الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناع الازمات ... كفاكم

منى الصويد

2011 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


بنظرة سريعة على المشهد الليبي تبدو بجلاء أصوات تنفخ في بقايا جمر خلفه أتون أشعله نظام غربت شمسه محاولة إذكاء نار فتنة عن عمد تارة ولنسبة ما تحقق من نصر لنفسها أو للوصول إلى مآرب شخصية تارة أخرى تمثل بالطبع كراسي السلطة أقصاها ، فهذا صوت إعلامي يعلي من نبرته الجهوية بجعل الفضل في التحرير الذي لم يكتمل بعد لهذه المدينة أو تلك مروجا لمدينة دون غيرها وكأن ثوار هذه المدينة هم فقط من ناضل لتحرير ليبيا ، فلا تسمع من هذه الأصوات إلا المناداة دون خجل بثوار مدينة كذا ومدينة كذا ، دون أن يجشموا أنفسهم عناء الإجابة عن سؤال مؤداه أليسوا جميعا ثوار ليبيا من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وهي تسمية فرضت نفسها حتى على الإعلام العالمي ، الم يحتضنهم ويلدهم رحم واحد في مخاض واحد .
لماذا يتناسى هؤلاء الناعقون أن الليبي لليبي أب أو أخ عم أو خال ، وأن دماءهم جميعا روت أديم هذه الأرض دون تفرقة بين بقعة و أخرى لتزهر في كل الفصول و أنهم خرجوا جميعا طلبا لحرية الأرض أو الاستشهاد في سبيلها دحرا لجبروت الطغيان الذي لم يفرق بين مدينة وأخرى إلا أحيانا وبهدف إثارة فتنة كفتنتكم ، فعاد من عاد منهم قرير العين بنصر الله واستشهد من استشهد وعاد بعضهم بأطراف مبتورة وساما على صدره لم يعلقه ملك أو وزير أو مشوها بشامات الفخار .
وتتنوع وسائل إشعال هذه الفتنة من القتل إلى الترويج لأجندة المناداة بدولة مسلمة أو إسلامية على حد تعبير أصحاب الأجندة ، وأنا شخصيا وبدون أي نوع من المبالغة لا اعرف معنى للدولة الإسلامية إلا تلك التي تدين بالإسلام و لا نخالنا كليبيين ندين بغيره فكلنا مسلمين وعلى مذهب فقهي واحد إلا ما ندر وبلغة الأرقام أقول إننا مسلمون 100% مالكيون بنسبة 90% .
ومادام الأمر على هذه الشاكلة فأين محل الدولة المسلمة أو الإسلامية التي يستلزم المناداة بقيامها وجود ديانات أخرى أو ملحدون علنا .
أما إذا كان المقصود بالدولة الإسلامية هو تطبيق القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية في مجال العقوبات والمعاملات فذلك أمر يقرره الشعب الليبي وليس انتم يا من تتخذون من الإسلام مطية للوصول إلى سدة الحكم عزفا على وتر التدين الطبيعي عند مواطننا البسيط الذي تخوفونه من خطر الليبراليين والعلمانيين مرة واليساريين وحتى الشيوعيون مرة أخرى .
و يتعدد مثيروا الفتن التي أخشى أن تأتي كقطع من الليل المظلم وتتعدد الأوتار التي يعزفون عليها ومع هذا اصرخ في وجوههم النظرة أيها القاعدين مع الخوالف بثيابكم وعطوركم الفاخرة وسياراتكم الفارهة كفوا سمومكم عنا ولا تتخذوا من جثث و أشلاء ودماء شهداءنا و الآم جرحانا ومعاناة أهل مفقودينا سلما للوصول لمجد زائف لا وجود له إلا في مخيلاتكم .
فلا مجد يعلو مجد ليبيا و لا فخر لليبيا دون عطاء شبابها ، فالمجد كل المجد لك ليبيا بأشبالك الأسود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوحدة الوطنية الليبية والتسامح المتبادل السل
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 9 / 15 - 10:14 )
ان التجربة الدامية المريرة لشعب العراق الجريح المظلوم والفترة-الانتقالية-الطويلة التي تمتد للسنة التاسعه -دون ان نرى نهاية لهذا الليل الطويل من التمزق للنسيج العراقي وتحول مكوناته من سند يشد بعضه بعضا الى عداء مقيت قاتل
هل سمعتم بالايام الاخيرة باعدام العشرات في صحراء النخب قرب حدود سوريا
لمؤمنين من اهالي كربلاء الحسين لالذنب الا لانهم من مذهب اخر مكوه من الوهابية السعودية فيغدق ملك عصابات ال سعود المليارات لافشال تجربة العراق الدمقراطية
ولقد كانت كل مؤامرات الخارج ستفشل لو ان العراقيين في الداخل موحدون على اساسيات مصير بلدهم وشعبهم -ولكنهم حينما تفرقوا داخليا امتدت اليهم ايدي السوء الخارجية لتصب الزيت على نارهم المشتعلة
هل سمعتم ماذا حصل يوم امس في الشوملي شمال بابل حينما فجر انتحاريون سيارتهم بجمع من العراقيين البسطاء الكادحين وهم يتناولون فطورهم في مطعم شعبى فقتل العشرات
يااهل ليبيا احذروا التفرقة فالتفرقة تحول المتفرقين الى حواضن للارهاب بعضهم ضد بعض لايوجد في ليبيا كلها بل لايوجد في العالم كله من يملك الحقيقة كلها فتسامحوا وتعاضدوا تنجحوا جميعا ويشد بعضكم بعضا والسلام عليكم

اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في