الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول اشكالية مفهوم ( التدخل الخارجي في سوريا )

زارا صالح

2011 / 9 / 13
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


شهدت سوريا في العقود الخمسة الماضية غيابا للحياة السياسية في ظل السيطرة المطلقة لحزب البعث وادواته الامنية فتحول ( الوطن ) الى سجن كبير شوهت فيها ثقافة الانسان السوري ( المتلقي ) نتيجة ادلجة الحياة السياسية في ظل البرباغاندا العروبية-القومية-الشعاراتية لوسائل الاعلام الرسمية, فترسخت مصطلحات ومفاهيم مشوهة مازالت متداولة الى يومنا هذا بين النخب السياسية والثقافية جراء تلك الببغائية والتفكير النمطي حول العديد من القضايا. عموما فان عمليات المسخ ( الغسيل الدماغي ) كانت نتيجة حتمية لسنوات عديدة من التكرارفي دولة الاستبداد والعيش في ظل الارهاب والخوف فمثلا هناك من أبناء الشعب السوري من يردد اسم( حافظ الاسد ) عفويا عندما يتم الحديث عن رئيس الدولة, وكيف لايكون ذلك اذا علمنا بان التلفزيون السوري( كمثال ) كان يبرمج لعقود بنفس الاسم والموسيقى ومقدم البرنامج الذي يظل قائما على عمله حتى لحظة مماته ( قد يكون في احدى حلقات البرنامج ), هذا مثال بسيط اوردناه ناهيك عن كافة أمور وتفاصيل الحياة في سوريا الذي تعرض لهذا المسخ الممنهج.
يتعرض الشعب السوري اليوم الى حملة ابادة وجرائم بحق الانسانية على يد هذا النظام الذي اغتصب الوطن منذ البداية واغترب عنه أي ان هذا النظام لاينتمي اليه خاصة اليوم وهو يحلل دم شعبه ويقتله وهذا يلغي صفة الانتماء الى هذا البلد,بل يعتبر جسما غريبا وعدوا خارجيا بكل المعايير وهو يمثل ( التدخل الوحشي الخارجي ),علما بان هذا النظام هو الذي حور مصطلح الدعم الدولي ( التدخل الخارجي ) واصبح ذلك مرتبطا بمفهوم ( الوطنية والسيادة ) في العقل الباطني وحسب مقاييس النظام ويتم التعاطي معه غريزيا,وهذا ما احدثت اشكالية كبيرة لدى نخب المعارضة السورية وكيفية تناولها لمفهاهيم ( الحماية الدولية- الدعم الدولي –التدخل الخارجي لحماية الشعب الاعزل و....). والسؤال الهام الذي يطرح نفسه الان وفي ظل هذا العدد الهائل من الشهداء يوميا واصرار النظام على خياره العسكري ولن يتراجع عنه ابدا وفي المقابل فان الشعب السوري ايضا لن يتنازل عن حريته ويعيشها يوميا تحت ازيز الرصاص,
اذا كيف سيتم التعاطي مع هذه المعادلة الغير متكافئة من اجل حقن دماء الابرياء والخروج باقل الخسائر والتسريع في عملية اسقاط هذا النظام؟؟
ان سلمية الثورة السورية قد احرجت بالفعل المجتمع الدولي ( رغم تحركه الخجول والمتأخر في تعاطيه مع الملف السوري ) ولكن الذي ساهم وبشكل غير مباشر في ذلك هو ببغائية القوى السياسية المعارضة وبشكل ميكانيكي وتكرار مقولة ( نحن ضد التدخل الخارجي ) دون توضيح وفهم لحقوق الشعوب ومبدأ الوطنية والسيادة والتزامات الامم المتحدة ومجلس الامن ومجلس حقوق الانسان لكي يبادروا سريعا لحماية المدنيين والشعب الاعزل من جرائم القتل الوحشي خاصة بعد قرار النظام باعلان النفير العام في الجيش والبدء بحرب استنزاف طويلة المدى. في حين نرى البعض الاخر يطلب نجدة دول اقليمية ( مثل تركيا ) ولايعتبره تدخلا خارجيا بل مساعدة من صديق , علما بان تركيا دولة محتلة لاراضي سورية مثلها مثل اسرائيل فالطرفان محتلان فلماذا واحد منهم صديق والاخر عدو؟؟
اذا نحن امام مغالطات سياسية وفكرية موروثة عن ثقافة النظام و بحاجة لاعادة تصحيح ودراسة وتجاوز لهذا المسخ الثقافي لمنظومة العقل السياسي والمجتمعي لتواكب هذه الثورات الشبابية ضد الاستبداد فكرا ومنظومة ثقافية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جماهير ليفربول تودع مدرب النادي التاريخي يورغن كلوب


.. ليبيا: ما هي ملابسات اختفاء نائب برلماني في ظروف غامضة؟




.. مغاربة قاتلوا مع الجيش الفرنسي واستقروا في فيتنام


.. ليفربول الإنكليزي يعين الهولندي أرنه سلوت مدرباً خلفاً للألم




.. شكوك حول تحطم مروحية الرئيس الإيراني.. هل لإسرائيل علاقة؟