الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- أرى ضرورة تغيير كلمة الشيوعية من عنوان الحزب!!-

محمد عبد الجواد الجوادي

2011 / 9 / 14
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


" أرى ضرورة تغيير كلمة الشيوعية من عنوان الحزب!!"
أنا مع تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي إلى تسمية أخرى ، أن التسمية لاتعتبر من المقدسات التي لايجوز تبديلها وتغييرها .
التسمية هي لاتعني أكثر من عنوان أي تمثل الواجهة الأصل هو المضمون وعقيدة الحزب وبرنامج الحزب ، فالحزب الشيوعي العراقي حمل التسمية من ثلاثينيات القرن الماضي وكان ميلاد الحزب وانبثاقه في فترة عصيبة يمر بها شعب العراق . العراقيون من الاحتلال العثماني الذي أستمر أربعة قرون وعندما خرجوا من العراق كانوا يعانون من التدمير الذي أصاب مفاصل الحياة ، فالجيش العثماني أخذ شباب البلد إلى الحرب واستولى على أرزاق الناس حتى على التموين الموجود في البيوت ، ولم يوفر حتى الحمار لصاحبه . وانتشرت المجاعة والأمراض وكان العثمانيون قد اقتطعوا المقاطعات من الأراضي إلى العاملين بإمرتهم وهم البكوات والشيوخ والأغوات ، وكانت الأمية تصل إلى مايزيد عن ال 95% ، وخرج الاحتلال العثماني بدخول الاحتلال البريطاني وكان البريطانيون هدفهم ثروات العراق وخاصة النفط . وقد حرم الأنكليز العراق من أن يكون له موانئ على الخليج تتناسب مع حجمه وموقعه الجغرافي بخلق الكيان المسخ الكويت وخاصة بعد أكتشاف النفط وكانت سياسة بريطانيا تقوم على ( فرق تسد ) في خضم هذه الظروف تم تنصيب الملك المرحوم الملك فيصل الأول وكان لاحول له وقوة لأن العراق خزانته خاوية وشعبه يعاني من الجهل والفقر والمرض . كانت ولادة الحزب الشيوعي في هذه الفترة العصيبة التي كانت تهيمن على العراق وكانت الاستخبارات الأنكليزية نشيطة من خلال العملاء من أبناء البلد ومن خلال ضباطهم المنتشرين في كل دائرة وفي كل زاوية في العراق وانتبهوا لوجود الحزب الشيوعي في الساحة العراقية وأنه يهدد المصالح البريطانية التجارية والنفطية والوجود البريطاني من خلال نشر الوعي الوطني ومن خلال دفاعه عن مصالح الفقراء وعن مصالح الطبقة العاملة على ضعفها وعن مصالح الفلاحين ، الجميع كانوا رازحين تحت سطوة وسيطرة الإقطاع والرأسماليين أي الملاكين ، وقامت بريطانيا من خلال الحكومة العراقية بتأسيس شعبة الشرطة السرية أي الأمن لملاحقة القوى التقدمية في البلاد ومع صعود هتلر في ألمانيا في عام 1933 بدأ الصراع البريطاني الألماني في العراق أخذت الدائرة تضيق على الأحزاب الشيوعية والديمقراطية واليسار بشكل عام . وأنجرف معهم في الصراع ضد القوى الوطنية التيارات السياسية القومية والمؤسسات الدينية سواء أكانت السنية أو الشيعية وكما قلنا القوميون العرب الذين كانوا متأثرين بدعوات هتلر القومية في ألمانيا وموسيليني في إيطاليا وأخذت تتشكل في بغداد كتائب للشباب القومي بدعوة تحرير فلسطين وقد لعب دور كبير الرفيق فهد ( سلمان يوسف سلمان) الذي كان يقود الحزب الشيوعي في تبني حل القضية الفلسطينية بعيد عن العواطف والمزايدات والذي أعتمد الحل الديمقراطي المستند على حق الشعوب ، وكما ذكرنا المؤسسات الدينية كانت تحارب الحزب الشيوعي العراقي تحت مظلة على أنه حزب قائم على الإلحاد وعلى المشاعية وقد تأثر الناس السذج والجهلاء والأميين إلا أنها لم تمنع العمال والفلاحين والمثقفين والطلاب وصغار الموظفين والبرجوازية الصغيرة أن يكونوا قاعدة عريضة للحزب الشيوعي وخسرت ألمانيا الحرب بعد وخرج العراق وقد هيمنت عليه بريطانيا بشكل أكبر وأوشكت أن تفقد ثقتها بعملائها بسبب حركة الواحد والأربعين الغير مدروسة والغير متكافئة والتي كانت لاتمتلك تقدير موقف التي قام بها العقداء الأربعة بتحريض من الأحمق رشيد عالي الكيلاني ومعه محمد يونس السبعاوي الموصلي التي أعادت العراق إلى المربع الأول وقد امتلأت المعتقلات والسجون بالضباط والوطنيين أما الحزب الشيوعي فقد تمت ملاحقته تحت ذريعة مكافحة الأفكار الهدامة والأفكار ( الأنارشية ) ، وقد تم اعدام الرفيق فهد مع مجموعة من القيادة ، ولعب الشيوعيين دور كبير في انتفاضة 1948 التي أسقطت معاهدة بورتسموث ( صالح جبر- بيفين ) وقد تصدى الحزب الشيوعي لشركات النفط البريطانية في أضرابات عمال النفط في منطقة كور باغي والتي ذهب ضحيتها العشرات من العمال برصاص الشرطة وفي الخمسينيات تأسست الجبهة الوطنية من الحزب الشيوعي والأحزاب القومية والأحزاب الديمقراطية لمواجهة نظام نوري السعيد الذي كان زعيم الرجعية العربية وقاد الحزب الشيوعي المظاهرات في سنة 1956 في العدوان الثلاثي على مصر لدعم مصر رغم موقف عبد الناصر السلبي من الأحزاب الشيوعية المحلية وإعدام قادة من الحزب الشيوعي المصري من العمال على رأسهم البقري (وسوف نتكلم عنها في مجال آخر ) وقاوم الحزب الأحلاف وعلى رأسها حلف بغداد السيئ الصيت المدعوم من الدول والقوى الاستعمارية وكما هو متوقع حدثت ثورة 14 تموز بقيادة المرحوم عبد الكريم قاسم وخلال فترة قصيرة تصدعت الجبهة الوطنية بدفع من السفارات سواء أكانت الأجنبية أو المصرية في بغداد وأخذ يتصرف المرحوم عبد السلام عارف الذي كان نائب رئيس الوزراء ونائب القائد العام ووزير داخلية بشكل ساذج وأرعن من خلال خطبه البلهاء ( جمهورية ، خاكية ، سماوية ، لاقصور ، ولا ثلاجات !!!!؟؟؟؟؟) وألتف حوله المرتزقة وكان موقف الحزب الشيوعي حاسم إلى جانب الثورة ويقدر المخاطر التي تحيق بها والتآمر من قبل اميريكا وبريطانيا ودول الجوار والجمهورية العربية المتحدة بقيادة عبد الناصر . ولايعني أن الحزب لم يقع بأخطاء ربما كانت بعض الأخطاء كبيرة قسم منها ناتج عن حسن النية وعدم الخبرة في الإدارة رغم أنه لم يستلم حكم إلا أن النضال والكفاح شيء وإدارة الدولة وخاصة العراق شيء وبدأت المساجلات في الشوارع والصراعات وللأسف بدأت الانقسامات بين أبناء الشعب مستفيد منها قوى النظام السابق والعملاء وكان لمؤامرة الشواف المدعومة من العربية المتحدة نظام عبد الناصر ومباركة أميريكا وتدفق السلاح ومحطة الإذاعة على مدينة الموصل وجاءت حوادث كركوك التي قتل فيها العديد من أبناء الشعب وتحمل وزرها الحزب الشيوعي رغم أن من قام بالأعمال هي الصراعات الأثينية والشوفينية المحلية ن هناك الكثيرين اندفعوا تحت مظلة الحزب في حين لاعلاقة لهم رسمياً بالحزب الشيوعي وأجتاحت مدينة الموصل فترة من الإرهاب والقتل والاغتيالات في سنة 1960 ولغاية سنة 1963 راح ضحيتها عشرات من الشيوعيين ومئات المواطنين الذين لاعلاقة لهم بالحزب الشيوعي بدفع وتمويل من القوى الرجعية المحلية من داخل المدينة وشركات النفط وسوريا التي كانت في حينها الإقليم الشمالي أي في عهد الوحدة وجاء انقلاب 8 شباط فكان بحق ثورة مضادة لكل المكتسبات التي تحققت في 14 تموز بقيادة عبد الكريم قاسم وكان مدعوماً من القوى الوطنية والديمقراطية ومنها الحزب الشيوعي وقامت الثورة المضادة بإعدام المرحوم عبد الكريم قاسم مع مجموعة من ضباط 14 تموز في دار الإذاعة العراقية ومن نتائج الانقلاب وأد قانون الإصلاح الزراعي وقانون النفط 80 الذي قتل عبد الكريم قاسم وحدثت مجازر رهيبة عندما أصدر المجلس الوطني لقيادة الثورة بيان آمر بإبادة الشيوعيين وأنصار الزعيم ولاسيما في منطقة ( عقد الأكراد ، عقد النصارى وفي الكاظمية وفي مناطق أخرى ) وأقوى ضربة تلقاها حزب الشيوعي العراقي التي كانت أقوى من عمليات القتل والإرهاب والملاحقة . هي الفتاوى التي صدرت من المراجع الدينية بتحريم الحزب الشيوعي واعتبار الشيوعي الذي يبقى في الحزب خارج عن الإسلام أي غير مسلم وتطلق منه زوجته ولا شفاعة له ، وكما ذكرنا أن الأكثرية الساحقة من الشعب يغطون في الجهل والأمية وتحت سيطرة ورحمة الإقطاع والرأسماليين ودور السيد في الريف العراقي وخاصة في الجنوب يلعب دور كبير في الحياة اليومية للناس البسطاء وللأسف ومن باب النقد أن الحزب لم يعمل على تثقيف وتغيير ذهنية الناس لأن الولاء إذا لم يكن مؤسس على عقيدة يتبخر وكذلك كان دور رجل الدين في الشمال سواء في إقليم كردستان وبقية المحافظات السنية والجميع كانوا يثقفون ضد الحزب الشيوعي العراقي . المصيبة أن الجميع يعتبرون أن المناطق يجب أن تبقى مقفلة من أجل الحفاظ على مراكزهم وهيبتهم الدينية واليوم مضى على أكثر الأحداث مايزيد على الخمسون سنة والريف العراقي والمناطق المعدمة والفقيرة لازالت مقفلة للفكر السياسي الديني ولازال أصحاب المصلحة الحقيقية من المعدمين مقفلين على ذاتهم ولم يتغير شيء لازالت ( تكرم عن طاريك الحرمة ، تكرم المرأة عورة ) ولازالت الكلمة العليا للسيد ورجل الدين والأغا والشيخ ولازال الاقتران يحكم الشخصية العراقية ولازالت كلمة شيوعي مخزنة في الذهنية تعني العبارات والكلمات والمعاني التي ماأنزل الله بها من سلطان عند تغيير كلمة شيوعي بكلمات تقدمية وديمقراطية تقطع الحجة على المتصيدين في الماء العكر .
وبالتأكيد عند تفكك الإتحاد السوفيتي قام الشيوعيون في أغلب دول المعسكر الاشتراكي بإعادة بناء الأحزاب الشيوعية تحت تسميات أخرى والقيام بعملية شجاعة وهي نقد الذاتي وتقييم الأخطاء حتى يتمكنوا من الحفاظ على المصداقية وكسب الشباب بعد أن جرب ثقافة العولمة والثقافة الغربية وقد أزداد فقراً وأصبح في روسيا وبقية الدول مافيات تمتلك جل الاقتصاد الروسي والدول التي كانت ضمن المعسكر الشرقي . يجب أن لاتفوت الفرصة من قبل الحزب الشيوعي العراقي بتغيير الأسم ، أن الجمود العقائدي على التمسك بتسمية يضر بمصلحة الحزب الشيوعي والذي كان متوقع منه أن يحصل على مقاعد كثيرة في البرلمان رغم عمليات التزوير والبلطجة ، علينا أن نؤمن أن السياسة ( فن الممكن ) ، ( من يهرب يعود ) ، ( العض على الأصبع) ، ( المرونة في العمل الثوري مطلوبة ) . أن مهام مواجهة المعسكر الرأسمالي الذي أخذ يتفسخ ويترنح تحت ضربات الأزمة المالية وخاصة وأنه قد بلغ الشيخوخة وفي أعلى مراحل الرأسمالية ، أن سياسة خلق عدو مفترض انتهت وأصبح الأعداء كثر لأن المصالح داخل المعسكر الرأسمالي متباينة ، ألمانيا، أنكلترا وفرنسا وحتى إيطاليا !!!!!! هذه المهام يجب أن تكون أكبر من العناوين والتسميات. واليوم روسيا تتعافى ولايمكن أن تقبل بأقل من إمبراطورية الشرق !! ونمو التنين الصيني الذي يعتبر صاحب أكبر أحتياطي نقدي حتى أكبر من الولايات المتحدة والهند على طريق دول الكبار والباكستان واليابان . أن مستقبل البشرية سوف يكون بزوال طفيليات نظام العولمة وعودة الاشتراكية لأن نفوس العالم تزداد يوماً بعد يوم وفقر البشرية ليس سببه شحة الموارد إنما نهب الموارد من قبل النظام الرأسمالي ولاننسى أن هناك دول تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية الدول الأسكندنافية .

مع تحيات كاتب مستقل يساري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كنية الشيوعية
فؤاد النمري ( 2011 / 9 / 14 - 05:13 )
كل ما كتبه الجوادي لا علاقة له باسم الحزب الشيوعي
قامت الأحزاب الشيوعية في العالم كله انتصاراً لمشروع لينين في الثورة الاشتراكية العالمية التي ستفضي إلى الشيوعية، المشروع الذي أعلنه لينين نفسه في آذار 1919 وأقام الأممية الثالثة وفروعها الأحزاب الشيوعية في سائر البلدان ومنها العراق
انهار المشروع اللينيني لأسباب داخلية سوفياتية لا علاقة للرأسمالية الامبريالية بذلك وبانهيار الاتحاد السوفياتي غاب شبح الشيوعية من ساء العالم. اليوم أكبر الأحزاب الشيوعية في العالم، الحزب الشيوعي الصيني، لا يعلن بأنه سيقيم الشيوعية والأحزا الشيوعية الطرفية مثل الحزب الشيوعي العراقي ترفع شعارات بورجوازية مثل الديموقراطية والتعددية وتداول السلطة،هذه الشعارات التي تعني قبل كل المعاني الأخرى الموافقة على استغلال الطبقة العاملة وإلا ما معنى التعايش مع الكبقة البورجوازية من خلال التعددية وتداول السلطة
لم تعد الشيوعية هدفاً لهذه الأحزاب ولذلك ومن باب الأمانة لماركس ولينين يتوجب إلغاء اسم (الشيوعي) لهذه الأحزاب
وينبغي على الشيوعيين الحقيقيين أن يخططوا للقيام بثورة ثقافية تشكل أساساً لقيام ثورة اشتراكية في المستقبل


2 - الرفيق النمري
كريم الزكي ( 2011 / 9 / 15 - 08:35 )
عاشت ايدك كلامك عين الصواب ..
ومن باب الأمانة لماركس ولينين يتوجب إلغاء اسم (الشيوعي) لهذه الأحزاب
وينبغي على الشيوعيين الحقيقيين أن يخططوا للقيام بثورة ثقافية تشكل أساساً لقيام ثورة اشتراكية في المستقبل
أتمنا لك الصحة وطول العمر يارفيقي , كلامك يداوي الجروح
بغداد 15/9/2011

اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام