الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسورية وشعبها... أصدقاء أيضاً

الحزب الشيوعي السوري

2011 / 9 / 14
السياسة والعلاقات الدولية


يتضح أكثر فأكثر سلوك تحالف (ردع سورية) المكون من (لمّة) غريبة وعجيبة.
الأعمى وحده من لا يرى التصعيد المبرمج، الذي بدأ بالتهديد المبطن.. ثم العلني، وارتفع إيقاعه مع بدء عملية الإصلاح الجارية في البلاد، ليتحول إلى العقوبات الاقتصادية.. والمقاطعة التجارية.. والدعم المالي واللوجستي العلني والسري لمشروع (تنويري) جديد، ينقل فئات المجتمع السوري من فضاء التنوع والوحدة، ضمن نسيج وطني عمّدته التجارب عبر عقود، إلى قمقم التشرذم الطائفي والحرب الأهلية، وأخيراً وليس آخراً تسليح المحتجين (السلميين) للاستيلاء على السلطة بطريقة (ديمقراطية)، والتلويح بإخراج خطة التدخل العسكري من ملف (الاحتمالات).

وضيّق الأفق وحده من يتغاضى عن مغزى هذه (التوليفة) الاستثنائية التي تضم أشد الدول الاستعمارية القديمة والجديدة فتكاً بحقوق الإنسان، المطعمة بنكهة (ديمقراطية) حكام النفط والغاز، مانحي (البركة والهداية).. رسل الحرية والديمقراطية الجدد في عاصمة الأمويين! ومغزى تبني هؤلاء لحقوق المواطن السوري على وجه الخصوص!
و شعبنا السوري ليس أعمى.. ولا ضيّق الأفق، فقد أدرك أن المسألة هنا لا تتعلق بحقوق الإنسان السوري الدستورية والديمقراطية، فهو استحقاق عليه أن يحققه بفعله.. وبأسلوبه. فقد أعلن شعبنا استياءه من فقدان الديمقراطية، وتسلط فروع الأمن المختلفة، كما عبر عن غضبه بسبب تجاهل معاناته الاجتماعية والمعيشية، وحدد مطالبه السياسية والاجتماعية، وقرر أن غد سورية لن يكون إلاّ غداً واعداً يحمل إلى السوريين نظاماً دستورياً.. ديمقراطياً تعددياً يتسع للجميع ويحقق مصلحة الجميع.
لكن خلفية المشهد السوري لا تقتصر على المتربصين المترقبين تطويع الإرادة الوطنية لشعبنا، كما لا تقتصر على الشامتين.. الساكتين هنا وهناك بانتظار معرفة الفائز الأكبر في (السباق) نحو سورية، بل تضم هذه الخلفية أصدقاء وحلفاء في الخارج، حريصين كدول.. وكنخب سياسية واجتماعية وثقافية، على خروج سورية من أزمتها. وقد أجمع هؤلاء على بطلان الحجج التي يستند إليها التحالف الأمريكي الأوربي، واســـــتنكروا التهديـــــــــــد بالغـــــــزو العسكري لبلادنا، لكنهم في الوقت ذاته تمنوا على القيادة السورية سحب البساط من تحت قوى التدخل والعدوان، عن طريق الوقف الفوري لأعمال القمع غير المبرر للتظاهرات السلمية، وإطلاق سراح الموقوفين على خلفية الأزمة، والاقتصار في استخدام القوة على العمليات الموجهة ضد العصابات الإجرامية التي روعت المدن السورية، والاستمرار في عملية الإصلاح السياسي والاجتماعي، وتنفيذ اختراقات.. وتقديم تنازلات إذا تطلب الأمر، لعقد حوار وطني عام يضم جميع القوى السياسية والاجتماعية، وبضمنها المعارضة الداخلية الوطنية، التي طالبها هؤلاء الأصدقاء أيضاً بعدم عرقلة الحوار، وشجب الاستقواء بالخارج والتلويح بطلب الحماية الدولية، والوقوف بوجه التدخل العسكري المحتمل.
إن استمرار عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي، والعمل على إجراء مصالحة اجتماعية وطنية في جميع المحافظات والمدن السورية تطوي صفحة الماضي المؤلمة، لا تعني المواطنين السوريين فقط، بل هي أيضاً في صلب اهتمام أصدقاء سورية المعادين للإمبريالية الأمريكية وشركائها الأوربيين، الذين يرون في سورية العقبة الوحيدة أمام تحقيق المشاريع القديمة والجديدة، الهادفة إلى جعل الشرق الأوسط إقليماً مرتهناً للمصالح الأمريكية والصهيونية.
لذلك نرى ضرورة العمل على تمتين هذه الجبهة العريضة الصديقة لسورية ولشعبها، التي وقفت في زمن الشدائد إلى جانبنا، والنظر إلى اقتراحاتها وآرائها في الأزمة السورية انطلاقاً من حرصها على تجديد البنيان الوطني السوري، وملاقاة تطلعات المواطنين السوريين، اللذين يؤديان أيضاً إلى تمتين الصمود السوري في مواجهة قوى العدوان والهيمنة.
في المواجهة التي يخوضها شعبنا ضد الحصار والعقوبات.. واحتمالات العدوان الخارجي، يقود منطق الأمور إلى توسيع جبهة أصدقاء سورية، وعدم السماح بتوتير العلاقة معها، عن قصد أو دون قصد، وتفهم دوافعها النابعة من رغبة حقيقية في اجتياز سورية لمحنتها، والحرص.. كل الحرص على توسيع هذه الجبهة، فقوى التطرف والظلام والعدوان تشحذ حرابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخبر الجيد
نبيل السوري ( 2011 / 9 / 15 - 05:42 )
هو أنكم وأمثالكم من الرخويات والمستحاثات ستسقطون سقوطاً مريعاً ونخلص من وجوهكم الكالحة

اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا الأميركية تهدّد ب«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أ


.. دونالد ترامب يحمل نتنياهو مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023| #مراس




.. ما تداعيات ومآلات تدخل شرطة نيويورك لفض اعتصام الطلاب داخل ج


.. مظاهرة لأهالي المحتجزين أمام مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للمطا




.. الرئيس الأمريكي جو بايدن: سنعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ ال