الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكم أولاً ، و النهج السلمي دائماً

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 9 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


اليوم ، الثالث عشر من سبتمبر 2011 ، يمكن القول بأن أحداث يومي التاسع و العاشر من سبتمبر 2011 ، قد تمخضت عن كل نتائجها ، و أصبح بالإمكان التعليق عليها .
الأحداث يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام .
القسم الأول يتعلق بميدان التحرير ، و الثاني يتعلق بمهاجمة السفارة الإسرائيلية ، و الثالث يتعلق بمهاجمة مديرية أمن الجيزة .
أولاً ميدان التحرير :
برغم أن الأعداد التي شاركت في تظاهرة ميدان التحرير لم تكن كبيرة ، إذا ما قورنت بيوم الخامس و العشرين من يناير 2011 ، إلا أنها لا بأس بها ، خاصة عندما نضع في الإعتبار حالة فقدان البوصلة الصحيحة التي لازمت الثورة منذ سقوط مبارك ، و لازالت تلازمها لليوم ، و من الواضح إنها ستلازمها في المستقبل القريب ، و أقول في المستقبل القريب بناء على الشعارات التي رفعت ليوم الثلاثين من سبتمبر 2011 .
لازالت الغلبة في التيار المسيطر على الثورة هي للفئة التي لم تفهم أن الثورة لا تطالب ، بل تأخذ المبادرة بنفسها ، و تصنع الحدث بيدها .
لازالت الغلبة للفئة التي إعتادت أن تتقدم بالطلبات ، إنها نفس الروح التي إنتقدتها في حركة السادس من إبريل في عامي 2009 و 2010 ، عندما كان بعض أعضائها ، من الذين يعدون الآن قياديين يتقدمون بطلبات لمكاتب رؤساء الأحياء ، و للنائب العام ، و ما إلى ذلك .
الغلبة لازالت للذين لا يعرفون شيء سوى الإستجداء .
هل يُعقل أن يستجيب أعداء الثورة لمطالب تقصيهم عن السلطة ؟؟؟
ثم لماذا تستجيب السلطة الحالية - التي هي عدوة للثورة - لأصحاب المطالب ، و هي تراهم لا يملكون إلا المطالبة ، و لا يملون من المطالبة ؟؟؟
حزب كل مصر لازال يعد أقلية ، بأعضائه و مؤيديه ، في قيادة الثورة ، و في تحديد إتجاه الثورة بالتالي ، هذه هي الحقيقة ، و هي و إن كانت مؤلمة ، إلا أنها فرصة لأن نخلي مسئوليتنا من الفشل الملازم للثورة منذ مساء الحادي عشر من فبراير 2011 ، و كذلك من التصرفات التي تتناقض مع المبادئ المذكورة في الوثيقة الأساسية للحزب ، و المنشورة منذ أكتوبر 2007 .
لكن حزب كل مصر سيشارك في كل الفعاليات السلمية للثورة ، حتى و إن كانت الشعارات و الأهداف المرفوعة لا تتطابق مع رؤية الحزب و أهدافه ، أولاً من أجل رغبتنا في إبقاء جذوة الثورة مشتعلة ، ثانياً لأن هناك أمل أن يتغير إتجاه الثورة للإتجاه الصحيح المرجو ، و أنا شخصياً أرى أن هناك شعاع أمل بزغ في يوم التاسع من سبتمبر 2011 ، و لي أمل كبير أن يتحول ذلك الشعاع إلى شمس ساطعة .
هناك شعاع بسيط بزغ يوم التاسع من سبتمبر 2011 يعطيني الأمل في أن الفصل الثاني من ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 سيبدأ .
ثانيا مهاجمة السفارة الإسرائيلية :
لا يمكنا في حزب كل مصر الموافقة على إقتحام السفارة الإسرئيلية ، و نحن نريد أن نعرف الإنتماء الحقيقي لهؤلاء الذين قاموا بذلك .
لقد حزنت شخصياً على شهداء مصر الذين قتلتهم رصاصات الغدر الإسرائيلية في سيناء ، كما إنتابني - ككل مصري وطني - الغضب بسبب ذلك ، و بسبب ردة الفعل الواهنة ، المتخاذلة ، المخزية ، للسلطة الحالية ، و قد عبرت عن ذلك في مقالين هما :
