون وكذلك سياساتنا
ان السلطة ليست غاية بحد ذاتها ولا حتى اليات الامساك بها كالانتفاضة والثورة لان حتى تلك الثورة لا يمكن لأحد ان يضمن انها سوف لن تجهض اوتعتريها تصورات البرجوازيات الصغيرة او الوطنية وتركبها مناهجها وخططها وهذا سيقودنا حتما الى حقيقة ان الثورة الاشتركية هي ليست تلك الطريقة التي تصل بها احزاب شيوعية الى السلطة او عندما تنتزع السلطة من يد البرجوازية بل ان ساعتها تبدأ منذ الحظة التى يشرع فيها بقلب وتحطيم اسس النظام الراسمالي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم
.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة
.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.
.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة
.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال