الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبودية في المظهر والجوهر

حافظ آل بشارة

2011 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



ليس ترفا ثقافيا ان نناقش كيفية بناء الأحزاب الوطنية الناجحة ، لأن الحكومة ثمرة لجهود الاحزاب وانعكاس لرؤيتها وثقافتها ونموذجها الحضاري ، فاذا كانت الاحزاب مولودات منغولية نقلت تشوهاتها الى الحكومة . أزمة الانتماء الاديولوجي سائدة في الاحزاب العراقية والعربية ترافقها أزمة تنظيمية ، والسبب ان النخب السياسية وقعت في ثقافة التحريم الفكري وعقدة الخوف من التفكير العميق ذي الطابع الفلسفي ، او ما يسمى بالمذهبية السياسية التي تؤطر العمل السياسي ، الاستعمار الحديث ليس فرق مضليين تهبط على آبار النفط لاحتلالها ، بل ربما هو جمعيات خيرية توزع العسل والكعك لتحقيق تبعية الآخر وربط التابع بالمتبوع ونشرثقافة العبودية المرغوبة ، من علامات الحرية لدى البشر ان تكون لديهم افكار عميقة وذات خصوصية كونية وقابلة للتحديث والتطبيق ، قوى الاستعمار الحديث تريد اقناع الشعوب التابعة بترك التفكير المستقل والاعتماد على فكر جاهز مستورد ، اقنعوهم بتقليدهم في الملبس والزي والعلاقات الاجتماعية وانماط الحياة المختلفة ولم يكتفوا بذلك فاقنعوا النخب المثقفة من مفكرين وكتاب وفنانين وادباء على ان يدور منتجهم الثقافي في دائرة التقليد الاعمى للغرب ، فتحققت التبعية في المظهر والجوهر ، واذا اعترضت قيل لك هذا نموذج انساني عالمي ! لو كان التقليد موصلا للاهداف المشروعة للشعوب لكان خيرا لكنه يساعد على استمرار الهيمنة الاجنبية وضياع الهويةوالتخلف . هناك تناقض كبير في الموقف فالمنظومة الغربية الحديثة تقنع الشعوب التابعة بالتخلي عن التفكير الاديولوجي لكنها ترفض التخلي عن اطارها الاديولوجي المتطرف ، فالولايات المتحدة والقوى التي تدور في فلكها كلها تعمل برؤية لا دينية يجري تطويرها يوميا وتنتج نصا فكريا خطيرا ، لكنها تخضع لمقولات الانجيلية الصهيونية الحديثة التي تقوم بالتنظير للسيطرة على العالم ، مع ان الاحزاب الحاكمة في اميركا والغرب حاليا لم تعد بحاجة الى املاءات فكرية وقد حسمت هويتها الاديولوجية منذ بدايات القرن الماضي واصبحت احزابا ذات طابع مطلبي تنفيذي ، مفكرو الغرب يتمسكون بالاسس الدينية المتطرفة مع علمانيتهم لكنهم يسخرون من الرؤية الاسلامية ويسفهون دعاتها ، لشعورهم بأنها قادرة على تحرير شعوب المنطقة لو استخدمت كأساس لنموذج في الحكم والادارة ، لتشويه الاسلام نجحت مخابراتهم في استدراج واستحداث خط متطرف يتصف بالتخلف والتحجر والقسوة وحب العنف واثارة الكراهية والتكفير ، هذا النموذج حقق تعبئة عالمية معادية للاسلام والقرآن والنبي (ص) ورسم صورة مرعبة للاسلام في الذهن الغربي ، كما ساندوا حكام المنطقة في قمع دعاة الاسلام الحقيقي المعتدل الذي يمكن ان ينتج مشروعا سياسيا واقعيا . حل الأزمة يكمن في ترك التقليد الاعمى للغرب والعودة الى المنابع العربية والاسلامية في التفكير وابتكار الحلول للازمة الاجتماعية الواسعة التي تعانيها المنطقة والعراق بالذات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد