الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا تعاقب اسرائيل والمجلس العسكري يعاقب المصريين:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


نعلم جميعا ان اللقاء التركي المصري ياتي في سياق رسم صورة موازين القوى الاقليمية, بعد المستجدات التي طرات على صورة موازين قوى المنطقة بمراكز القوة العالمية, بسبب سقوط اتجاهات سياسية مع سقوط رموز سياسية سلطوية, وكلنا يعرف ان الاهمية الاستراتيجية لموقع مصر ان على صعيد الصراع العالمي او الصراع الاقليمي, يدعوا كثيرا من الاجندات الاجنبية لخطب ود مسار مصر السياسي في المستقبل,
كما اننا جميعا نعرف ان تركيا غاضبة من المحاولة الامريكية الاوروبية للتعويض على الكيان الصهيوني لخدماته الجليلة التي قدمها لهذه المحاور العالمية خلال الحرب الباردة, وعبر عملية اسقاط الاتجاهات السياسية واهمها الناصرية التي كانت تؤيد النظام الاشتراكي, وان ذلك كاناحد مبررات عدوان 1967م, وان تركيا تقوم الان بهجوم مضاد في محاولة لنيل مكافئتها الخاصة, والتي يبدوا ان المحور الامريكي الاوروبي يتجاهل حق تركيا بها, فيبقيها خارج عضوية الاتحاد الاوروبي وفي موقع ثانوي الاهمية يلي موقع الكيان الصهيوني في منحى التفضيلات الامريكية الاوروبية.
في هذا المقال نحاول استكشاف التوجه المصري في التفاعل مع هذا الصراع الاقليمي, وذلك عبر قراءة التوجه السياسي _ الداخلي_ للمجلس العسكري المصري, والذي يتكشف شيئا فشيئا كلما طالت سيطرة هذا المجلس على القرار السياسي القومي لمصر, والذي من الواضح ان عمره سيطول اكثر مما كان في نية الثورة المصرية,
ان مفارقة اللقاء التركي المصري هنا تاتي من مفارقة اختلاف معالجة كل من القيادتين التركية والمصرية للعلاقة بالكيان الصهيوني, وفي ظل ارتكاب هذا الكيان الصهيوني فعلا اجراميا ضد كل منهما, وفي توقيت متقارب ايضا,
فبهذا الصدد اتجهت القيادة التركية فورا لعقاب الكيان الصهيوني فاصرت على مطلب الاعتذار والتعويض, وحين اتجه نفاق الموقف الدولي الى تبرئة الكيان الصهيوني بالقول بقانونية؟ الحصار الصهيوني لقطاع غزة, جاء رد الفعل التركي على صورة مزيد من الاجراءات العقابية لهذا الكيان العدواني, في مجالات خفض العلاقات, بل وصل الامر الى درجة التلويح باستعدادات قتالية, الامر الذي يربك حتى الموقف الامريكي, والاوروبي, لاسباب متنوعة تبدأ بالاهمية اللوجستية لموقع تركيا وتنتهي بعضويتها في حلف الاطلسي والواجبات التي يفرضها على الاعضاء اذا تعرضت تركيا لعدوان عليها.
بالاتجاه المعاكس, نجد ان المجلس العسكري المصري, اتجه الى بلع الاهانة التي وجهها الكيان الصهيوني لسيادة مصر القومية باختراقه العسكري لهذه السيادة وسفكه دم عسكريين مصريين على ارض سيادتها واستقلالها, وتغاضى ايضا المجلس العسكري عن رفض الكيان الصهيوني تقديم اعتذار _ رسمي سياسي_ لمصر, علما ان سبق لاسحاق رابين ان قدمه _ للسلطة الفلسطينية_ على ضعفها وفقدانها الاستقلال والسيادة, الامر الذي استفز مشاعر العزة والكرامة القومية الشعبية المصرية, فكانت اولا المبادرة الشعبية في انزال العلم واقتحام سفارة الكيان الصهيوني.
ولم يقف الامر في المجلس العسكري المصري عند حد بلع الاهانة الصهيونية, بل انه وفي استجابة انهزامية للانتقادات الدولية للحادثة فانه اشتبك فورا مع الشعب المصري اشتباك تناقض خلافي, بدأ بايقاع اكثر من الف جريح وانتهى باعلان حالة الطواريء واعلان وزراء مصريين ان استخدام الرصاص الحي بات امرا ممكنا ضد التحركات الشعبية_ غير السلمية_ والذي يعني فعليا اعطاء الضوء الاخضر لاجهزة الامن للعودة لنهج قتل المتظاهرين علما ان محاكمة من قتل الثوا المصريين لم تنتهي بعد.
ان المجلس العسكري المصري يعتبر اذن الاتفاقات الدولية خطا احمر لا يجوز للثورة المصرية ان تتجاوزه, بدل ان يعتبر ان كرامة مصر القومية والحفاظ على مكتسب الثورة المصرية هو الخط الاحمر الذي لا يجب على الاجندات الاجنية حتى لوفي صورة اتفاقيات سابقة او اعراف واتيكات دبلوماسية ان تتجاوزه, والسؤال هو كم يختلف سلوك المجلس العسكري السياسي بهذا الصدد بعد الثورة عن سلوك نظام الرئيس حسني مبارك قبلها؟
اننا نعلم ان المؤسسة العسكرية المصرية ليست مؤسسة سياسية, وان كفائتها القتالية اعلى من كفاءة تعبيرها سياسيا عن وزن مصر القومي في الصراع العالمي والاقليمي, وانها لا تدرك فعلا قيمة التغيير الثوري الذي جاءت به الثورة بهذا الصدد, والذي يضاعف فعلا من وزن مصر الجيوسياسي في الصراع العالمي والاقليمي, وربما لهذا السبب لا نستطيع توجيه نقد حاد لمنهجية قيادة المجلس العسكري السياسية لمصر في المرحلة الانتقالية, ولذلك فاننا فقط نلفت انتباه المجلس الى ضرورة ان يأخذ هذا التغيير بعين الاعتبار في ردات فعله ومناوراته السياسية وان الاجدى منه والاجدر به ان يزيد من احساس المواطن المصري بعزته وكرامته القومية وان يرفع من مستوى احساسه بها والا فمن الواضح ان الشعب المصري تجاوز خط الطاعة العمياء وهو يبدي قدرة عالية على الهجوم والذي نرجوا ان لا يكون المجلس العسكري يعترض مساره
ان الشعب المصري اكثر شبها بالشعب الفيتنامي, الذي لقن العنجهية الامريكية درسا قاسيا في ادب احترام ارادة الشعب وهو قطعا ليس شبيها بثوار الولايات المتحدة واوروبا الذين نراهم الان في مواقع متعددة في المنطقة, وان على المجلس العسكري المصري ان يثق بمصر وشعبها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش