الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(جدار برلين)في سوق الشورجة!!

سالم اسماعيل نوركه

2011 / 9 / 14
كتابات ساخرة


حين تدخل في سوق شورجة التجاري هذه الأيام عليك أن تختار التسوق في شرقه أو غربه وإن لزم الأمر التجول والتسوق من (الصوبين)فعليك بتحمل ما لا يحتمل من العذاب والمشقة وأن كنت في عمر وصحة (مو مال بهذلة) فنصيحتي أن لا تدخل فيه فأنك لا تخرج منه بسلام فهو اليوم لا يحمل ملامح سوق وإنما أشبه بسجن أو معسكر لقوات قد دحرت وهزمت شر هزيمة ،رواد هذا السوق اليوم لابد أن يجيدوا قفز الموانع والزحف والمناورة بالسير وخفة الحركة والمطاولة وشيء من صبر أيوب وأن يكونوا أقوياء كمحاربي (اللي نجا)ويجلبوا شيء من الإسعافات الأولية فقد يجرحوا بالأسلاك الشائكة أو بالعربات الخشبية ذات القيود والمسامير أو العربات الحديدية أو( الربلات ) وفي هذا السوق إذا أرتطم بك الحمال بعربته وأصابك بجروح قد تحصل منه على كلمة (العفو)وأحيانا بلا (العفو)أحيانا لا يكون لديه وقت للاعتذار!وتقبل الأمر فأنت في عراق وليس في ألمانيا والشيء بالشيء يذكر قال لي صديق (أقاربي في ألمانيا خرج من كراج السيارات بسيارته وجلخ أحد السيارات ونظر ذات اليمين والشمال ولم يرى كاميرات المراقبة فغادر المكان وكأن شيء لم يحصل وفي اليوم الثاني ضميره أنبه وذهب إلى مركز للشرطة وأبلغهم بما حصل وقال له المسئول عن الأمر لماذا لم تبلغ نفس اليوم كي يخفف عنك العقوبة والآن أنا مضطر أن أسجل عليك دعوة ..وبعد فترة راجعهم قالوا له لقد سقط عنك الدعوة لأن لم يقدم أحدا شكوى ضدك ). السوق الذي يقع على طرفي شارع الجمهورية مجزأ إلى جزأين بجدار(برلين)فهو اليوم مثل ألمانيا أيام الحرب الباردة ،شرقية وغربية ،وفي حالة تفريغ حاوية عليك دفع مبلغ معين لتسهيل عملية تفريغ! فمصيبة قوم عند قوم فوائد .فلم يحن للآن فرصة توحيد شطري السوق لنحتفل بسقوط جدار(برلين)في شورجة،ونصيحتي لك إن كنت من أبناء المحافظات فلا تروم السوق إلا بلبس (البغددة) لأنك ستكون في مرمى النشالة.
قد يجيب المعني والمسبب للفوضى في السوق وسالب راحة مرتادي السوق بأن الوضع الأمني طلب وضع الجدار الكونكريتي على طرفي الشارع ،ومنذ 2003 وإلى الآن ونحن نتحدث عن الوضع الأمني فلا أدري متى يستتب الأمن ؟! ،يستتب الأمن عندما نرى استقرار سياسي وحينه يرفع الصبات من الشوارع؟! ،ثم الطبيعة التي وضع بها هذه الكتل الكونكريتية لا يوحي بأن الطرف المعني يحترم الإنسان فهو وضع فتحات صغيرة جدا لا يمر منها إلا (جياع الصومال) وإمعانا منهم في أذية الناس ومرتادي السوق أغلقت هذه الفتحات بالأسلاك الشائكة وعند أحد الفتحات سمعت من رجل كهل تعليق معبر وهو كان يقصد أن يسمع الناس وقال بصوت مرتفع (الله أكبر..حتى يمنعون الناس من المشي).
إلا يرى المسئول حال الناس السيئ والمزري في هذا السوق التجاري الذي يرتبط به مصالح أهل بغداد والمحافظات ،سيقول المسئول هناك جسر حديدي مقابل السوق العربي للعبور بين طرفي السوق ،ونقول له وماذا عن حركة البضاعة ذات الأحمال المتفاوتة من الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ثم أن أكثر الناس من مرتادي السوق من كبار السن بمعنى مصابين جلهم بالمفاصل والضغط وأمراض أخرى وإذا علمنا أن الجسر على ارتفاع (38 باية) هذا الجسر نطلب من المسئول عبوره ليلعن اليوم الذي صنع فيه وإذا أردت أن تعاقب أحدا أطلب منه عبور هذا الجسر الذي يحمل (طعم التخلف)الناس في العالم حين يذهبون إلى الأسواق لتبضع يجدون لذة وترفيه وارتياح لوجود أسباب الراحة من المصاعد الكهربائية والمقاهي والمطاعم الراقية ووجود وسائط النقل المريحة ولوجود أنفاق وجسورة بمواصفات العصر وفي بعض الدول سابقة لعصرها.
إن الوضع السيئ الذي نحن فيه في سوق الشورجة وفي كل الأماكن بسبب القائمين على إدارة شؤون البلد ناتج عن سببين لا ثالث لهما ،أولهما الفشل في الإدارة والعجز عن تقديم الخدمات وعدم التنسيق بين دوائر ومؤسسات الدولة والفساد المالي والإداري والثاني التعمد في الفشل والإنجاز وأظن إن السبب الأول هو المرجح وإن كان السبب هو الثاني فأقرأ على البلد السلام.
وأحذر القائمين على إدارة البلد (من حذرك كمن بشرك)من تراكم الأخطاء وعدم التخفيف عن كاهل المواطنين في كل المجالات ولكل خطأ ثمن قد لا يدفع عاجلا ولكنه سيدفع لاحقا حتما ،التاريخ يقول ذالك ،فأسرعوا إلى معالجة الأمور وبالذات في سوق شورجة لارتباط الأمر بشؤون الناس ولوصول الحال في شورجة إلى وضع لا يطاق ،نحن يا مسئولي البلد ممنونين إن كنا عيون لكم إن كانت ظروفكم لا تسمح برؤية ما نراه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم ولاد رزق 3 يحصد 175 مليونا خلال أسبوعين


.. المخرج محمد الملا يكشف لصباح العربية أسرار من الفيلم الجديد




.. أسباب غياب الفنان عبدالله رشاد عن الساحة الفنية


.. -كان ودي نلتقي-.. دويتو يجمع بين الفنانين عبدالله رشاد ونوال




.. -نحتاج أكاديمية لتطوير مدراء الأعمال-.. الفنان الدكتور عبدال