الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر والهوى الثورى

محمود خليفة جودة
كاتب وباحث

(Mahmoud El Siely)

2011 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لا يستطيع اى انسان ان يقول بصدد ثورة الخامس والعشرين من يناير ما يمكن أن ينتقص من حقها ,فهى ثورة بكل المقاييس اذهلت وابهرت العالم , لأنها ثورة شعب باكمله على نظام فاسد ومستبد ظلم شعبه ونهب مقدراته وثرواته , لقد ظللت خلال الفترة الماضية اتتبع عن كثب واهتمام ما يدور بوطنى العزيز أثرت على نفسى إلا اتحدث فى كثيرا من الأمور حتى يتضح لى معالم الاشياء , فقد حققت الثورة تطلعت الشعب فقد اسقطت نظام مبارك الذى ظل جاسما على صدور المصريين لما يزيد عن ثلاثة عقود , استطاعت ان تعيد لمصر ريادتها ومكانتها التى ضاعت فى عهد مبارك , لقد حققت الثورة العديد من المكتسبات والانجازات فقد مهدت الطريق أمامنا لبناء مستقبل أفضل لطالما حلمنا به , جعلتنا نضع اللبنة الأولى فى طريقة الديمقراطية والحرية ووضعت نهاية لدولة الظلم والقهر , ولكن الثورة لم تحقق بعد ما نربو إليه فالأمر يحتاج إلى سنين من العمل الدءوب والمنظم من أجل بناء الوطن وتحديثه وترسيخ مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان وتحقيق التنمية والتقدم ورفع مستوى معيشة أفراد الشعب .
أن ثورة الخامس والعشرين هى ثورة حضارية وثورة غير مسبوقة فى تاريخ البشرية ,ولكن اليوم وبعدما انجز الشعب مهمته الكبرى وهى اسقاط النظام , فاننا اصبحنا نواحه مشكلة مع انفسنا فنحن بحاجة إلى ثورة على النفس ثورة تغيير للمفاهيم والثقافة التى تراكمت من عهد باءت , فبعد أن كان الشعب بكل طوائفه وفئاته على قلب رجل واحد في ميدان التحرير نسي كل واحد مصالحه و ثقافته واهوائه ونسي الطبقة التى ينتمى اليها وجاء الجميع واتفقوا جمعيا على هدف واحد لا بديل عنه ولا تراجع ورفعوا شعار واحد " الشعب يريد إسقاط النظام " لكن بعد انتهاء الثورة بتنحي حسنى مبارك،بدأت تظهر وتطفوا المصالح والانتماءات والاهواء السياسية على الساحة فاصبح الجميع يبحث عن تحقيق مصالحة والعمل على حشد أكبر تأييد لما ينتمى إليه فقد تناسوا المهمة الاسمى والاعظم وهى البناء فمصر فى حاجة إلى ان نبنيها أولا ونعمرها ونثبت أركانها ثم بعد ذلك فلتبحثوا عن مصالحكم واهوائكم السياسية , فالأمر تحول إلى ساحة من الانتهازية والاتهامات المتبادلة فالكل أصبح همه الأوحد البحث عن السلطة اختلفت الشعارات والاجندات ولكن بقى الهدف واحد السلطة والمصلحة , فهذا ليس بغريب فى مجال السياسية ولكن الغريب ان نفقد ثوابتنا ومبادئنا وننسى وطننا وننسى حقه علينا , بدأت المظاهرات والمطالب الفئوية تتصاعد هنا وهناك ,واصبح الكل يزايد باسم الثورة فهذه الثورة هى ثورة كل المصريين فلم تكن حركة شباب بل حركة المصريون جميعا , الشباب هم الذين اشعلوا فتيلها ولكن الشعب هو من انجز الثورة , فلم تكن باى شكل من الأشكال ثورة تيار فكرى أو جماعة بعينها , كما لا يمكن اختزال شعب بأكمله فى ميدان التحرير , فشرعية ثورة يناير استمدت من كل الشعب فى إرجاء مصر المختلفة , فلا يمكن أن نجعل مصير مصر مرتهن بما تحدده فئات بعينها فنحن بحاجة جميعا إلى التوحد والاتفاق وتناسى الخلافات لنتفق على شىء واحد مصر , علينا إدراك ما يواحهنا من الخارج من مخاطر ومحاولات تريد لمصر الانهيار والدخول فى نفق مظلم , فمصرقلب العالم العربى ونبضه فإذا استيقظت مصر انتفض العالم العربى واهتز العالم , علينا تحقيق المصالحة مع انفسنا وقبول التنوع والأخر علينا تحقيق المصالحة مع جهاز الشرطة فقد كان ضحية نظام كما كان الشعب فمنهم الأخ أو الابن أو الأب أو القريب باى شكل , أن ما يحاول البعض الآن من إشاعته من فوضى وادعاءات كاذبة تنال من المؤسسة العسكرية انما هى فى الاساس موجهة للوقعية بين الجيش والشعب, فالجيش المصرى كان دوما وكعادته منحاز للشعب ففى ثورة يوليو قال كلمته وخلص البلاد من الملك وإخرج الانجليز وفى حرب أكتوبر المجيدة كان الدرع والسيف الذى إعاد لمصر والمصريين كرامتهم , وكان عن عهده فقد انحاز من اللحظة الأولى للثورة وتطلبات الشعب , اخيرا أقول لقد غيرنا نظام وبقى الآن الدور على كل واحد من أن يغير نفسه {إنَّ اللهَ لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهِم} [سورة الرعد/15] , فكل منا عليه التزامات وواجبات تجاه وطنه وشعبه , علينا أن نثور على أنفسنا حتى نستطيع أن نخدم بلدنا ونبى وطننا لطالما حالمنا به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الهوى الثورى لمن؟
ابراهيم المصرى ( 2011 / 9 / 16 - 05:14 )
صباح النور عزيزى محمود احيك على روحك المتفائلة وفيض محبتك ورغبتك لنا كمصرين للتوحد وتجاوز مايعترضنا من عثرات لكن سيدى كيف يكون ذلك؟ فالصورة خادعة لكثيرين فلو قمنا بدراسة لمقطع عمودى لشريحة_طبقات)المجتمع المصرى لاعكست النتائج بمايجعل التفاؤل يتراقص متراجعا فالطبقة الغنية المستفيدة من نظام مبارك فى مجملها تخوف من تغيرات قد تاتى بها الثورة فتقلل من مكتسباتها او لنقل ماسرقتة الا اعداد بسيطة من هذة الطبقة اقصيت لغضب النظام المنهار لها وايضا سيدى معظم الطبقة المتوسطة اللتى فاقت الان من نشوة الانخراط(قيادة) الثورة لانها ادركت ان كثير من مكتسباتها ايضا ستتأثر فالتوريث الحاصل لابناء القضاء والنيابة واساتذة الجامعات وبعض المثقفين مما يجعل كثير من هذة الطبقة فى مستوياتها العليا يتراجع عن دعم التغير فى السياسات بل يعملون الان على اعاقة مسار الثورة وايضا سيدى هل تظن تيارات دينية رجعية فى منطلقها الفكرى وتميل للجمود هل تظنها تنحاز لهوى الثورى؟هل وجدت سلفيا ثورى؟هل ابناء محمد حسان والحوينى سينقلبون ثوارا بعد ارتماءهم تحت اقدام فقههم ومشايخهم القائل ان كل بدعة(_تحديث) ضلالة؟

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار