الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرص الرئيس البارزاني على أمن العراق فوق كل المزايدات الحماسية

بدرخان السندي

2011 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن عدداً غير قليل من سياسيي هذا البلد أو نوابه ما زال محكوماً بالعاطفة وثقافة الأناشيد الحماسية في تسييس الأمور واتخاذ القرارات بما له مساس بالأمن الوطني للعراق وسلامة شعبه ودرء كل مخاطر التناحر الداخلي أو الحرب الأهلية أو كل أشكال التخريب الذي يطال حياة المواطنين العراقيين من خلال استفحال النشاطات التخريبية على ايدي المجرمين الممارسين لمختلف أشكال النيل من حياة المواطنين يومياً بشتى أشكال المتفجرات والتفخيخات والاغتيالات الجمعية والفردية التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية للمواطنين العراقيين .
إن القوات الأمريكية حقيقة ماثلة على الأرض العراقية ومنذ عام 2003 فنحن لا نناقش مجيء أو عدم مجيء هذه القوات إلى العراق بل يبقى السؤال هل أن القوات الأمريكية إذا انسحبت كلياً من العراق سيكون العراق قادراً على المسك بزمام الأمن ؟ ورجال امن العراق أنفسهم يعترفون إن انسحاب هذه القوات من مراكز المدن زاد من فرص الأعمال الإرهابية في حينه ، فكيف إذا رحلت كل القوات الأمريكية وما زالت أجهزة الأمن العراقية غير قادرة على المسك بزمام الأمور ، بل إنها أحياناً تترنح أمام ضربات المخربين ، والسؤال المشروع هنا من سيكون المسؤول إذا ما تضاعفت الأعمال الإرهابية في العراق وزاد عدد الضحايا من أبنائه برحيل الاميركان.
ولا يخفى عليناً طبعاً أن كل عمل تخريبي فيه قدر كبير من الاستفزاز لهذه الطائفة او تلك طبقاً لـ(هوية) الاعتداء .
إن الحرب الأهلية كانت قائمة لامحالة ، وكيف تحولت بغداد إلى جزر طائفية تحددها جدران كونكريتية وتحرسها دبابات اميركية ، ونحن لا نقرأ تأريخاً بعيداً بل نتذكر بضع سنوات قليلة مضت .
إن الأمن العراقي لا يعالج بالحماس وأما تهديد النائبة للجيش الامريكي من خلال المقاومة ولا ندري عن أي مقاومة تتحدث ؟ هل هناك مقاومة عراقية صرفة غير مدفوعة من خارج الأرض العراقية تتحدث عنها ؟ لكي نفتح حواراً معها حول ما إذا كان الواقع الرسمي للأمن العراقي يفي بتأمين حياة آمنة للعراقيين من دون مساعدة مؤقتة ريثما تستعد.
هل ستتحمل المسؤولية السيدة النائبة عتاب الدوري وغيرها من النواب والتي تطالب الرئيس البارزاني بالتراجع عن تصريحاته والتي دعا فيها إلى إبقاء القوات الأمريكية فترة أخرى خشية نشوب حرب أهلية في العراق ؟
نقول هل ستتحمل النائبة البرلمانية المسؤولية وكيف - كما تزعم - ان بقاء القوات الامريكية سيزيد من التدهور الأمني ؟
كلام غير منطقي حقيقة ونحن نقف أمام واقع مؤلم ومؤسف من جيش عراقي وشرطة عراقية يشكوان الكثير من المشاكل في العدة والعتاد والخبرة والمهنية لا بل حتى في الولاء العام لكل العراق وليس الولاءات الطائفية ؟ هل سننسى إن لولا القوات الامريكية في بغداد خصوصاً لم تقف القوات العراقية بكامل كفاءتها لدرء المخاطر عن العراق .
فهل نحن بصدد مزايدات وطنية أم أمام حسابات عسكرية أمنية تساعدنا على درء مخاطر لا تحمد عقباها ؟
إن توجيه النصح بالعدول عن تصريح يوجه الى قيادة عريقة رصينة مخضرمة لها دورها الواضح والحاسم في رتق الخيمة العراقية لا بل في ترسيخ أوتادها من احتمال السقوط أمر يجب الا يصدر عن ذوي الخبرات الطارئة على ميدان السياسة اليوم او ممن جرفتهم رياح التناقضات الداخلية فوجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها في مراكز نيابية او استشارية وظنوا أنفسهم حقاً يتحدثون من موقع الجدارة وهذه أمور مؤسفة حقاً ولابد من تعليقها على مشجب (الانتقال) .
ومراحل الانتقال تتحمل الكثير من أشكال التحمل والاحتواء . لكن السؤال يبقى هل نستطيع أن نسمع رأياً فنياً متخصصاً في الستراتيجية العسكرية وعراقياً مخلصاً ودون عواطف وبعيداً عن الحماسة وثقافة الأناشيد والهوسات ليدلنا أو يبرهن لنا إن الوضع العراقي سيكون آمناً وما من احتمال حرب أهلية بعد رفع الغطاء العسكري الأميركي الحالي نهائياً وتسلم الجيش العراقي الحالي والشرطة العراقية في وضعها الراهن ووزارات حساسة من دون وزراء مثل وزارة الدفاع والداخلية والأمن الوطني مقاليد الأمور الأمنية كاملة مع عدم نسياننا للواقع العراقي وعلاقته بمن حوله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران