الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبتعاد الإنسان عن الشواطئ

واثق الجلبي

2011 / 9 / 15
الادب والفن



رويدا رويدا بدأت الإنسانية تتخذ طريقا مختصرا للإبتعاد عن السلام والحب وأشكال الحياة الكريمة وهكذا كان الأمر بأنها خسرت جزءا كبيرا من أنسنة الأشياء وتجريد المعاني السامية لتصحيرها وتحويل المسار الإنساني بطريقة غاية بالقسوة إلى حيونة كل شيء يمت إلى الإنسانية بصلة ففي بعض الأحيان كان الحيوان وتصرفاته التي يسبغ عليها طابع العفوية مثالا لتصرفات البعض وغرقت المشاعر التي يختزنها المرء تحت مسميات كثيرة وراحت الإنسانية المضطربة تطفو على بحار من الحزن واليأس والألم والحيرة فتغيرّت الثقافات وتعددت المدارس الفلسفية اللاهثة وراء تجسيد الأوهام وقولبتها بالواقع ليضيع عندها أمل الحياة البشرية بين فوارز من الأخطاء والقسوة .
الثقافة والنظم الأخلاقية التي كانت عماد الفكر الإنساني بدأت بالتراجع القسري نحو مجاهيل الإفتتان بكل مظاهر الخرف البشري وباتت الرؤى غير الواضحة إتجاها للخوض غير المعلن لإنتفاء حاجة الكون للوجود الإنساني ....
ما حاجة الكون للإنسان ؟
هل طوّر الإنسان قدراته العقلية وإستعداداته الذهنية لتقبل دوره الريادي في إكتشاف نفسه ، أم كانت مجرات الكون الشاسع المتاهة العظمى لجرّ العقل إلى الإبتعاد المحتمّ ؟
لا بد أولا أن يكتشف الإنسان من هو وما هو ولماذا هو...حتى ينطلق بعقله الجبار إلى رحاب أوسع من التصورات المفترضة والأماني الواهمة..
لقد ضيّع الإنسان نفسه وترك مبادئ العقل لورثة الإنتفاع المادي وتسرّب الوهن والضعف إلى العقل حتى بدا ضائعا لا يدري ما هو لون ولذة الإبداع الحقيقي ..
ما زالت الإنسانية تدفع ثمن أخطاء الجنون البشري حتى صارت الحقيقة مجرد أكذوبة وربما مزحة ساذجة من قبل الرافضين للخنوع المنهجي لإستعمال المدركات الفكرية في الحياة وتطورت أسلحة العبث لدى البشرية لتتحول إلى أساطير يظنها الآتون مصداقا للحياة الكريمة ...
كما رسمنا الماضي بالورد والألوان المخملية سيرسمنا القادمون بنفس الطريقة ولئن كان الجنس البشري متوحّدا بالمقامات الإسقاطية على الماضي فإن الآتي سوف لا يشكك بحتمية الرخاء الفكري الواهم لدينا وستبقى معضلة الإنسانية واحدة في تخطيها لأدوارها .
لا ينفك العقل من التفكير كما لاتنفك الشمس من الشروق الخجل على كومة من الأجساد غير ذوات الأرواح وهكذا كان من المحتم على الطائرين نحو الحقيقة أن يجدوا لهم مكانا تظهر فيه الأرواح بدلا من الأجسام لتكون عندها الإنسانية تحمل طابع الرقي الثقافي الذي يدركه العقل ولا يرفضه المنطق القائم على أبجدية واضحة المعالم.
لنرجع إلى إنسانيتنا لا إلى همجيتنا وتفاخرنا بسفك الدماء ،لنعطي كل شيء حقه بالصوت والصورة حتى لا يضيع ما تبقى من الإنسان لدينا ، فبعد الإنسان يوجد إنسان آخر يبكي على فقد الأبوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?