إسرائيل ستخفض درجة تصنيفها لمبارك ، و نشر في الثالث و العشرين من أغسطس 2011 ، و مقال : هل يعقل أن نتنياهو و ليبرمان يتآمران على طنطاوي و سليمان و مجلسهما ؟ و نشر في الثالث من سبتمبر 2011 .
لقد كان رأيي ، و لازال ، هو ضرورة معاقبة الجناة الذين أهرقوا الدم المصري ، و كذلك إستغلال الفرصة لتعديل الإتفاقات المصرية - الإسرائيلية ، لإعادة السيطرة المصرية الكاملة على شبه جزيرة سيناء .
إقتحام السفارة أضر بسمعة مصر على المستوى العالمي ، و كذلك لم يأت بفائدة عملية - و نحن في حزب كل مصر يهمنا دائماً التغييرات العملية الإيجابية الملموسة - في الميدانين المشار إليهما في الفقرة السابقة ، فلم تُتخذ أي خطوة عملية لمعاقبة الجناة ، و لا هناك نية لتعديل أي إتفاق بشكل رسمي يلزم إسرائيل ، ليبقى الوجود المصري في سيناء مقيد بالنصوص القديمة ، و يظل أي تصرف يخالف تلك النصوص مرهون بموافقة الحكومات الإسرئيلية .
ما يجب أن أقوله هنا ، هو ما أقوله دائماً ، و هو أن التغييرالإيجابي الذي نأمله في أي ميدان ، لن يحدث قبل تغيير نظام الحكم .
لن تُعدل الإتفاقات الموقعة مع إسرائيل و هناك نظام يعد إمتداد لنظام مبارك في الحكم ، هذا يجب أن يكون واضح .
التركيز الآن يجب أن يكون في ميدان واحد ، و هو إستيلاء الشعب على الحكم ، و ستنساب بعد ذلك أنهار التغيير الإيجابي في كل ميدان .
ثالثاً مهاجمة مديرية أمن الجيزة :
إستخدام العنف مرفوض من جانب حزب كل مصر ، و هذا واضح في وثيقته الأساسية ، و بالتالي ما حدث مرفوض تماماً .
نحن في حزب كل مصر مع حل جهاز الشرطة الحالي ، و تأسيس أخر من الصفر ، و هذا مذكور في مقال : جهاز الشرطة هو الأخطر ، لكن الإستيلاء على الحكم أولاً ، و نشر في السابع من سبتمبر 2011 ، و لكننا نرفض العنف لتحقيق ذلك ، و لا نرى أي وسيلة لتحقيق ذلك ، سوى بوصول الثورة للحكم ، بوسائل سلمية .
التركيز يجب أن يكون في هذه الفترة على شيئين :
أولاً : تغيير دفة الثورة للهدف الصحيح ، أي إعلان أن الوصول للحكم هو هدف الثورة ، و لا هدف أخر في هذه المرحلة .
ثانياً : العمل على توسيع المشاركة الشعبية في الثورة ، من كل الأعمار - فالثورة لا يجب أن تبقى موصوفة بالشبابية - و من الجنسين ، و من كافة فئات الشعب - فيجب أن نرى أيضاً العمال و الفلاحين مشاركين بشكل واضح في فعاليات الثورة - و أيضا توسيع النطاق الجغرافي للثورة ، فعلى سبيل المثال يلاحظ ضعف مشاركة الصعيد في فعاليات الثورة منذ بدايتها عند المقارنة بالقاهرة و الأسكندرية و محافظات القناة ، و ربما يساعد بدأ الدراسة الجامعية بعد بضعة أسابيع على تحقيق ذلك .
الخلاصة هي : الحكم أولاً ، و النهج السلمي دائماً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العاهل الأردني يستل سيفه تحية للأجهزة الأمنية والعسكرية


.. غانتس: يجب أن نعمل معا من أجل الوصول إلى انتخابات نشكل بعدها




.. وزير الخارجية الأميركي يبدأ جولة جديدة في المنطقة لبحث سبل ا


.. مصادر يمنية: مهمة إيصال الأسلحة إلى الحوثيين تنفذ عبر جماعات




.. تحقيق أمريكي يفضح فظائع الاحتلال في معتقل سدي تيمان