الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشتاقون لسماع الطزطزة القذافية

احمد مصارع

2004 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


مشتاقون لسماع الطزطزة القذافية
لست لبيراليا جديد ا ولا يتعلق الأمر بالتمنيات , ويمكن لي أن أكون في موسكو ليبراليا من طراز رفيع , فهناك سأكون كمواطن محمي بقوة الصواريخ الجيدة (الرؤوس الشيطانية ) والنووية , ولن أحتاج هناك الى تغطية رأسي خوفا من الصواريخ الأمريكية , وقد لا أحتاج الطزطزة عليها وكما أني لن أكون محتاجا لحشو رأسي بمفردات عقيمة كالليبرالية الجديدة تمجد القوة العسكرية الغاشمة , وحين اسكر من الفودكا فلن أكون موتورا ولا معقدا لأنني مطمئن على سمائي التي لا تخترقها الصواريخ .
يمكن للمواطن الروسي أن يتحدث بأريحية تامة عن تفاهة استعراضات القوى العظمى العسكرية واستقوائها على الشعوب الهشة والضعيفة والفقيرة بشكل مدقع , وأن يسخر من مفاهيم هزلية ( كالليبرالية الجيد ه ) ويراها كصدأ الحديدة , ويقول لكل متغطرس , لا أفهم حقا كيف أكون لبراليا وأستعبد غيري من الناس الضعفاء ,
الليبرالية كما فهمنا المقصود منها هو انتزاع الضعفاء لبعض حقوقهم من الأقوياء , وقد حولتها الثورة الفرنسية الى حق عام لكل البشرية ولكنها لم تلتزم بجدولها الزمني ,فقد تتأخر عنها وقد تتقدم عنها ,حسب مصالحها الامبريللية أو الاستراتيجية.
أما الفيلسوف آدم سميث فقد أعطى للحرية معناها الاقتصادي , على طريق منافسة شريفة أخلاقية مثالية تدعو الى جعل الطريق مفتوحا بالقول : دعه يعمل , دعه يمر ,.
القول بوجود حسنات لليبرالبة الأمريكية على النحو الذي نشاهده على الساحة الدولية اليوم , كالقول بالمساواة موضوعيا ,وبين الإنسانية والوحشية وليس هذا بالمفهوم الجديد , عن القارة الأمريكية حيث يتباهى معظم قادتها السياسيون بفشلهم المدرسي في مادة الرياضيات , وضعفهم الصريح بالجغرافية , ومعظم الأمريكيين لا يفرقون بين الأصوات : العراق تساوي إيران مثلا , وكأن الفرق الصوتي غير مهم بالنسبة لهم .
ان لديهم على ما يبدو متسع من الوقت ليتعلموا على الطبيعة مباشرة , أين بحوثهم الدراسية المستقبلية التي ينفقون عليها عشرات المليارات سنويا , بل أين نتائجها المفترضة , إننا لا نرى في استراتيجياتهم المستقبلية سوى الأعمال الارتجالية , ومن النوع الذي يدعي إصلاح شيء , في حين يفسدون معه أشياء كثيرة , ولاشي في سياساتهم بدل على وجود مقاربات سياسية من الواقع المراد التأثير عليه وفقا لمصالحهم , وفراغ جعبتهم واضح للعيان , حتى أن كتابهم أعجز من يقنعوا أحدا اللهم وهم يحملون الهراوة الغليظة في وجه البشرية جمعاء , وهم والأنظمة التابعة لهم , وقد وصل الأمر بهم الى حد رفع حالة طوارىء عالمية لمركزية أمريكية تفعل ما تشاء بدون تفويض دولي يخفف من غلواء مركزيتها الصارمة , ولو كانت السياسة الأمريكية في امتحان شهادة الطبيب الجراح مثلا فلن تحصل إلا على شهادة جزار .
السماء التي تعيش تحت ها البشرية اليوم تنذر بالعواصف , وإذا ظلت الظروف كما هي عليه , فان حروب دمار شاملة تلوح في الأفق القريب وبما أن الطزطزة القذافية لم تغير شيئا في الواقع الدولي , ولذا أقول :
لقد اشتقنا الى سماع الطزطزة القذافية على الهواء مباشرة .
احمد مصارع
الرقه-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #