الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التضامن مع اليسار نصر للديمقراطية

عماد الطائي
فنان تشكيلي

2004 / 12 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جاءت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العراق ضد عملية اغتيال الشهيد سعدون عضو م.س للحزب الشيوعي العراقي لتظهر بجلاء مقت الشارع العراقي لازلام العصابات السرية الجبانة, هؤلاء المجرمون المخضرمون الذين لا يجرأون حتى على الاعلان عن هويتهم
لقد أبدى المحتجون تعاطفا واسعا مع ركن اساسي من اركان الحركة اليسارية في العراق وتحديا واسع للفاشية الجديدة لم يسبق له مثيل منذ الاحتلال وحتى سماع خبر جريمة الاغتيال. ولا ادري ما اذا كان التضامن هذا قد فاجأ الكثير من الشخصيات السياسية في العراق ام لا! فقد لوحظ ان حملة الاحتجاج هذه كانت واسعة بحيث انها شملت غالبية التيارات اليسارية العراقية داخل وخارج العراق بما فيها المنشقة او المتناحرة مع قياديين في الحزب الشيوعي نفسه
لقد اختبرت هذه العملية وحدة المصالح والاهداف المشتركة رغم الاختلاف على امور عديدة ومعقدة وهي ليست المرة الاولى في تاريخ هذه الحركة في العراق فالشهداء كانوا ولا زالوا يشكلون همزة الوصل المشتركة لليساريين العراقيين على اختلاف اتجاهاتهم وتنوع تنظيماتهم او خلافاتهم وذلك عبر سلسلة المواقف البطولية التي يضرب بها المثل منذ تأسيس الحزب وحتى اغتيال وضاح ورفاقه وهو مؤشر يشير الى ان التفتت الحاصل بحركة اليسارالعراقي ليس أبديا. وربما يواجه لاحقا هذا العنف الذي يهدف الى تصفية الحركات اليسارية جسديا بمقاومة مسلحة منظمة توحد الفصائل اليسارية للدفاع عن نفسها خاصة عندما يقف الجيش ومؤسسات الامن الاخرى موقف المتفرج على ما يحصل
 ومما يعزز هذه القدرة كون الفصائل اليسارية العراقية ذات تجربة ليست بالقصيرة خاصة ما يتعلق بأساليب الكفاح المسلح وهذا طبعا في حال اعتبار تجربة القيادة المركزية- الجناح الذي انشق عن الحزب عام 1967 واحدة من أقدم المبادرات المسلحة التي قاومت الفاشية عبر التاريخ الطويل للشيوعية في العراق. وليس من المفاجئ ان تظهر مباشرة بعد حملة التضامن هذه أخبار جديدة على صفحات حوالي العشرين موقع من المواقع المعادية للارهاب تغطي وقائع مفصلة عن مجزرة اخرى اقترفت بحق المناضلين الشيوعيين ضد النظام الفاشي المقبور ألا وهي مذبحة بشتاشان في كردستان العراق التي أمر بها رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني حين هاجموا مقرات الحزب الشيوعي لأنها أصرت على منع مسلحي جلال الطالباني من الاعتداء على بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني وذلك عام 1983 وكان من نتائج الهجوم هذا قتل الأسرى الشيوعيين والتمثيل بجثثهم اضافة الى منع دفن بعض الشهداء لكي لا ينجسوا الارض الكردية! كما تم إخراج بعضهم من القبور والرمي عليهم وهم موتى رغم  صريخ  وتوسل أهالي القرى الكردية على اعتبار ذلك منافي للأعراف والتقاليد الانسانية. ربما يرى البعض ان توقيت حملة الاحتجاجات هذه غير مناسب ومحرج للقيادات السياسية خاصة في هذا الظرف بالذات الا ان العكس هو الصحيح. ولكي يفهم من يطالب بالديمقراطية الحقة للعراق والحقوق الكاملة للشعب الكردي بان ثمن الديمقراطية باهظ وان الحركة اليسارية والديمقراطية هما توأمين لأم واحدة وعلى الاثنتان ان تقطعا الطريق أمام عودة الفاشية, ويتعاونا على بناء عراق ديمقراطي يمنع عودة المقابر الجماعية و مأساة اطفال قرية حلبجة سواء اكان وراءها قوميا شوفينيا كرديا ام عربيا. وان الجرائم اللاانسانية والاغتيالات السياسية هي اعمال جبانة ومخالفة لكل العقائد. كما إنها عار على كل من تسول له نفسه الانجراف وراءها حتى لو كان ضحيتها بعثيين من النظام المقبور لا لشيء الا لان ذلك ينافي دولة العدالة والقانون المنشودة ولا يرضى بها إلا الذين يريدون اعادة حكم الغاب وتسلط الشواذ المعتوهين على رقاب شعبنا إلى الأبد
عماد الطائي 4 كانون الاول 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