الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدمير المجتمع وتفكيك الاسرة العراقية .. من وراءه..؟؟!!

ناهدة التميمي

2011 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تدمير المجتمع وتفكيك الاسرة العراقية .. من وراءه..؟؟!!
تقول الرواية انه كان يوصل صديقه وزجته التي جاءها المخاض في ساعة متاخرة من الليل الى احدى مستشفيات الكرادة عندما اومأت اليه فتاة ربما في الخامسة عشرة من عمرها في طريق عودته قرب المسرح الوطني ظانا انها ربما تحتاج الى مساعدة, لتعرض عليه فعل فاحش مما اصابه بالصدمة والذهول لصغر سنها .. هذا ماقراته في مقال الاستاذ مصطفى سليم ( ماذا يخبيء الليل ببغداد ) مما اصابني انا ايضا بالصدمة والذهول ..
من الذي يعمل جاهدا ليل نهار على انهيار منظومة القيم وحرقها في العراق بشكل منظم وومنهج لايكل ولايمل .. من الذي جعل المضايف والدواوين التي كانت قيمها ناموس ودستور بحد ذاته, اذ كانت تحمي الدخيل وتغيث الملهوف وترفع الحيف وتنتصر للعدل وتاخذ الحق من القوي للضعيف .. من الذي جعلها تختطف الابرياء وتقتل النساء وتعتدي على الاعراض وتذبح البريء كما حصل في عرس الدجيل وحوادث التاجي والمشاهدة ومثلث الموت في اللطيفية حيث ذبحت النساء والرجال والقيت الجثث في الانهر بعد الاعتداء عليهم وبمعرفة ومباركة العشائر هناك .. ماهذا الانهيار في القيم ولماذا هذا الحرق لكل جميل في مجتمعنا بعد حرق البنية التحتية والاقتصاد والترابط والتلاحم والشعور بالمواطنة .. لماذا حل بدل منها الخراب وتفشي الفساد وانحلال العوائل وضياع الاخلاق ..
لو تاملنا المشهد العراقي منذ ثمان سنوات والى اللحظة نجد ان هناك استهداف واضح للذكور اتخذ اشكالا متعددة ولكن النتيجة واحدة وهي قتلهم اما بتفجير تجمعاتهم في مصاطب العمل او نسف تجمعات اصحاب البسطيات او ذبح الرجال في منطاقهم و بساتينهم و محلاتهم بقصد التهجير القسري, او استهدافهم بالمفخخات في تجمعات التقديم للعمل في الشرطة او الجيش ناهيك عن التفجير العشوائي للنساء والرجال في الاسواق ودور العبادة والمدارس واختطاف السيارات العامة والخاصة وفي دوائر عملهم وهلم جرا..
هذا بالتاكيد ينتج عنه ضياع المعيل ورب الاسرة او ربة الاسرة .. مما يؤدي غالبا الى بقاء الابناء وهم في عمر مبكر دون رقيب او حسيب ودون رعاية اجتماعية ودون اعالة او مورد مالي مما اوصلنا الى النتيجة المفزعة والمخيفة التي نراها اليوم الا وهي بغاء الفتيات في سن صغير وتشرد الاطفال وتعرضهم لمختلف صنوف الاعتداءات والانتهاكات النفسية والجسدية وهذا اي انحراف الاطفال وشذوذهم وتشردهم اصبح شائعا ومعروفا في العراق وكتبت عنه منظمات دولية وانسانية كثيرة...

من الذي اشترك ويشترك في هذه الجريمة البشعة التي يتعرض لها الشعب العراقي الا وهي تفتيت النسيج الاجتماعي العراقي والاسرة العراقية .. والتركيز على قتل الرجال لتبقى النساء دون معيل او مورد فيصبح التشرد والبغاء الطريقة الاسهل لكسب العيش وبذلك يضمحل هذا المجتمع وقيمه واخلاقه وربما تحل محله اقوام اخرى كما قالوا لنا في اواخر الثمانينات عندما كنا ندرس في بريطانيا ان العراق كنز العالم ولايجوز ان يبقى بيد العرب يحكموه ولابد ان تحل محلهم اقوام اخرى اكثر تفهما للاوضاع العالمية.
هل هي اسرائيل ومخابراتها واجهزتها التي اتخذت حتى من الواجهات الثقافية ستارا لنشاطاتها الاستخبارية في العراق والتي تعمل على تفتيت كل المحيطين بها لتكون هي الدولة الاكبر والاقوى في المنطقة والتي اصبحت تتكلم علنا عن الحلم القديم اسرائيل من الفرات الى النيل واصبح شعار هذه الدولة يرفع في تجمعاتهم (ثور مجنح يشبه الثور الاشوري وفوقه سنبلة ) والمقصود بها سنابل النبي يوسف في مصر .. هل هي امريكا التي جاءت ومعها بذور الفرقة الشيعية السنية والتناحر والاقتتال العربي الكردي ليلتهي الشعب بتطاحنه مع بعض فيما يبقى جنودها والنفط بامان..
هل هي الاحزاب التي تحكم العراق والتي ماهي الا ادوات مطيعة بيد الامريكان واسرائيل ودول الجوار تنفذ مايريدون ولايهمها سوى ماتغترفه من العراق مثل يخت الدباغ البالغة قيمته اربعة ملايين دولار او حمايات المالكي التي اشترت مصنع زيوت في تركيا قيمته مائة وخمسون مليون دولار والناس الى الجحيم .. بالتاكيد عندما يتسلط على البلاد الفاسد والجاهل والمرتشي وعديم الضمير حتما سيكون مصير البلد الخراب والاضمحلال
اين المؤسسات الدينية من كل مايجري ومادورها في احتواء هؤلاء المساكين ورعايتهم وحمايتهم .. اين مؤسسة السيستاني والحكيم والجعفري والصدر اليعقوبي والسامرائي والكبيسي ووو... لماذا لم يتخذوا اي اجراء لحركة تصحيحية وتقويمية في المجتمع ام انهم كلهم في الهوى شرق ومتفقين على ضياع هذا البلد واهله.
د. ناهدة التميمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عشرون مجرم اومنحرف في كل محافظة
متعب الهذال العتابي ( 2011 / 9 / 15 - 08:57 )
سيدتي الكريمة تحية طيبة
اجريت احصاء بسيط على ضحايا الارهاب في كل محافظة
جعلت في كل محافظة 100 يتيم هؤلاء الايتام جعلت 80 يتبناهم اهلهم وذويهم يكملوا التعليم اويعملوا في مهن شريفة لوبقي20 في الشوارع سيكون لدينا في الشارع كم منحرف كم مجرم
لادور ايتام لامؤسسات لاجمعيات الموجود لايكفي المطلوب جهد دولة جهد مجتمع مدني يعرف ان انحراف جزء من المجتمع ياتي عليه وعلى اسرته بلضرر
هذا الموضع يؤرقني ويؤلمني
شكرا على هذا المقال

اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة