الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تضارب المصالح والاهداف تحتاج الى انتفاضات داخلية
احمد عبد مراد
2011 / 9 / 13مواضيع وابحاث سياسية
بعيد الانتخابات البرلمانية مباشرة كتبت مقالا تحت عنوان (بوادر ايجابية تلوح في الافق السياسي) وكان المقال يشيرالى امكانية حصول انقسامات وانشقاقات داخل التحالف
السياسي الواحد وعلى مستوى التحالفات بين القوى الوطنية على حد سواء ..لماذا ؟..لان كل تلك التحالفات السياسية غير مبدأية وتجلب الضررعلى المجتمع العراقي فقد بنيت على اساس المصالح الحزبية الضيقة والانانية الفردية والمحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية والجهوية الانعزالية ولهذه الاسباب مجتمعة اعتبرنا تلك الانشقاقات بوادر ايجابية على شرط ان تتبلور تكتلات وطنية بديلة بمعنى الكلمة تظم اطيافا سياسية من الجنوب الى الشمال بغض النظر عن القومية والجهوية والطائفية
لقد انطلقت الكتل الكبيرة في صولاتها وجولاتها الانتخابية فكانت تحالفاتها السياسية ليست على اساس البرنامج السياسي الذي يحقق مطالب الشعب العراقي ويقيم عدالة اجتماعية واستتباب الامن وتحقيق الخيرات المادية للجماهير المعدمة وانما كان هاجس الخوف وعدم الثقة بالاخر وروحية التسلط الطائفي والمذهبي هو دافعها الاساس الذي وضعته تلك الحيتان الانتخابية نصب اعينها وراحت تفتش عن كل ما من شأنه ان يوصلها الى دست الحكم ،ومن هنا كنا قد نظرنا لبوادر الانشقاقات في صفوف تلك التحالفات بوادر ايجابية لان بقائها وديمومة تحالفاتها على تلك الاسس الرذيلة والخسيسة سوف يدمر العراق ويعود به الى القرون الوسطى، وعلى مدى الفترة الممتدة ما بعد انتهاء الانتخابات وتشكيل الحكومة العراقي
لم تهدأ الحناجر من التشكيك والتنديد بتلك التحالفات بينما استمرت الصراعات الخفية والمعلنة بين تلك التحالفات المشبوهة على مستوى الكتلة الواحدة وبين مختلف الكتل الاخرى وعلى اثرها حصلت انسحابات من هذه الكتلة اوتلك وتشكيل كتل مستقلة (كالعراقية البيضاء التي يرئسها هادي العلوي والذي كان بدوره يعتبر نفسه وزير الثقافة بدون منازع وعملية تحصيل حاصل ولما لم يستوزر انشق) بينما استمرت حالة الشك والريبة سائدة ومستمرة وتحين الفرص للتمرد والقفز الى هذا التجمع اوذاك وهذا امر طبيعي عندما تسود الانانية وحب الذات والمصالح الحزبية الضيقة وليس حب الوطن والتضحية في سبيله ،كما لا يخفى على احد ان هناك اسباب اخرى للانقسامات التى ذكرناها وهي تندرج ضمن المواقف البيرقراطية والتفرد بالرأي واصدار الاوامر الفوقية من قبل رؤساء تلك الكتل وروح التعالي خصوصا وان بعض رؤساء الكتل قد حصلوا على نسب عالية من الاصوات جادوا ببعضها على الاخرين فأصبحوا هؤلاء مسبحين بحمد اولائك نأخذ مثال واحد(عزت الشابندر) ويستمر الحال على –هلمنوال- واليوم وكما تدلل الاحداث المتسارعة اخذت الامور منحا اخر اعمق وابعد في دلالاتها فقد تعمق الصراع وتجذرواتسعت ابعاده واهدافه واخذ ينذر بالمواجهة التي يبدو لا بد منها بين الكتل الرئيسية وهي العراقية ودولة القانون وقد دخلت الان حلبة الصراع المكشوف كتلة التحالف الكردستاني التي تمتلك الكثير من اوراق الضغط والتي كانت تقوم بدور الوسيط والمهدئ للتوترات السياسية ولديها خارطة طريق لحل كل مشكلة بين حيتان العملية السياسية... اليوم مطروح في الساحة السياسية ثلاثة مشاريع ورابعها هلامي
الاول > المشروع المالكي والذي يميل للهيمنة على السلطة وخلق دولة مركزية (قوية) يشم منها رائحة الحنين الى الحكم الفردي والدعوة الى انتخابات رئاسية يعتقد المالكي وحزب الدعوة وخاصة صقوره انهم سيحققون فوزا كاسحا بمساعدة العشائر مستغلين امكانياتهم المادية والسلطوية ضامنين دعما خارجيا يصب في نهاية المطاف في حشد البيت الشيعي الى جانبهم، وهنا لابد من التذكير ان هناك من يدفع بهذا الاتجاه من وراء الكواليس ومنهم الشخصية الرجعية الدكتاتورية (حسين الشهرستاني والشيخ خالد العطية))
الثاني> المشروع المستتر بقيادة اياد علاوي وهذا المشروع مخيف حقا فهو (نص حية ونص جريّة)وهو اي علاوي لا زال يحن لماضيه البعثي الدموي ولا يريد ان يبتعد اويقطع ارتباطاته مع البعثيين سفاكي دم الشعب العراقي ويطمح بتأييدهم لمشروعه السلطوي ولا يدري انه سيكون اول ضحاياهم فهؤلاء لاذمة ولا ضميرلهم ويعضون اليد التي تمتد لهم وتجارب الماضي كثيرة ،وعلاوي هذا يطمح بقيام سلطة وحكومة نصف بعثية ونصف علاوية بمعنى( نص حية ونص جرية) وهي سلطة دكتاتورية رجعية دموية ومآلها بيد جلاوزة البعث والسيد علاوي يصول ويجول ويتنقل بين العواصم( العروبية ) الاردن والسعودية ودول الخليج وغيرها من الحثالات الرجعية ويذكرنا تحركه وتحشيده هذا بالتحركات المشبوهة التي قامت بها جموع القومجية والتي تآمرت على الحكم الوطني بقيادة الشهيد عبد الكريم قاسم واسقطته وقضت على مكاسب ثورة تموز المجيدة..
الثالث> مشروع التحالف الكردي وهو يسعى رويدا رويدا الى تهيئة الظروف والمناخات الضرورية لقيام دولة كردية،والمعروف ان القيادات الكردية لديها باع طويل في ادارة المفاوضات وفن الصراع السياسي وقد خاضت جولات عديدة من تلك المفاوضات في زمن بعث 63 الاسود وكذلك زمن عارف وزمن حكم البعث الدموي الثاني ولديها قاعدة رصينة في هذا المجال ولذلك فهي كانت ذكية للغاية عندما وظفت المادة 140 للنفاذ منها الى اجراء استفتاءات عامة فيما يسمى المناطق المتنازع عليها وكذلك عندما حققت مكسبا مثبتا في الدستور ينص على ان لايجوز تنفيذ اية مادة منه مهما حضيت باصوات الاغلبية الا بموافقة ثلاثة محافظات (قرار فيتو) ولسان حالهم يقول لدينا هاولير ودهوك والسليمانية، والان وعند حصول اول اختبار وهو قانون النفط والغاز شعر الطرف الكردي ان هذا القانون سوف يحرم الطرف الكردي من مستلزم اقتصادي يحسب الكرد حساباته ضمن تهيئة مستلزمات تلك الدولة..
اما المشروع الهلامي> فهو متحرك قلق غير مستقر متسرع يتقدم بسرعة ويتراجع بسرعة ضعيف فكرا وسياسة وقيادة ولهذا تراه يرعد ويزبد ويعربد ويتوعد بالويل والثبور لمن لاياخذ بآرائه ويؤيد مواقفه وهذا المشروع يضم خليط غير متجانس ويتعرض الى انشقاقات وانسلاخات كما يضم في صفوفه الفقراء الطيبيين المحرومين الى جانب جماعات شريرة واخرى موتورة تستغل مكانة وسمعة هذا التيار لتنفيذ مآربها ومطامعها.
هذه المشاريع المشار اليها اعلاه ... تحمل في طياتها اهدافا طائفية ودكتاتورية واخرى قومية شوفينية رجعية.. وعلى الطرف الاخر يقابلها ضيق الافق القومي الانعزالي،، اذن اختلاف في المبادئ واختلاف في الاهداف واختلاف في الرؤى واختلاف في المصالح ..وعليه فمن الصعب تلاقي وتصالح وتفاهم هذه القوى والاحزاب... والحل الوحيد هو حصول انتفاضات داخلية يقوم بها اصحاب المشروع الوطني الحقيقي لارساء حلول وطنية ديمقراطية حقيقية تقضي على التوجهات الطائفية المذهبية والجهوية الانعزالية والشوفينية وروح التسلط والدكتاتورية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فولكسفاغن على خطى كوداك؟| الأخبار
.. هل ينجح الرئيس الأميركي القادم في إنهاء حروب العالم؟ | #بزنس
.. الإعلام الإسرائيلي يناقش الخسائر التي تكبدها الجيش خلال الحر
.. نافذة من أمريكا.. أيام قليلة قبل تحديد هوية الساكن الجديد لل
.. مواجهة قوية في قرعة ربع نهائي كأس الرابطة الإنكليزية